أمين البحوث الإسلامية: بعثة النبي غيّرت نظام العالم في فترة قليلة.. وصنعت حضارة عالمية قامت على القانون الأخلاقي
شارك الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عياد، في فعاليات ملتقى الهناجر الثقافي، تحت عنوان ولد الهدى.. رسولا للإنسانية؛ وذلك بحضور عدد من علماء الدين ورجال الثقافة؛ تحت رعاية وزيرة الثقافة الدكتور نيفين الكيلاني.
وقال الأمين العام خلال الملتقى إن ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم وبعثته أحدث تغييرًا كبيرًا في منظومة القيم الأخلاقية التي كانت قائمة وقت مبعثه صلى الله عليه وسلم؛ حيث كان يعتريها الكثير من الخلل، فكان هناك حقوق ضائعة، وأرحام مقطعة، وأموال وأعراض مستباحة، وكرامة إنسانية يُعتدى عليها، مشيرًا إلى أنه عندما أراد الله عز وجل لهذه البشرية الاستقرار والهدوء كان مبعث النبي صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله تعالى من أكرم الناس في الخلقة وفي الخلق، وأحيا به الله عز وجل القلوب التي وقعت في غياب عن المنحى الإنساني والوجهة الإنسانية.
وأضاف عياد أن مولد النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن كأي مولد؛ حيث جاء مسبوقا بمجموعة من الإرهاصات التي سبقت مولده صلى الله عليه وسلم؛ لتشير إلى أن ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم يعقبه الخير الكثير، فهو ميلاد أعد له الإعداد الخاص من قبل الله تبارك وتعالى؛ حيث أراد سبحانه وتعالى أن يهيأ البشرية والكون كله لأمر عظيم وهو ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم.
غيرت نظام العالم في فترة قليلة
أشار الأمين العام إلى أن مولد النبي صلى الله عليه وسلم كان علامة بارزة على أن الله تبارك وتعالى أراد أن يتعهده منذ اللحظة الأولى بالحفظ والعناية والتربية؛ فولد صلى الله عليه وسلم ونشأ يتيما؛ حيث تعهده ربه سبحانه وتعالى بالرعاية والتربية، وكمله في الخلقة والخلق وأنزل عليه الرسالة.
أوضح عياد أن بعثة النبي صلى الله عليه وسلم غيرت نظام العالم في فترة قليلة، والواقع خير شاهد؛ فكم من القرون التي نحتاج إليها لصنع حضارة وبناء أمة وتأسيس دولة؛ لكنه صلى الله عليه وسلم عندما خرج من مكة إلى المدينة استطاع في مدة قليلة أن يقيم دولة وأن يؤسس حضارة وأن يمهد لدعوة عالمية انطلقت من قانون أخلاقي يراعي فيه الحقوق والواجبات، ويوازن بين المادة والروح.
وأكد عياد على أن الفن رسالة سامية متى استخدمت في زيادة الوعي والقضاء على العادات السيئة.
وختم الأمين العام بالتأكيد على ضرورة أن نفرق بين الفعل والفاعل؛ لذا لا يحكم على الدين من خلال أفعال بعض المنتسبين إليه وإنما من خلال نصوصه، مضيفا أن ممارسة البعض لأفعال مخالفة للإسلام قد تكون سببًا في الهجوم عليه وهو منها براء؛ لأن الدين وضع إلهي سائق لذوى العقول السليمة باختيارهم إلى ما فيه الصلاح في الحال والفلاح في المآل، ويؤكد على هذا التطبيق الفعلي للنبي صلى الله عليه وسلم الذي استخدم جملة من الأدوات وصل بها إلى قلوب أعدائه فضلا عن محبيه مثل إنزال الناس منازلهم، والعفو عند المقدرة وغيرها من أدوات التي تؤلف القلوب وتجمعها وفق منهج رباني ورسالة سامية تسيطر على القلوب والعقول معا.