الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

نجل القذافي وحفتر والدبيبة

ما بين انتخابات حرة للجميع وتمرد شعبي.. الفرصة الأخيرة في ليبيا قبل الانقسام

قيادات الاطراف الليبية
سياسة
قيادات الاطراف الليبية
الجمعة 30/ديسمبر/2022 - 04:13 م

تعاني  ليبيا واحدة من أسوأ الأزمات السياسية العربية على مدار العقد الماضي، إذ تعيش البلاد مرحلة انقسام في السلطة التنفيذية، هي الثانية من نوعه داخل الأراضي الليبية خلال السنوات العشر المنقضية، حيث شهدت المرة الأولى منها حربًا ضروسًا بين قوات الجيش الوطني الليبي من المنطقة الشرقية، والميليشيات والمرتزقة المسلحين التابعين لحكومة الوفاق المدعومة من تركيا، والتي جرى إقالتها وتغييرها باتفاق دولي بين الأطراف الليبية، لتعقبها حكومة الوحدة التي يترأسها عبد الحميد الدبيبة، والتي انتهت ولايتها بقرار من مجلس النواب، عقب فشلها في التوصل لإجراء انتخابات رئاسية مأمولة في بلاد أحفاد عمر المختار منذ سنوات.

حكومة الدبيبة؛ امتعنت عن المثول لقرارات النواب الليبي، الذي كلّف بدوره حكومة أخرى يترأسها فتحي باشاغا، لتسيير شؤون البلاد لحين التوصل إلى حلم الليبين عبر انتخاب رئيس لهم، لتدخل البلاد في انقسام بالسلطة التنفيذية؛ يُنذر بعودة البلاد إلى الصراعات المسلحة الدامية، خاصة بعدما شهدت المنطقة الشرقية التي تقع بها العاصمة طرابلس؛ تحرشات بين المجموعات المسلحة التابعة والمؤيدة لرئيسي الحكومتين المتنازعتين، إلى حد وصل بإصدار تحذيرات من تسبب الاحتقان القائم في تقسيم للبلاد، وذلك بعدما امتد الخصام والنزاع إلى مجلسي النواب والأعلى للدولة في  ليبيا، واللذان يعيشان فرقة بسبب القاعدة الدستورية الهادفة لإجراء الانتخابات، ما يُمكن وصفه ببلوغ روح الليبين حلقومهم، لما يجري في الساحة السياسية.

الأزمة في ليبيا 

الجيش الليبي والمجلس الرئاسي الليبي؛ سارعا بدورهما تارة، ويضغطان سياسيًا خارجيًا ومحليًا تارة أخرى، بهدف الوصول إلى حل للأزمة التي تشهدها البلاد منذ أكثر من عقد كامل، حيث أن الجيش متمثلا في قائده المشير خليفة حفتر، أعلن فرصة أخيرة من أجل وضع خارطة طريق تفضي إلى إجراء انتخابات عامة رئاسية وبرلمانية، وذلك خلال كلمة له بمناسبة الذكرى 71 لاستقلال ليبيا.

وأكد حفتر، أنه لا يمكن للشعب أن يظل صامتًا على ما يحدث من إساءة لليبيين في ظل تواجد الأجسام السياسية التي عرقلت الانتخابات، كما يهرول رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا محمد المنفي بدوره لعقد اجتماع بين مجلسي النواب والأعلى للدولة من خلال الدعم الدولي والعربي، لكسر الجمود فيما بينهما للتوصل إلى قاعدة دستورية تهدف بعقد الانتخابات المرجوة.

 

ليبيا على صفيح ساخن وتعيش ألعوبة سياسية

من جانبه يقول الدكتور عادل ياسين، رئيس مجلس العلاقات الدولية الليبية، إن البلاد باتت على صفيح ساخن في الوقت الراهن بين مجلسي النواب والأعلى للدولة، وأن الحياة السياسية يمكن وصفها بالألعوبة والعبثية، في ظل استمرار حكومة الدبيبة التي تشهد فراغًا في عدد من حقائبها الوزارية، رغم إقالتها من قبل مجلس النواب.

وأضاف ياسين في تصريحات لـ القاهرة 24، أن الخلاف بين مجلسي النواب والأعلى للدولة؛ يتمثل في عدم توافقهما على من يتولى الحقائب السيادية مثل المصرف المركزي، والرقابة الإدارية ومكافحة الفساد وغيرها من المناصب الأخرى، وليس القاعدة الدستورية فقط، مشددًا على وجود مشكلات مفتعلة بين كافة الأطراف لتعطيل البلاد.

واستبعد رئيس مجلس العلاقات الدولية الليبية؛ نشوب حرب مسلحة بين الأطراف الليبية كما جرى سابقًا، مُرجحًا حدوث تمرد شعبي في وقت قريب حال استمرت الأزمة الراهنة، مشيرًا أيضًا إلى أن هناك من يطالب بالتقسيم شرقًا وغربًا، ولكن الشعب الليبي لن يقبل بذلك وسيرفضه بكل الطرق.

الحرب في ليبيا 

هناك دول تسعى لاستمرار الانقسام السياسي في ليبيا 

في حين يرى أيوب الأوجلي، المحلل السياسي الليبي، أن الضغوطات التي تمارس من الأمم المتحدة والدول الفعالة في ليبيا؛ لن تكون حاسمة لإنهاء التوتر، معللًا ذلك أن المجتمع الدولي يعمل في اتجاهين مختلفين، بأن هناك دولًا تعمل نحو استقرار ليبيا، ودولا أخرى تسعى إلى استمرار الانقسام للحفاظ على مصالحها.

كما استبعد الأوجلي في تصريحات لـ القاهرة 24، نشوب حرب مسلحة بين الأطراف الليبية، مبينًا أن القاعدة الدستورية ليست هي الحاجز الأول الذي يجب حلحلته للوصول إلى الانتخابات، وإنما تفكيك الميليشيات المتواجدة في العاصمة، مؤكدًا أن استمرار تواجد حكومة الدبيبة والميليشيات هما أكبر سببين لاستمرار التوتر في ليبيا، وإزالتهما أهم من القاعدة الدستورية في الوقت الراهن، لتسهيل التوصل إلى الانتاخابات.

ورجّح السياسي الليبي؛ إمكانية التوصل إلى توافق بين القوى الفاعلة في ليبيا وعلى رأسهما مصر وتركيا، لفك الارتباط بين الحكومتين في الشرق والغرب بتغيير حكومة الدبيبة وتفكيك الميليشيات للتوصل إلى الانتخابات، مردفًا أن الدبيبة لم يرفض حكومة باشاغا، ولكنه رفض تسليم السلطة لأي حكومة أخرى كونه يعلم أنه لن يكون هناك انتخابات في الوقت الراهن، بجانب سعيه إلى تعطيل التوصل لتلك الانتخابات المرجوة.

سيف الإسلام القذافي 

لا انتخابات رئاسية بدون سيف الإسلام القذافي

أما في الجنوب الليبي - حيث يتمركز مؤيدو نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، قال محمد القيلوشي، عضو الفريق السياسي لـ سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، إن الاحتقان الليبي الحالي، كشف أن الأجسام السياسية هي من تقف وراء تأخير الانتخابات الرئاسية منذ العام الماضي.

القيلوشي أوضح في تصريحات لـ القاهرة 24، أن الدكتور سيف الإسلام يدعو إلى إتاحة المشاركة للجميع في الانتخابات الرئاسية، وعدم إقصاء أي من الأطراف، مُشددًا على أن ذلك تؤكد عليه كافة البيانات الصادرة من مختلف الجهات، وقرارات مجلس الأمن الدولي بإجراء انتخابات شاملة دون إقصاء أي طرف.

وأوضح عضو الفريق السياسي لـ سيف الإسلام القذافي، أنه من يريد ضمان القبول بنتائج الانتخابات الرئاسية حال إجرائها؛ عليه السماح لجميع الأطراف بالدخول إلى الانتخابات، وإتاحة الفرصة للناخبين دون تدخلات سياسة أو خارجية، باختيار من يرأسهم، مُشددًا رفض سيف القذافي ومؤيديه التام لأي دعوات للانقسام، وأنهم يسعون بكل بقوة لدعم وحدة البلاد، واستمرار تماسك أراضيها.

عقيلة صالح وفتحي باشاغا

في السياق ذاته، أعلن رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، عزمه طرح مقاربة لإنهاء الأزمة بين مجلسي النواب والأعلى للدولة في ليبيا؛ تنطلق من لقاء يجمعه مع رئيسي المجلسين، وبدعم بعثة الأمم المتحدة لمعالجة النقاط الخلافية العالقة بينهما، للوصول إلى توافق على قاعدة دستورية تقوم على أساسها الانتخابات، وذلك خلال لقائه بالأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط بالقاهرة، الأسبوع المنقضي.

وقبل أن تعلن المتحدثة باسم المجلس الرئاسي ذات نجوى وهيبة، في تصريحات تليفزيونية ليبية، أنه سيتم عقد اللقاء المرتقب بين رئيسي المجلسين النواب والأعلى للدولة 11 يناير المقبل في مدينة غدامس، اتجهت أنظار الليبيين بذلك التاريخ إلى اللقاء المرجو، أملًا في التوصل إلى حلحلة لأزمتهم، والوصول إلى انتخابات يأملها أحفاد المختار منذ سقوط نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي عام 2011.

تابع مواقعنا