هل يجوز أن أعطي زكاة مالي لشخص يوزعها نيابة عني؟.. عالم أزهري يجيب
أجاب الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر على سؤال ورد إليه جاء نصه: هل يجوز أن أعطي زكاة مالي لشخص يوزعها نيابة عني؟.
هل يجوز أن أعطي زكاة مالي لشخص يوزعها نيابة عني؟
وقال العالم الأزهري، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: إن باب الوكالة في الشريعة الإسلامية واسع تدخل في معظم مجالات الحياة، فتدخل في باب الحج إذا كان الشخص قادرا ماليا عاجزا بدنيا فيقيم شخصا يحج نيابة عنه، دل على ذلك أن صحابية جليلة أتت الرسول صلى الله عليه وسلم، وقالت يا رسول الله: إن فريضة الحج أدركت أبي شيخا كبيرا لا يثبت على الراحلة أفأحج عنه؟ قال المعصوم صلى الله عليه وسلم، نعم حجي عنه.
وتابع العالم الأزهري: وجاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالت يا رسول الله: إن أمي نذرت أن تحج فماتت قبل أن تحج، أفأحج عنها؟، قال صلى الله عليه وسلم: حجي عنها، أرأيت لو كان عليها دين أكنت قاضيته؟، قالت: نعم قال صلى الله عليه وسلم أقضوا الله فاالله أحق بالقضاء.
وواصل أن الوكالة تدخل في كل أبواب المعاملات المالية البيع والإجارة والسلم، والحوالة وهكذا
كما تدخل النيابة في الصوم كما إذا مات شخص وعليه أيام لم يصمها قبل موته رغم زوال العذر قبل الموت جاز في أحد الرأيين أن يصوم وليه نيابة عنه كما تدخل الوكالة في مسائل الأحوال الشخصية من زواج وطلاق وغيرهما وكل ذلك اتت به سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
وأكمل العالم الأزهري: وبخصوص واقعة السؤال نقول: جاءت الأدلة الشرعية بدخول الوكالة في توزيع زكاة المال نيابة عن المزكى صاحب المال
دل على مشروعية ذلك الكتاب والسنة، فأما الكتاب فقول الله تعالى: والعاملين عليها، أي العمال المبعوثون من قبل الإمام لجمع الزكوات ممن وجبت عليه، وتوزيعها على الفقراء والمساكين فيستحقون من الزكوات التي جمعوها أجرا نظير قيامهم بهذا العمل يقدره الإمام الذي بعثهم وانتدبهم للقيام بهذه المهمة.
وأردف: وأما مشروعية ذلك من السنة فقد ثبت في كتب السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبعث عماله لقبض الزكوات ممن وجبت عليهم ووضعها بين يديه صلى الله عليه وسلم ليوزعها بنفسه على مستحقيها أو يجمعها العاملون عليها ويقومون هم أيضا بتوزيعها على أهلها المستحقين لها.
