كامل الباشا: لا أُفضل نوعية روايات أحمد خالد توفيق وفلسطين تدور في دائرة مفرغة.. وأتمنى الحصول على الأوسكار | حوار
فنان استطاع الاستحواذ على قلوب المصريين خلال الفترة الماضية، فهو الفنان الفلسطيني كامل الباشا الذي حصل على جائزة أفضل فنان من مهرجان فينيسيا قبل بضعة سنوات عن فيلم القضية رقم 23، ويستمر في التعبير عن حال الفلسطينيين بأعماله وصولًا لفيلم حمزة: أطارد شبحًا يُطاردني، الذي نافس في مسابقة الأفلام القصيرة بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الماضية الأربعة وأربعين.
وحاور القاهرة 24 كامل الباشا على هامش فعاليات مهرجان القاهرة، ليحدثنا عن طموحاته وكواليس أعماله وتفاصيل خطواته العالمية، خلال السطور الآتية:
تطارد في الفيلم شبحًا لا أثر له وكأنك تدور في دائرة مُفرغة ولكن واقعيًا نعلم الشخص الذي تطارده.. هل تلك الحالة هو حال فلسطين حاليًا؟
نعم، ذلك هو حال فلسطين، وحال العالم كله، حاليًا الإنسان أصبح يعيش بمتاهة، ولا يعلم ما الصالح له، وفي الفيلم لا نقول إن ذلك هو حال فلسطين أو حيفا بشكل مباشر، ولكن نذكر أن هناك شخصًا يُدعى حمزة، وتلك هي حكايته، وحمزة يُعبر عن تلك الحالة بشكلِ أو بآخر.
هل قتل صديق حمزة في الفيلم كان دافعًا لحمزة في محاولة مطاردة ذلك الشبح؟
في الفيلم يُقتل الصديق قبل دخول حمزة السجن أثناء قيامهم بعملية ما، فيقوم حمزة بعد خروجه من السجن استعادة تلك الحالة والوهم الخاص بالشباب المناضلين، فالفلسطيني يناضل من أجل قضية وطنية وليس لقضية شخصية وقتل صديق أو استشهاده، والوهم ما هو إلا قرار، وتلك الحالة أيضًا مسيطرة علينا، فأصبح الحل أمام حمزة إما الهرب من ذلك الوهم أو المواجهة، وقرر حمزة المواجهة.
كيف تكاتف الشعب الفلسطيني في إنتاج فيلم حمزة: أطارد شبحًا يطاردني؟
كان من الصعب فعل ذلك الأمر، وفي الفيلم نرى وجود شخصين فقط خلال الأحداث، بينما كان خلف الكاميرا ما يزيد على خمسين شخصًا سواء في الديكورات أو التحضيرات أو مواقع التصوير، وكان الإنتاج كبيرًا ومكلفًا، ولكن آمن الفلسطينيين بالفكرة والمهمة، ساعدونا، فالسينما شيء مُغرٍ، من خلالها نستطيع أن نوصل الرسالة والمشاعر للعالم كله، وقمنا بطرح مقطع فيديو عبر الإنترنت وطلبنا التمويل، وساعدونا وساهموا ودفعوا الأموال، واستغرق الفيلم في تحضيراته ما يقرب من عام، أما مرحلة التنفيذ فاستغرقت حوالي ثمانية أيام والمونتاج شهر ونصف.
هل هناك خطة واضحة لمشاركة الفيلم في مهرجانات أخرى بعد مهرجان القاهرة السينمائي؟
لا أعلم بالتحديد، ولكن أصبح هناك اهتمام كبير مِن قِبَل المهرجانات السينمائية بمشاركة الأفلام القصيرة، ومشاركة الفيلم بمهرجانات أخرى، يعتمد على طبيعة رود الفعل التي نتلقاها من مصر، والحمد لله حصلنا على تقييمات إيجابية.
في اعتقادك.. ما هو حل القضية الفلسطينية؟
ضاحكًا، الحل معروف ولكن متى يحدث؟ الله أعلم، أنا أعيش بفلسطين، وبين الحين والآخر تحدث مناقشات جانبية مع إسرائيليين، وأقول لهم: لنفترض أنكم استطعتم أن تتخلصوا من 12 مليون فلسطيني الحاليين، هل تنتهي الحكاية؟ لا، هناك 400 مليون عربي، وإذ استخدمتهم قنبلة ذرية وقضيتم على العرب، هل تنتهي الحكاية؟ لا، هناك 2 مليار مُسلم في العالم لن يتركوكم، عاجلًا أم آجلًا ستتحرر فلسطين، ولكن لا تسمح الظروف حاليًا، كما أن وضعنا عربيًا ودوليًا ضعيف وسيئ للأسف.
ذكرت أن هناك نقاشات مع الإسرائيليين.. هل نعتبر ذلك نوعًا من التعايش؟
هناك اختلاط ولكن لا يوجد تعايش، نحن أعداء، هم أمامنا طوال النهار في المستشفيات والمدارس والمهرجانات الفلسطينية، كما أنهم مشرفون على النظام التعليمي بأكمله، ولا نستطيع أن نغفل وجودهم وألا نتحدث معهم، ولكن هناك فرق، فنحن نتحدث معهم ونُشعرهم بالدونية ونعلم أننا أصحاب الحق وهم المغتصبون.
حاليًا يُعرض لك مسلسل الغرفة 207.. هل قصدت وجود الغموض دائمًا في شخصية عم مينا؟
ضاحكًا: لازم تسألي عم مينا أنا هنا كامل الباشا ماليش دعوة"، كل تفصيلة في العمل الدرامي تكون مقصودة، ولا يوجد شيء هباءً، وعملية التشويق والغموض ضرورية في الأعمال الدرامية، فهذه لعبة الدراما التي نلعبها من أجل الجمهور.
كيف اتقنت اللهجة المصرية؟
شاهدت العديد من الأفلام والمسلسلات المصرية منذ الصغر من أول مسلسل محمد رسول الله إلى الآن، وعندما جئت إلى مصر أُثقلت باللهجة، حيث إنني آتي إلى مصر قرابة الثلاثة أشهر سنويًا من أجل العمل، هذا إلى جانب وجود تدريبات ووجود مصححين لهجات أثناء التصوير.
هل قرأت رواية الغرفة 207؟
لا، شقيقي الأصغر كمال هو من معجبي الراحل أحمد خالد توفيق وقرأها، أنا لا أُفضل ذلك النوع من الروايات وأقرأ الرومانسي والتاريخي، وعندما عُرض عليّ العمل، بدأت أقرأ في الرواية، ولكن بالمقارنة بين السيناريو والرواية وجدت فروقًا وتغيرات خاصةً بشخصية عم مينا، ففي الرواية تظهر شخصية مينا شريرة أما بالمسلسل على النقيض من ذلك، فشعرت بأنه ستتداخل الخيوط بالنسبة لي، فقررت ترك الرواية حتى لا تُربكني، واعتمدت في الأساس على السيناريو وتوجيهات المخرج، ولكني سأقرها بعد انتهاء المسلسل.
أتعرضت لمواقف مرعبة مثل باقي الفريق؟
لا، ولكني رأيت الرعب في عيون الممثلين والممثلات وقصوا لي ما تعرضوا له.
هناك خطوة عالمية على الأبواب.. حدثنا عن مشاركتك في مسلسل Culprits؟
انتهينا من تصويره في أبريل الماضي وهو من إنتاج ديزني بلص، ومن المقرر عرضه في 2023، ومكون من ثماني حلقات، كما أن أحداثه تدور حول عصابة قامت بسرقة خزينة ويتم ملاحقة تلك العصابة، وأنا أكون أحد أفراد العاصبة وأقوم بدور رجل سارق وخبير بالخزن.
كيف جاء ترشيحك للمسلسل؟
عن طريق الوكالة الخاصة بي، كما أنني أشارك في مسلسل جديد أسترالي وأبدأ تصويره في فبراير المقبل ولا أستطيع البوح عن تفاصيله.
حاليًا بفلسطين يوجد أنت وسليم ضو مشاركان في أعمال عالمية.. كيف ترى تمثيل اسم فلسطين في تلك الأعمال من خلالكم؟
هناك أكثر من عشرة ممثلين مشاركين في أعمال عالمية فلسطينيين، منهم: علي سليمان وصالح بكري وزياد بكري وآدم بكري ومحمد بكري ويوسف أبو وردة ومكرم خوري، وهناك شخصيات نسائية أيضًا، نحن فرضنا أنفسنا بموهبتنا والكفاءة وشخصيتنا، هي ليست مجرد مهنة نمارسها ولكنها مُهمة نقوم بها، وفي أي مكان نتواجد به يقولون هذا فلسطيني، ومن خلالنا يعلموا مَن هي فلسطين؟ فنحن بشكل أو بآخر مبعوثين من الشعب الفلسطيني حتى يتعرف العالم على قضيتنا.
حضرتك كاتب ومخرج مسرحي بجانب كونك ممثلًا.. لمَ لا يوجد لك عمل جمع تلك المواهب الثلاث؟
لا أريد، حيث إنني أريد تعدد الرؤى للعمل، كما أن تردد الزوايا والرؤى تُغني العمل، وعندما أعطي النص لمخرج يقوم بتطويره.
كيف ترى مَن يجمعوا المواهب الثلاث بعمل واحد؟
هم أحرار، هناك أشخاص تستطيع الدمج بين الثلاث في عمل واحد وتبدع أيضًا.
أخيرًا.. ما هي طموحاتك؟
على المستوى الإنساني أتمنى تحرير فلسطين دون تفكير، أما على المستوى الشخصي أتمنى المشاركة بأعمال في الدراما والمسرح جيدة، والحصول على الأوسكار وجائزة Emmy.