رئيس الجامعات الأوروبية بمصر: نفذت مع فريق بحثي 4 مشروعات لمواجهة التغيرات المناخية.. ونسهم في القضاء على أوبئة عالمية | حوار
سجلت 11 براءة اختراع بعضها لمجابهة آثار التغيرات المناخية
التغيرات المناخية ستؤدي إلى انتشار الملاريا في معظم دول العالم بحلول 2050
ابتكرنا علاجًا مصريًا للملاريا من جذورها.. وننفذه في 8 دول إفريقية
المشروع المصري صديق للبيئة.. وتم تسجيله في 170 دولة
ابتكار مصري لعلاج الأنيميا بجرعة واحدة
ابتكار للقضاء على التصحر والآفات الزراعية
تتصدر التغيرات المناخية الاهتمامات العالمية في الوقت الراهن، وذلك بالتزامن مع انعقاد مؤتمر المناخ cop 27، في شرم الشيخ حتى 18 نوفمبر الجاري، ولم تقف الجامعات والهيئات البحثية بـ علمائها بعيدًا عن تلك الأزمة العالمية، حيث تقدم الجامعات المصرية بـ علمائها العديد من المشروعات العلمية والبحثية التي تساعد في القضاء على تغيرات المناخ، ولعل واحدًا من هؤلاء العلماء، هو الدكتور محمود هاشم عبد القادر، أستاذ الكمياء الضوئية بجامعة القاهرة، ومؤسس ورئيس مجلس أمناء الجامعات الأوروبية في مصر.
القاهرة 24 أجرى حوارًا مع الدكتور محمود هاشم عبد القادر، أستاذ الكمياء الضوئية، والذي كشف عن تقديمه عددًا من البحوث العلمية التي تعالج الأزمات الناتجة عن أزمة التغيرات المناخية، حتى نضع دائرة الاهتمام على تلك المشروعات، كما كشف عن حلول علمية عاجلة لعدد من القضايا والأمراض التي تنتج عن آثار التغيرات المناخية وطرق الحل العلمية من خلال 11 براءة اختراع حصل عليها.
القاهرة 24 يحاور رئيس الجامعات الأوروبية بمصر
وأشار أستاذ الكمياء الضوئية إلى أن المشروعات التي يعمل عليها هو وفريقه البحثي تركز على مكافحة الملاريا من خلال براءة اختراع مسجلة في منظمة براءات الاختراع الدولية، فضلا عن علاج لمرض فقر الدم، وهناك براءة اختراع أيضا لعلاج مرض سرطان الجلد، والمشروع الرابع والأخير عن براءة اختراع في القضاء على الحشرات والآفات الزراعية الضارة التي تظهر نتيجة التغيرات المناخية.
إليكم نص الحوار …
في البداية حدثنا عن علاقة مشروعاتك العلمية والبحثية بالتغيرات المناخية؟
توجد علاقة مباشرة بين التغيرات المناخية والصحة، ولكن بناءً على ما تم في 11 براءة علمية وعدد 81 رسالة دكتوراه وماجيستير، تم تحكيمها في تلك المجالات، أصبح أن تغيرات المناخ لها تأثيرات صريحة وقوية في المستقبل القريب على الخريطة الوبائية في العالم، فضلًا عن التأثير على الزراعة وظهور عدد كبير من المخاطر الجسدية مثل سرطان الجلد، والذي نقدم علاج له، ومشكلات اقتصادية واجتماعية، وذلك من خلال التأثير على الغذاء العالمي بظهور حشرات أخرى أشد فتكًا.
كيف ستغير التغيرات المناخية الخريطة الوبائية في العالم؟
ارتفاع درجة حرارة الجو سيؤدي إلى حدوث تغيير مكان سقوط المطر عالميًا، وهذا ما سيؤدي إلى وجود أمكان قاحلة ومستنقعات أكثر، وهذا سيودي إلى انتشار أوبئة كثيرة مثل الملاريا، وهناك دارسات تؤكد على أنه مع 2050، سينتشر وباء الملاريا في قارة أفريقيا بأكملها، فضلًا عن الوصول إلى عدد من الدول الاوربية، وكذلك القارة الأمريكية الشمالية ودول قارة آسيا، وهنا سيكون انتشار واسع لوباء الملاريا وسيتجاوز الـ 90 دولة الموجود بها في الوقت الحالي، وهناك تهديد لنصف سكان الأرض، وعلى جانب آخر تؤدى ظاهرة ثقب الأوزون وارتفاع نسبة الأشعة البنفسجية على انتشار الأمراض الخبيثة مثل سرطان الجلد و نتيجة زيادة نسبة الغازات الدفيئة والسامة بالهواء سيزداد نسبة الإصابة بمرض سرطان الرئة.
ما هو مشروعكم لعلاج الملاريا؟
نجحنا بالفعل مع فريق مصري باكتشاف علاج لمكافحة الملاريا، وهذا المشروع يعمل للقضاء على الملاريا من منبعها في أفريقيا، وهذا سيخفف من حدة التغيرات المناخية في المستقبل، وذلك عن طريق قطع البعوضة من جذورها بإنهاء دور حياة البعوضة المسببة للملاريا، ويتم ذلك باستخدام أشعة الشمس المباشرة ومادة الكلوروفيل المستخلصة من النباتات والأكسجين الموجود بالحشرة، وتلك المادة يتم رشها في المستنقعات والتي ينتشر بها يرقات البعوض، وتتغذى تلك اليرقات على الكلوروفيل وتتفاعل مع الأكسجين مع توجيه أشعة الشمس عليها يحدث تفاعل كيميائي ضوئي يحول الأوكسجين داخل أنسجة اليرقات إلى أوكسجين ذري نشط يفتك بها.
هل المشروع مسجل في جهات دولية؟
بالفعل براءة الاختراع لهذا المشروع مسجلة في منظمة براءات الاختراع الدولية، حيث استطاع المشروع خلال ساعتين فقط القضاء على البعوضة المسببة للمرض بنسبة نجاح تصل إلى 100% في مستنقعات الدول المنتشر بها الملاريا، وهذا ما ساعد على تسجيلها في عدد 170 دولة، وبالفعل تم تنفيذها في 8 دولة أفريقية حتى الآن، وهذا ما أدى إلى اعتراف منظمة الصحة العالمية به، فضلًا عن وجود دعم من بنك التنمية الأفريقية لكل الدول الأفريقية للاستفادة منه لمكافحة الملاريا والقضاء على بعوضة الملاريا من المنبع.
تحدثت بأن المشروع مطبق في 8 دول.. أتعني بذلك أنه أصبح منتجًا؟
بالفعل هذا الابتكار تحول إلى منتج يتم تنفيذه في 8 دول من دول حوض النيل بالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية، وذلك المنتج يتم تصنيعه في مصر بالتحديد في شركة النصر للكيماويات الوسيطة بأبو رواش، والكيلو الواحد من هذا المستخدم يكفي لمساحة تقدر بـ250 مترًا مربعًا من المستنقعات.
هل يساعد هذه الابتكار على علاج مشكلات أخرى؟
ذكرت أن المشروع يقضي على الآفات ومشاكلها بطرق طبيعية صديقة للبيئة، ويمكن استخدام العلاج للقضاء على الازمات التي تسببها انتشار الآفات والتي ستزيد بسب ارتفاع درجات الحرارة والتغيير في نسب الرطوبة، وأحد هذه الآفات التي يقضي العلاج عليها هو ذبابة الفاكهة والذبابة البيضاء التي تعتبر من أخطر الحشرات على الاقتصاد الزراعي ودودة ورق القطن التي تهدد دولًا كبيرًا، حتى مصر تأثرت به.
حديثك يعني أننا أمام مشروع آخر؟
بالفعل نحن قمنا إجراء تطبيقات حقلية في محطات التجارب الخاصة بكلية الزراعة بجامعة القاهرة، وتوصلنا إلى أن هذا الابتكار يقضي على هذه الآفات ومشاكلها بطرق طبيعية صديقة للبيئة، ونعمل على تنفيذ هذا المشروع لموجهة مشكلة التصحر التي تسببها الآفات الزراعية الضارة والتي تساعد في تدمير الأشجار والتربة أيضًا، ونطالب أن يتم تطبيقها على نطاق واسع.
ماذا عن الأبحاث الخاصة بعلاج الأورام الخبيثة وما علاقة ذلك بالتغيرات المناخية؟
بكل بساطة التغيرات المناخية وزيادة الغازات في ثقب الأوزون وزيادة درجة الحرارة، سيؤدي إلى ارتفاع كبير في معدلات الإصابة بمرض سرطان الجلد، فضلًا عن أن ارتفاع درجة الحرارة يؤدي إلى وجود زيادة في حرائق الغابات، والذي يؤدي إلى تلوث الهواء، وهذا أيضا مسبب أساسي في لسرطان الرئة، والذي يعد من أهم الأمراض الخطيرة التي تسبب حالات الوفاة المبكر.
والمشروع الخاص بعلاج الأورام الخبيثة، يتم عن طريق العلاج الضوئي الديناميكي الذي يسهم في التشخيص المبكر وعلاج السرطان، وتكون تلك الطريقة بتقنية ليست لها آثار جانبية على المريض، حيث يتم حقن المريض بمادة الكلوروفيل والتي تتفاعل كيميائيا مع الأوكسجين والذي يتحول بدورها داخل الخلايا المريضة، وعند تعرض أشعة الشمس لها تظهر الخلايا داخل جسم الإنسان مما يؤدي إلى القضاء عليها بالليزر.
هل تم تنفيذ هذا المشروع؟
لا ليس بعد ونحن نوصي بضرورة البدء في استخدام هذه التكنولوجيا الجديدة التي تتميز بالعديد من الفوائد حيث تقوم بالقضاء على الخلايا المريضة دون غيرها داخل جسم الإنسان مما يجعل نسبة الشفاء عالية جدًا، وتلك التقنية قد تم الاعتراف بها من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية.
هل هناك معوقات تحول دون تنفيذ هذا المشروع؟
بالفعل هناك حرب من قبل شركات الأدوية التي تنتج العلاج الكيميائي، لأن هذا العلاج يساعد في القضاء على مرض السرطان من خلال تقنية غير مكلفة بعيدًا عن أضرار العلاج الإشعاعي وتكلفته المرتفعة.
دعنا نذهب إلى المشروع الآخر وهو العلاج المستخدم في القضاء على الأنيميا.. وما علاقة التغيرات المناخية بذلك؟
بكل تأكيد في حالة استمرار التغيرات المناخية بهذا المناول، سيؤدي إلى حدوث جفاف بالأراضي الزراعية، وهذا سيؤدي إلى تغير في المحاصيل الزراعية وبالتالي حدوث نقص غذاء وبالتالي انتشار مرض الأنيميا الذي يؤدي إلى الضعف العام بالجسم.
ويأتي العلاج من خلال استخدام جرعة من النانومترية والذي سيجعل هناك زيادة في نسبة الهيموجلوبين في الدم من 7 إلى 16 وتتضاعف أعداد كرات الدم الحمراء، مما يقضي على فقر الدم في أسبوع واحد، وهذا المشروع تم العمل عليه أثناء عملنا في مركز الكيمياء الضوئية بجامعة القاهرة.
هل تم إنتاج هذا المشروع.. وكيف سيتم استخدمه؟
لم ينتج هذا المشروع حتى الآن، ونطالب بإنتاج هذا المشروع من خلال مستحضر يعد في إحدى شركات الأدوية الوطنية، ويحصل الفرد على العلاج بالحقن أو بالتناول عن طريق الفم وذلك في خلال أسبوع من تاريخ الحقن.
أخيرًا.. هل هذه العلاجات مكلفة على الدول؟
جميع المواد المستخدمة في علاج هذه الأزمات، تستخلص من النباتات وتعد مكملًا غذائيًا معتمد من مؤسسة الغذاء والدواء الأمريكية، ويعتبر تكلفة الكيلوجرام الواحد من المنتج 19 دولارًا، وتلك المادة تستخدم في علاج الملاريا والتصحر والأمراض الخبيثة.