الإفتاء: السخرية من أصحاب المشاكل النفسية حرام.. وفاعلها مفلس يوم القيامة
تلقت دار الإفتاء سؤالًا يقول صاحبه: بعض الناس يقوم بالسخرية والاستهزاء من أصحاب الاضطرابات والمشاكل النفسية عن قصد؛ وذلك كـ(مرضى التَّوحُّد)، مما يُسبّب لهم مشاكل نفسية كثيرة، فما حكم الشرع فيمَن يقوم بهذه الأفعال؟.
حكم السخرية والاستهزاء من أصحاب الاضطرابات والمشاكل النفسية
وخلال إجابتها على هذا السؤال، أكدت دار الإفتاء أن السخرية والاستهزاء من أصحاب الاضطرابات والمشاكل النفسية أمرٌ مذموم شرعًا ومجرَّم قانونًا.
وعللت دار الإفتاء، لحكمها السابق بأن ذلك يشتمل على الإيذاء والضرر إضافةً لخطورته على الأمن المجتمعي من حيث كونه جريمة؛ لافتة إلى أن الشريعة الإسلامية إنَّما جاءت لحث الناس على مكارم الأخلاق والبعد عن بذيء الأقوال والأفعال.
وفي هذا الصدد، ناشدت دار الإفتاء المصرية خلال فتوى منشورة عبر موقعها الرسمي، جميع فئات المجتمع بالعمل على التصدي لحل هذه الظاهرة، ومواجهتها، وتحَمُّل المؤسسات التعليمية والدعوية والإعلامية دورها من خلال بيان خطورة هذا الفعل والتوعية بشأنه؛ بإرساء ثقافة الاعتذار في المجتمع، ومراعاة حقوق الآخرين.
الإفتاء: السخرية من أصحاب الأمراض والاضطرابات النفسية موجبة لفسق صاحبها
وأكدت دار الإفتاء، أن السخرية من أصحاب الأمراض قد تشتمل على السب وبذاءة اللسان، مشددة على أن ذلك محرم شرعًا أيضًا، وموجب لفسق صاحبه؛ مستدلة ما ورد في الحديث المتفق عليه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ.
وأتبعت الدار: والسب والتعدي على الإنسان وإيذاؤه كل ذلك سبب لإفلاس الإنسان يوم القيامة؛ فقد أخرج الإمام الترمذي في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: أَتَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ؟ قَالُوا: المُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: المُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ بِصَلَاتِهِ وَصِيَامِهِ وَزَكَاتِهِ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا؛ فَيَقْعُدُ فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْتَصّ مَا عَلَيْهِ مِنَ الخَطَايَا أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ.