بابا الفاتيكان على الطريقة الإسلامية.. ماذا قال إبراهيم عيسى عن الشعراوي في كتاب صدر قبل 30 عامًا؟
تصاعدت أزمة تصريحات الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، حول الداعية الإسلامي محمد متولي الشعراوي، فعلى مواقع التواصل الاجتماعي، حالة واسعة من الغضب لمستخدميها معبرين عن رفضهم لحديث عيسى الذي جاء في إحدى حلقات برنامج حديث القاهرة، تعليقًا منه على أزمة تقديم عرض مسرحي يتناول شخصية الداعية الأبرز في مصر خلال العقود الماضية.
ماذا قال إبراهيم عيسى؟
عيسى قال نصًّا: الشعراوي شيخ متطرف داعشي سلفي ضد الأقباط ويهين المرأة وليس وسطيًّا كما يرى البعض، وتعامل الشعب المصري على أنه نجم وليس شيخًا، وكان شيخًا سماعيًّا شفهيًّا وليس فقيهًا، مضيفًا أنه وضع نفسه في مكانة أعلى من المرأة ويهين المرأة كأنه شخص عجوز ريفي.
وأوضح، أنه شيخ سلفي ذكوري ويفضل الرجال على النساء، ويرى أن في الرجل سلطة عن المرأة وأعلى مكانة منها، بالإضافة، إلى أنه حرم عمل المرأة رغم أن السيدة خديجة كانت تعمل بالتجارة، مؤكدًا أن الشيخ الشعراوي تحدث عن تحريم التبرع بالأعضاء، وهذا يعد رأيًا متطرفًا متعصبًا ضد العلم وضد الدين.
ليست المرة الأولى
لمرات عديدة، تعرض إبراهيم عيسى للمواقف الدينية والآراء التي تبناها محمد متولي الشعراوي وفي أكثر من مناسبة، حتى في حياة الشعراوي نفسه، وبلا شك هو أكثر من كتب وتحدث عن الداعية الإسلامي، حتى أن أحد القراء سأل عيسى في إحدى المرات إن كان هناك شيء بينهما.
ماذا قال عيسى عن الشعراوي قبل 30 عامًا؟
في كتابه (أفكار مهددة بالقتل) الصادر في 1993، تحدث إبراهيم عيسى عن الشعراوي قائلًا: لم أكتب عن شيخ أكثر مما كتبت حتى الآن على الأقل عن الشيخ متولي الشعراوي، حتى أن قارئًا اتصل بي ذات مرة من المنصورة ليسألني هل بينك وبين الشيخ الشعراوي شيء؟ والحقيقة أنه كان سؤالًا مباغتًا بنفس كونه سؤالًا مباشرًا وبسيطًا.
ورد إبراهيم عيسى على القارئ ليوضح له، أن الشيخ الشعراوي جماهيري، واسع النفوذ والتأثير ومن ثم فإن أيًّا من آرائه أو فتاويه أو سلوكياته تصبح ذات أهمية كبيرة لأنها ذات تأثير أكبر لأنكم تصدقونه، فحين أراه مخطئًا- أو حين أراني مختلفًا معه - أسارع وأعترض وأفند وأناقش وأحيانًا أهاجم إذا كان الشعراوي لا يتمتع بهذه المساحة من القداسة لدى الناس لم أكن لأجعل منه هدفًا لكتاباتي وهجماتي.
لم يرَ شيخًا يمثّل الأفكار الرجعية مثل الشعراوي
يقول عيسى في كتابه: لم أرَ شيخًا يمثّل مجموعة من الأفكار الرجعية المناهضة للعلم والتقدم إلا الشعراوي، ولم أصادف - حتى الآن على الأقل- رجلًا يستخدم كل المنح الربانية التي أنعم بها عليه فيما يخدم التخلف بمثل ما رأيت الشيخ الشعراوي.
بابا الفاتيكان على الطريقة الإسلامية
لا يكتفي عيسى في كتابه بهذا الأمر، بل يواصل حديثه عن الشعراوي قائلًا: وإذا كانت أفكاره ضد العلم والمرأة والتسامح والديمقراطية والمسيحيين لهانت أي والله لهانت لكن أن يتحول الرجل إلى سيف مسلط على رقابنا إذا اختلفنا أو عارضنا وأن يصير بابا فاتيكان على الطريقة الإسلامية، وأن يصبح كذلك جسرًا تعبر عليه الفتاوى الرسمية والسلطانية والمتطرفة على السواء، وأن تتجسد أفكاره وسلوكياته نموذجًًا للإسلام البدوي والفقه النفطي، وهذا الفصل الذي أتعرض فيه للشعراوي وأعارضه، يتركز على خصلة رئيسية وركيزة أساسية في حياة الشعراوي وهي تملقه ونفاقه لأصحاب السلطة والمال والجاه، وولاؤه القريب لكل رئيس بالفتاوى وبالقصائد.
ويضيف عيسى: أن الشيخ الشعراوي نموذج خالص وواضح أشد ما يكون الوضوح لرجل الدين الذي يستخدم الدين، ولا يستخدمه الدين، إن خلاصة تاريخ الرجل يتمثل في هذه السطور التي كتبتها وكل همي على معجبي ومحبي ومريدي الشعراوي، وكل ذنبي أنني فهمت كيف يؤثر بعد أن عرفت كيف يفكر، ثم قررت أن أواجه تأثيره وأن أحارب تفكيره، أعود إلى القارئ الذي سألني هل بينك وبين الشيخ الشعراوي شيء؟ وقد عاد ليسألني ومن أنت كي تختلف مع الشيخ الشعراوي؟.
من هو إبراهيم عيسى حتى يختلف مع الشعراوي؟
يرد إبراهيم عيسى على سؤال القارئ: أنه ليس مرسلًا من لدن حكيم خبير ومن ثم فهو رجل.. نعم رجل ونحن رجال.. أما إنه قد درس في الأزهر وتعلم وعلم وخطب وفسر، فهذا حقيقي ومهم، لكن ألم يكن الخوارج الذين عاثوا في الأرض والإسلام فسادًا إلا مجموعة من القراء الحفظة للقرآن الكريم الذين رفعوا المصاحف فوق أسنة الرماح ليحكم القرآن بين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه وكرم وجهه - وبين معاوية بن أبي سفيان.