أبو الغيط: وثائق الأمن الغذائي المقدمة من الجامعة العربية تقدم رؤية لسد الفجوة الغذائية عربيا
قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن السنوات الثلاث الماضية شهدت أحداثًا عصيبة أسفرت عن وضع دولي جديد أكثر تعقيدًا وسيولةً من أي وقتٍ مضى، مبينا أن تلك الأحداث وعلى رأسها فيروس كورونا تسببت في تداعيات خطيرة يصعب على أي دولة مواجهتها منفردةً.
وأضاف أبوالغيط، في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لاجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري التحضيري للقمة العربية، أن تلك الأحداث كشفت عن أوجه الضعف التي تعتري الكثير من المنظومات الاقتصادية، وعلى رأسها منظومة الأمن الغذائي العالمي.
القمة العربية 31 بالجزائر
وأوضح، أن هذه الأوضاع المستجدة تدفع إلى إعادة النظر في أولويات العمل العربي المشترك بإيلاء اهتمام أكبر بموضوعات بعينها مثل الاستجابة الإنسانية في حالات الجوائح والكوارث والأزمات، وتعزيز الأمن الغذائي العربي.
وتابع الأمين العام للجامعة العربية، أن جدول أعمال المجلس يتضمن عددا من الموضوعات المتعلقة بموضوع الأمن الغذائي على وجه التحديد، والتي من بينها الوثائق التي أعدتها الجامعة العربية، استجابة لطلب وزير خارجية دولة الكويت بإعداد دراسة استراتيجية حول الأمن الغذائي العربي في ضوء الدراسات والبرامج والآليات السابقة، وهو الطلب الذي حظي بدعم الوزراء.
وألقى أبو الغيط الضوء على بعض ما تضمنته تلك الوثائق من حقائق وأرقام مقلقة، مشيرا إلى أنه على الصعيد العالمي تسببت جائحة فيروس كورونا المستجد في ارتفاع معدلات الدين والبطالة والتضخم، بالإضافة إلى تعطيل سلاسل الإنتاج والتوريد، مع ما تسبب به من تبعاتٍ خطيرة كالركود الاقتصادي واتساع رقعة الفقر والجوع، كما ارتفعت أسعار سلال الغذاء الأساسية بشكل غير مسبوق، على خلفية الحرب الدائرة في أوكرانيا.
كما أردف أنه إذا كان العالم قد واجه حتى اليوم أزمة في أسعار الغذاء، فإنه قد يواجه في العام القادم، أزمة في توفر الغذاء الكافي.
واستكمل: لقد تدهورت مؤشرات الأمن الغذائي العربي بشكل مقلق.. ليس فقط بسبب الجائحة وما تلاها من أحداث.. ولكن أيضًا بسبب تزامن عوامل عديدة وتراكم مشكلات كثيرة، منها الجفاف واستمرار تراجع حصة المواطن العربي من المياه، فضلًا عن النمو السكاني المطرد، وضعف الاستثمار الزراعي.
وأوضح، أنه لمجابهة تلك الأوضاع الضاغطة، تقدم وثائق الأمن الغذائي العربي المعروضة على المجلس رؤيةً شاملة للوصول للاكتفاء الغذائي المنشود، ولسد الفجوة الغذائية في العالم العربي بنهج تكاملي ورؤية تقوم على حشد الإمكانيات العربية، وتُعالج بعض بنود هذا الاجتماع موضوع الأمن الغذائي العربي بهذا النهج المتكامل.