الإفتاء: الاحتفال برأس السنة المؤرخ بيوم ميلاد سيدنا المسيح جائز شرعًا ولا حُرمة فيه
تلقت دار الإفتاء عدة أسئلة يقول طارحها: هل الاحتفال بـ رأس السنة الميلادية، بما يتضمنه من مظاهر الاحتفال كتعليق الزينة حرام شرعًا أم حلال؟ وما حكم تهنئة المسيحيين فيه؟ وكيف نرد على من يدَّعي أن ذلك حرام؛ لأن فيه مشاركةً لغير المسلمين في أعيادهم وشعائرهم؟ أو بدعوى أن يوم الميلاد لم يأت إلا مرة واحدة، فهو يختلف عن نظيره في كل عام؟ أو بدعوى أن مولد المسيح عليه السلام لم يكن في رأس السنة الشمسية؟.
حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية
وأوضحت دار الإفتاء خلال إجابتها على السؤال السبق، أن الاحتفال بـ رأس السنة الميلادية المؤرخ بيوم ميلاد سيدنا المسيح عيسى ابن مريم على نبينا وعليه السلام، بما يتضمنه من مظاهر الاحتفال والتهنئة به؛ جائز شرعًا، ولا حُرمة فيه.
وعللت دار الإفتاء لحكمها السابق، بأن مشاركة غير المسلمين في الاحتفال بأعيادهم يشتمل على مقاصد اجتماعية ودينية ووطنية معتدٍّ بها شرعًا وعرفًا؛ من تذكر نعم الله تعالى في تداول الأزمنة وتجدد الأعوام.
وأضافت الدار خلال فتوى منشورة عبر موقعها الرسمي، أن الشريعة قد أقرت الناس على أعيادهم لحاجتهم إلى الترويح عن نفوسهم، لافتةً إلى أن العلماء نصوا على مشروعية استغلال هذه المواسم في فعل الخير وصلة الرحم والمنافع الاقتصادية والمشاركة المجتمعية، وأن صورة المشابهة لا تضر إذا تعلق بها صالح العباد.
الإفتاء: النبي عليه الصلاة والسلام أولى الناس بسيدنا المسيح
واشترطت الإفتاء في جواز هذه المشاركة، أن تكون خالية من الإقرار على عقائد مخالفة للإسلام، فضلًا عن موافقة ذلك للمولد المعجز لسيدنا المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، الذي خلّده القرآن الكريم وأمر بالتذكير به على جهة العموم بوصفه من أيام الله، وعلى جهة الخصوص بوصفه يوم سلام على البشرية، مردفةً: النبي صلى الله عليه وآله وسلم أَوْلَى الناس بـ سيدنا المسيح صاحب هذا المولد المبارك، مع ما في ذلك من تعظيم المشترك بين أهل الأديان السماوية، فضلًا عن عقد المواطنة الذي تتساوى فيه الحقوق والواجبات، وكلما ازدادت الروابط الإنسانية تأكدت الحقوق الشرعية؛ فالمسلمون مأمورون أن يتعايشوا بحسن الخلق وطيب المعشر وسلامة القصد مع إخوانهم في الدين والوطن والقرابة والجوار والإنسانية ليُشعِروا مَن حولهم بالسلام والأمان، وأن يشاركوا مواطنيهم في أفراحهم ويهنئوهم في احتفالاتهم، ما دام أن ذلك لا يُلزِمهم بطقوسٍ دينيةٍ أو ممارسات عبادية تخالف عقائد الإسلام.