أول رائدة مصرية تصعد للفضاء: التجربة مؤثرة واعتبرها بداية.. ودور مصر سيكون رياديًا على المستوى العربي والإفريقي | حوار
مصر تفتقد إلى التوعية في مجال الفضاء
توفير فرص للمصريين الراغبين بتعلم علوم الفضاء
الرحلة إلى الفضاء لم تكن سياحية
ناسا تدعم الأبحاث لتحسين بدلة الفضاء
أول مصرية عربية إفريقية تصعد للفضاء، وذلك عقب تدريبيات ذهنية ونفسية مُكثفة، وبعد تجربتها التناظرية التي قدمتها 2022؛ استطاعت سارة صبري أن تكون أول رائدة فضاء مصرية، بعد أن أثيرت قصتها في الصحف والمواقع، كان الجدل وراء حُصولها على اللقب محل اهتمام أكثر من رحلة الفضاء ذاتها.
القاهرة 24، حاور سارة صبري، وتناول معها العديد من النقاط التي أُثيرت خلال الفترة السابقة من حيث لقبها كرائدة فضاء، والهدف من رحلتها وتأثيرها عليها بشكل عام، وأيضًا تعاونها في وكالة ناسا والفضاء المصرية، ومساهمتها في توصيل خبراتها وتجاربها لمصر لتسهيل الطريق على الراغبين بهذا المجال.
وإلى نص الحوار
ما سبب الجدل حول حصولك على لقب رائدة الفضاء المصرية؟
التدريبات في مجال الفضاء شيء مهم ومستمر ومعقد، وتعد مرحلة من المراحل التحضيرية والتي كانت مُحاكاة تناظرية، وبسبب التجربة كان اسمي رائدة فضاء تناظرية، وأقدم تدريباتي على الأرض، ومنذ أغسطس 2022؛ سافرت إلى الفضاء، وحصلت على لقب رائدة فضاء.
وسبب الجدل أنه لأول مرة نتحدث عن الفرق بأنواع رواد الفضاء، وأنا أُصنف كرائدة فضاء مواطنة، وهو لقب جديد على العالم، بأن يكون لدينا رواد فضاء ليس لهم علاقة بالحكومة، ولكن هذا ما يتجه نحوه العالم حاليًا.. فأنا أعمل بالفضاء طوال حياتي، بالإضافة إلى أبحاثي التي أصبحت مدعومة من وكالة ناسا.
كما أن لدي خلفية دراسية بالمجالات العلمية، وشروط مُتعلقة بالقدرة على التأثير ونشر الوعي، بالإضافة للخبرة بمجال البحث العلمي في مصر وخارجها، وجزء من أبحاثي في رحلات البشرية للفضاء مدعومة من ناسا، ومنذ سبتمبر الماضي؛ أصبحت مؤهلة لعمل أبحاث في الفضاء، وبجانب تدريباتي كرائدة الفضاء طبقًا لمعايير ناسا، ولم تكن رحلتي إلى الفضاء الهدف الأخير ولكنها البداية.
حدثينا عن ما قبل الرحلة وكيف استقبلتي الخبر؟
استقبلت الخبر أثناء وجودي في حدث خاص بوكالة الفضاء المصرية، ولم أكن قادرة على الاستيعاب لتحقيق حلمي منذ سنوات، والرحلة كانت في 4 أغسطس 2022، ومكان التدريب كان بولاية تاكسس، حيث كنت أتدرب يوميًا منذ الـ 5 صباحًا حتى الليل، وقبل السفر أحضروا عائلاتنا لنراهم قبل الصعود، لكن تواجدت معي شقيقة والدتي فقط، وكان ضروريًا أن نكون مُستعدين ومتقبلين لكل ما يحدث، وهذه النقطة أثرت فيا وغيرتني.
كيف أثرت عليك تجربة الصعود إلى الفضاء؟
التجربة مُؤثرة ولا أُبالغ حين أقول إنها غيرت نظرتي للأشياء من حولي، ورأيت حماية الغلاف الجوي للأرض، وانعدام الحدود بين الدول والشعوب من الأعلى، وأدركت حدوث تغيير في عقل الإنسان، وكل حاجة قريتها في الكتب حسيت بيها.
التجربة قربتني من الكون، وإدراكي أن ما يقال لنا إننا في الفضاء، هو تغيير لون السماء وانعدام الجاذبية، وأيضًا اختلاف شعوري بالتجربة عنهم، وفخري الزائد بكوني شابة مصرية وعربية إفريقية.
رحلة سارة صبري للفضاء.. علمية أم سياحية وترفيهية؟
رحلتي كان لها هدف، ولم تكن سياحية أو ترفيهية، وتجربتي كانت الأولى من نوعها، فليس من المهم حاليًا أن نصنف صعودنا للفضاء بأنه تابعًا لأي جهة، ولكن المهم هو تأهيلنا واختيارنا لخوض التجربة في سبيل هدف معين، وهو أن نرى الأرض من الفضاء، وهذه بداية، وبعد عودتنا ندرس كيفية الاستفادة من تلك التجربة على أرض الواقع سواء مع الجهات المعنية في مصر، أو أبحاثي المدعومة من ناسا، أو حتى من خلال شركتي الخاصة.
بعد رحلتك للفضاء كأول مصرية عربية إفريقية.. كيف تستفاد مصر من تلك التجربة؟
خلال الأيام السابقة، تقابلت مع دكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط، لمناقشة العديد من الأمور، وفور انتهاء الإجراءات والحصول على الموافقات سنعلن كل شيء، بهدف ضمان دور مصر الريادي في مجال الفضاء على المستوى العربي الإفريقي.
أما وكالة الفضاء المصرية، فعلاقتي معها جيدة للغاية، ومنذ أكثر من عام أساهم معهم بأكثر من مشروع، وأيضًا كيف سيكون لشركتي دورًا في تحقيق ما نحتاجه بمجال الفضاء، وخلال الأيام السابقة قمت بزيارتهم، وتحدثنا عن أهداف الوكالة حاليًا، وكيف أساهم معهم في تحقيقها، ونحتاج أن يكون هناك تعاونًا بين العديد من الجهات، ومساواة ومنع تعقيدات القوانين قدر الإمكان.
ما هو دورك في رحلة الفضاء؟
دورنا كان يقتصر على التدخل في حالة الطوارئ، ولكن الصاروخ نفسه أذكى بكثير ومستعد لكل ما يحدث، وهو ما يؤكد ثقتنا بالصاروخ.
أما دوري أنا كان الجلوس على المقعد الجانبي للباب، والإسعافات الأولية في حالة حدوث أي طوارئ لإنقاذ رواد الفضاء، ولذلك مررت بتدريبات أكثر من باقي المشاركين، بسبب اعتمادي الرسمي وخبرتي الأكثر واستعدادي الأكبر.
كم كانت مدة الرحلة إلى الفضاء؟ وماذا عن التمويل؟
مدة الرحلة نحو 12 دقيقة، وكنا خارج الغلاف الجوي للأرض لمدة 3 دقائق ونصف، أما التمويل فأنا لم أدفع شيئًا مقابل سفري، ولكن تم اختياري ضمن 7000 شخص، وتم دعمي نتيجة خبرتي وعملي بالمجال.
ما هي الأبحاث التي تقوم بها سارة صبري في الوقت الحالي بمجال الفضاء؟
لديّ في شركتي قسم كامل خاص بالأبحاث، وقسم تعليم، والفرص جميعها مُتاحة للجميع وبشكل مجاني، وذلك بهدف توفير الفرص للمصريين الراغبين في خوض تجارب شبيهة، أنا فيه سنين قضتها لمحاولة فهم الفرص المتاحة وكيفية الوصول إليها، وقسم آخر وهو الشق القانوني ومن خلاله نُخاطب الكونجرس للقوانين التي تضع قيودًا على أبحاث أمريكا حتى لا تكون متاحة ببلاد أخرى وهذه مشكلة، وأيضًا أزمة عدم تواجد مصريين بوكالة ناسا للعمل، فتلك القوانين مضرة لكل المهتمين بالمجال، وبالتالي نقوم بإعداد أوراق بحثية ودراسات لتغيير الشكل القانوني ونظهر الفارق الإيجابي في حالة الانفتاح.
لديك تجربة خاصة لتطوير بدلة الفضاء.. حدثينا عنها؟
أعمل في أكثر من مشروع بحثي مدعوم من وكالة ناسا لتطوير بدلة الفضاء للرواد، وعلى جانبي الشخصي، رسالة الدكتوراه الخاصة بي في أمريكا، أكثر اتجاهًا بالمشاكل الخاصة بدلة الفضاء، ونحتاج إلى مصريين في هذا، وما يساعدني في ذلك هو حصولي على الهندسة الميكانيكية والميكاترونكس وأيضًا هندسة الطيران، فواحد من أهدافي هو تحسين بدلة الفضاء.
ففي الفضاء هناك إشاعات خطر على الإنسان، ولذلك تحتاج إلى تطورات لتحمي رائد الفضاء، وتساعده على تأدية الأنشطة التي يحتاجها على القمر أو المريخ.
لماذا لم نرى مصر ممثلة بالخارج في مجال الفضاء؟
مصر تفتقد بنسبة ما التوعية بفائدة هذا المجال، وكيفية الاستفادة منه وارتباطه بكل شيء حولنا، وأيضًا نحتاج إلى إرسال رواد للفضاء، وأن يكون لدينا تمثيلًا في الفضاء سيشكل فارق بالمستقبل.
كيف تؤهل مصر نفسها لرحلات القمر؟
للأسف في مصر ليس لديها برنامج لرواد الفضاء، وما أحاول فيه أن أكون مستعدة للمساهمة والمشاركة في أي وقت، ومصر يكون لها تمثيل في الخارج برحلات القمر.