حل لغز الدوبامين: العلماء يحددون الآلية الجينية التي تربط بين المادة الكيميائية في الدماغ والفصام
يرى الباحثون في معهد الأمريكي ليبر لتنمية الدماغ، أنهم تمكنوا من حل اللغز الصعب، قد يؤدي هذا الفهم الجديد إلى علاج أفضل لمرض انفصام الشخصية، وهو اضطراب دماغي غالبًا ما يكون مدمرًا يتميز بالتفكير الوهمي والهلوسة وأشكال أخرى من الذهان.
من خلال دراستهم لتغيير الجينات في منطقة من الدماغ مرتبطة باتخاذ القرارات العاطفية، اكتشف العلماء دليلًا ماديًا على أن الخلايا العصبية غير قادرة على التحكم بدقة في مستويات الدوبامين، كما حددوا الآلية الجينية التي تتحكم في تدفق الدوبامين، نُشرت النتائج التي توصلوا إليها اليوم1 من نوفمبر في مجلة Nature Neuroscience.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعاني ما يقرب 1 من كل 300 شخص في جميع أنحاء العالم من مرض انفصام الشخصية، والذي يصيب حوالي 24 مليون شخص.
وقال دانييل واينبيرجر الرئيس التنفيذي ومدير معهد ليب، والعضو المنتدب في الدراسة، لم يتمكن العلماء من فك شفرة ما إذا كانت صلة الدوبامين هي العامل المسبب أم أنها مجرد وسيلة لعلاج الفصام، لكن الآن لدينا أول دليل على أن الدوبامين هو عامل مسبب لمرض انفصام الشخصية.
نتائج الدراسة
قام المحققون بفحص المئات من عينات الأدمغة مصابين بعد الوفاة التي تم التبرع بها إلى معهد ليبر من أكثر من 350 شخصًا، بعضهم مصاب بالفصام وآخرون لا يعانون من أمراض نفسية، اختاروا التركيز على النواة المذنبة، وهي جزء من الدماغ مهم للغاية لتعلم كيفية جعل الأفكار والسلوكيات المعقدة أكثر تلقائية وبديهية، ولكن أيضًا لأنه يحتوي على أغنى إمداد للدماغ من الدوبامين كما درسوا منطقة الجينوم البشري مرتبطة بخطر الإصابة بالفصام، تحتوي هذه المنطقة على جينات مستقبلات البروتين التي تستجيب للدوبامين.
حيث وجد الباحثون أن انخفاض هذه المستقبلات في الدماغ يفسر الدليل الجيني لخطر الإصابة بالمرض، هذا يتفق مع الفرضية السائدة القائلة بأن الكثير من الدوبامين يلعب دورًا في الذهان، وأدلة قوية على أن لغز الدوبامين والفصام قد تم حله أخيرًا.
يعمل الدوبامين وهو نوع من الناقلات العصبية، كمرسل كيميائي يرسل إشارات بين الخلايا العصبية في الدماغ لتغيير نشاطها وسلوكها، والدوبامين هو ناقل عصبي يمكّن الناس من الشعور بالسعادة.
أعراض الانفصام
وفقًا للمعهد الوطني للصحة العقلية، فإن مرض انفصام الشخصية هو أحد أهم 15 سببًا رئيسيًا للإعاقة في جميع أنحاء العالم، يعاني الأشخاص المصابون بهذا المرض من أعراض ذهانية مثل الهلوسة والأوهام والتفكير المضطرب، بالإضافة إلى انخفاض التعبير عن المشاعر، وانخفاض الدافع لتحقيق الأهداف، وصعوبة العلاقات الاجتماعية، والضعف الحركي، والضعف الإدراكي، تبدأ الأعراض عادة في أواخر مرحلة المراهقة أو بداية البلوغ.
علاج الانفصام
تشمل العلاجات الحالية لمرض انفصام الشخصية الأدوية المضادة للذهان التي تعالج أعراض، وليس السبب، فقالت الدكتورة جينيفر إروين، في المعهد وأحد مؤلفي التقرير: أحد الآثار الجانبية الرئيسية للأدوية المستخدمة في علاج الفصام هو قلة المتعة والفرح، من الناحية النظرية، إذا تمكنا من استهداف مستقبلات الدوبامين بالأدوية على وجه التحديد، فقد تكون هذه استراتيجية جديدة للعلاج لن تحد من سعادة المريض بنفس القدر.
