بعد الاعتداءات المتكررة.. مطالب بتغليظ عقوبة التعرض للمعلمين في المدارس
منذ بداية العام الدراسي الجديد 2022/ 2023، والعديد من المدارس تشهد تعديات على المعلمين، والتي قد تصل في بعض الأحيان إلى إصابات بالغة، سواء من الطلاب أو أولياء الأمور؛ الأمر الذي يُنذر بخطر كبير لا سيما أن العقوبة التي تُنفذ على الطلاب في هذا الصدد يراها البعض غير رادعة، وهي ما تسببت في انتشار تلك الأزمة.
عقوبة التعدي على المعلمين في المدارس
وفقًا للقانون الحالي للعقوبات المطبقة لحالات التعدي على المعلمين، فإنه يندرج تحت بند من تعدى على أحد الموظفين العموميين أو رجال الضبط أو أي إنسان مكلف بخدمة عمومية أو قاومه بالقوة أو العنف أثناء تأدية وظيفته أو بسبب تأديتها؛ يعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن 6 أشهر أو بغرامة لا تتجاوز 200 جنيه مصري، وإذا حصل مع التعدي أو المقاومة ضرب أو نشأ عنهما جرح؛ تكون العقوبة الحبس مدة لا تزيد عن سنتين أو غرامة لا تتجاوز 200 جنيه مصري، وهو القانون الذي يراه الكثيرون أنه غير رادع.
نقيب المعلمين: رصدنا 60 حالة تعد في شهر.. ويجب تغليظ الحكومة
خلف الزناتي نقيب المعلمين، طالب بوضع تشريعات تجرم إهانة المعلمين أو التعدي عليهم منعًا لتكرار تلك الوقائع، مؤكدًا أن هناك العديد من الوقائع التي تشير إلى تفاقم أزمة التعرض لهم داخل الحرم المدرسي، وفي بعض الحالات قد لا يحصل المعلم على أي حقوق، مُطالبًا بتنظيم عملية دخول أولياء الأمور للمدارس.
وتابع الزناتي خلال تصريحاته لـ القاهرة 24: خلال الشهر الدراسي الماضي، هناك 60 حالة تعدٍ رصدتها غرفة عمليات النقابة، ويتم التعامل معها، لكن لا بد من تشريع يُجرّم الأمر، موضحًا أن غرفة عمليات النقابة تتلقى جميع ما يحدث في 53 نقابة فرعية، و320 لجنة نقابية في جميع المراكز، وتتعامل معها.
طلب برلماني بتغليظ العقوبة
من جانبه، تقدم النائب أحمد حمدي، عضو مجلس النواب، ببيان عاجل إلى رئيس مجلس النواب، مُوَجهًا لرئيس مجلس الوزراء ووزير التربية والتعليم والتعليم الفنّي، بشأن واقعة التعدي على المدرسين والإداريين بالمدارس، مشيرًا إلى واقعة التعدي على سكرتيرة بمدرسة الستين التجريبية الرسمية التابعة لإدارة مركز كفر الدوار التعليمية، والتابعة لدائرته.
وأضاف حمدي خلال خطابه المقدم لرئيس مجلس النواب، أن ما حدث من إهانات وسبٍ وقذفٍ بالألفاظ النابية وتعدٍ بالضرب المُبرح من الطلاب وأولياء أمورهم على المدرسين والإداريين بالمدارس في صورة أبشع ما تكون، وما حدث من تعدٍ وحشيّ على سكرتيرة المدرسة؛ أدّى إلى تلفٍ بالعين اليسرى وجروح بالوجه والرأس استدعت ما يقرب من 100 غرزة جراحية، ويحتاج إلى تغليظ العقوبة وتطبيقِها فوريًا.
خبير تربوي: غياب لائحة الانضباط سبب تكرار تلك الوقائع
الدكتور محمد عبدالعزيز، أستاذ العلوم والتربية بـ جامعة عين شمس، كشف سبب تكرار حوادث الاعتداء بالضرب أو السب على المعلمين داخل المدارس، قائلًا: فكرة اعتداء الطالب أو ولي أمره على المعلم خاطئة، وتعود إلى تردي التربية من الأساس.
وأوضح الدكتور محمد عبدالعزيز لـ القاهرة 24، أن هناك مشكلات عديدة لابد من حلها، مثل وجود المدارس من غير سور خارجي أو بابها مفتوح طوال الوقت لـ أولياء الأمور، ولا يوجد نظامًا متبعًا بسبب غياب لائحة الانضباط المدرسي، مشيرًا إلى أن كل هذه المشاكل لا توجد في المدارس الخاصة بسبب الانضباط دائمًا، مؤكدًا أن سلوكيات التلاميذ داخل الفصل غير جيدة بالمرة، وهناك بعض الطلاب مُشبعين من الدروس الخصوصية.
ونوه أستاذ العلوم والتربية بـ جامعة عين شمس، بأن عقوبة التعدي على المدرسين داخل المدارس من المعلمين أو أولياء الأمور؛ تختلف من حالة لـ أخرى، ويعود إلى ما حدث خلال التعدي على المعلم، مؤكدًا أن العقوبة تصل للحبس أيضًا، وفصل الطالب 3 أو 15 يومًا، مُطالبًا وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني؛ حسم الموضوع بشكل جيد، وإعادة النظر فيه مرة أخرى حتى يعود دور المعلم داخل الفصل، وألا تضيع هيبته بهذا الشكل، واتخاذ كافة الإجراءات الرادعة ضد كل من يتعدى على المعلم سواء داخل الفصل أو خارجه.
