من البراءة إلى الحبس.. رحلة أمل فتاة الدقهلية للانتصار على مغتصبها
داخل عقار مهجور بين رحى الليل وظلام الحواري، وقعت جريمة اغتصاب أمل فتاة الدقهلية، عندما جذبها صبي لم يبلغ سن الـ 18 بعد، ولم يعرف عن المعاشرة الجنسية سوى ما شاهده في الأفلام الإباحية، فسولت له نفسه معاشرتها قبل حفل زفافها ففعل، بعدما اعتدى عليها بالضرب، فأفقدها وعيها، وأصبحت بلا حراك فريسة سهلة بين براثنه، يفعل بها ما يشاء، حتى هتك عرضها وترك في بطنها جنينًا سيعيش سنوات بلا أب أو شهادة ميلاد، وأمه زوجة بلا زوج تتلقى الاتهامات من سائر العباد.
أمل فتاة الدقهلية المغتصبة
4 سنوات قضتها أمل منذ ليلة اغتصابها، تصول وتجول داخل أقسام الشرطة وسرايا النيابة وأروقة المحاكم، تبحث عن شرفها المهدر، وحقها الضائع، وابنتها اليتيمة قبل أن تولد، بلا جرم فعلته أو ذنب اقترفته، فلا المتهم اعترف بجريمته، ولا الأدلة كانت كافية لإثبات جنايته، فحصل على البراءة في قضيته، وظن بذلك أنه هرب بفعلته.
لم تيأس أمل فتاة الدقهلية المغتصبة، بعد حكم البراءة على مغتصبها، فجاهدت لإثبات عفتها واسترداد كرامتها، حتى وجدت النيابة العامة، تقف بجوارها جنب إلى جنب، وتستأنف على حكم البراءة في القضية الأولى، ثم تطعن بالنقض على حكم البراءة في القضية الثانية، في الوقت الذي ولدت فيه الطفلة جنى، طفلة من أم قد اغتصبت وأب أنكر نسبها، لتبدأ أمل قصة جديدة في محاولة إثبات نسب طفلتها أمام محاكم الأسرة.
أحيلت قضية اغتصاب أمل إلى محكمة النقض بعد طعن النيابة العامة، فأعيد النظر فيها من جديد، وطالعت هيئة المحكمة التحريات والتحقيقات، وكل من شارك في التحقيق أو أشرف عليه، حتى أنها استدعت الخبير النفسي والباحث الاجتماعي، وأمرت بضبط واحضار المتهم بالاغتصاب، الذي عاود النكران كعادته، إلا أن المحكمة أمرت بحبسه حتى الفصل في القضية.
في نهاية المطاف جاءت عدالة السماء، واطمأنت المحكمة لارتكاب المتهم جريمة اغتصاب أمل، فقضت بحبسه سنة مع الشغل والنفاذ، لتستنشق أمل عبير فرحتها بعد حسرتها، وتسترد كرامتها وعفتها، وتحس بانتصارها، وتنتظر إثبات نسب ابنتها.