شاب يلقي مصرعه أثناء إنقاذ عمه من الموت داخل حفرة للتنقيب عن الآثار بسوهاج| صور
شهدت مدينة جهينة غربي محافظة سوهاج، اليومين الماضيين، حادثًا مؤلمًا نتج عنه مصرع 4 أشخاص وإصابة 3 آخرين، جرّاء انهيار حفرة أثناء قيام 2 من الضحايا بالتنقيب عن الآثار، ومحاولة الباقين إنقاذهم من الموت، وانتشالهم من الحفرة.
طارق.. شهيد الشهامة عاد ليُنقذ عمه فلقى مصرعه معه
وكان من بين الضحايا الأربعة، شاب يبلغ من العمر 35 عامًا، خرج ليُنقذ عمه من الموت داخل الحفرة، إلّا أنه لقى مصرعه برفقته تحت الرمال.
(طارق عادل) شاب ثلاثيني، يقيم بمركز جهينة غربي سوهاج، ويعمل في محافظة البحيرة، وصل إليه خبر انهيار الحفر على عمه ببلدته، ليستقل أول مواصلة مسرعًا بالعودة إلى قريته ليرى عمه عقب سماع خبر وفاته داخل الحفرة.
أنا اللي هانقذ عمي.. طارق يلقى مصرعه أثناء إنقاذ عمه من الموت داخل حفرة بسوهاج
"يا طارق عمك مات".. بهذه الكلمات الموجعة تلقى الشاب "طارق" خبر وفاة عمه ليتحرك الشاب مباشرة تاركًا زوجته وأبنائه، ليستقل وسيلة مواصلات ليصل إلى عمه المُتوفى، ولم ينتظر حتى يُغير ملابسه أو يستريح، بل توجه مباشرة نحو موقع وفاة عمه، ليرى المشهد فلم يتمالك نفسه من البكاء والصدمة.
شهود عيان داخل القرية، أكدوا أنه عند وصول "طارق" إلى محل الحادثة، كان يستعد شقيقه ونجل عمه للنزول أسفل الحفرة لانتشال جثة عمه، وعندما شاهدهما يستعدان رفض نزولهما، وقال: "أنا نازل أنا اللي هطلع عمي".
وبالرغم من أن كثيرين من المتواجدين اشاروا عليه بعدم النزول، إلا أن الشاب كان مصرًا على إنقاذ عمه من الموت، وفور نزوله انهارت عليهم حائط مبنية من الطوب الأبيض البلوك، ليلقى مصرعه قبل أن ينتشل عمه.
يرحل طارق، تاركًا خلفه زوجته وأبناءه الصغار، وسيرته الطيبة بين أهالي قريته، الذين لقبوه بـ شهيد الشهامة، ليشيع جثمانة المئات من الأهالي من بلدته والقرى المجاورة لها، وسط بكاء ودموع الجميع.
وتعود تفاصيل الواقعة عقب تلقى اللواء محمد عبدالمنعم مدير أمن سوهاج، إخطارًا يفيد بانهيار حفر للتنقيب عن الآثار، ووجود حالات وفيات ومصابين، بدائرة المركز.
وتبين من خلال الفحص، أنه أثناء قيام المدعو توفيق. ك. م - 47 عامًا، عامل، ويقيم بدائرة المركز، وعبدالله. س. ف - 23 عامًا، ويقيم قرية تلا في محافظة المنيا، بالتنقيب بحثًا عن الآثار بمنزل مشيد بالبلوك - ملك الأول - انهار عليهما الحفر ما أدى إلى مصرعهما، وأثناء محاولة كل من كمال. م. ا - 48 عامًا، رجل أعمال، وطارق. ع. م - 32 سنة، إنقاذهما انهار عليهما باقي ناتج الحفر، نتج عنه مصرعهم جميعًا، متأثرين بإصابتهم.