الإفتاء: الأكل من ذبائح اليهود والنصارى جائز بنص القرآن
توجه أحد المسلمين المقيمين في إحدى الدول الأجنبية بالسؤال إلى دار الإفتاء المصرية حول حكم أكل اللحوم المذبوحة هناك، مطالبًا ببيان شروط الذبح في الإسلام، مردفًا: وفي حالة وجود مكان إسلامي لبيع اللحوم، هل يجوز أكل اللحوم من غيرها؟ وما حكم أكل اللحوم من الأماكن اليهودية؟
حكم الأكل من ذبائح اليهود والنصارى
وفي إجابتها على هذا السؤال، أوضحت دار الإفتاء أن الإسلام أباح للمسلمين أن يأكلو من ذبائح أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى؛ فقد جاء بذلك صريح النص في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُم﴾ [المائدة: 5].
ولفتت دار الإفتاء خلال فتوى منشورة عبر موقعها الرسمي، أن المفسرين قد ذكرو أنَّ المراد بالطعام في الآية المذكورة هو الذبائح واللحوم؛ لأنها هي التي كانت موضع شك، أما باقي المأكولات فقد كانت حلالًا بحكم الأصل.
وأشارت الدار إلى أن المراد بأهل الكتاب هم: اليهود والنصارى، أما غيرهم من المجوس والوثنيين وغير ذلك ممَّن ليسوا بأهل كتاب فإنّه لا تحلّ ذبائحهم أصلًا.
الإفتاء: الرسول كان يأكل من ذبائح اليهود دون السؤال عن التسمية عليها
وأكدت الإفتاء أنه إن كان أهل الكتاب يذبحون الحيوان فإنه يصح الأكل، لافتة إلى أن كتب السنة حفلت بأنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يأكل ذبائح اليهود دون أن يسأل هل سموا عند الذبح أم لا، وكذا الصحابة رضوان الله عليهم.
واستطردت الدار: أما إذا كانوا لا يذبحون الحيوان، وإنما يميتونه بالخنق أو الضرب أو الصعق حتى الموت، فإنَّ على المسلم أن يمتنع عن أكل هذا اللحم الذي عُلِم أنه من حيوان مات بإحدى الطرق المذكورة؛ لأنه يدخل بهذا الاعتبار في قوله تعالى: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ﴾ [المائدة: 3].
واختتمت الدار فتواها قائلة: بناء على ما سبق، فإذا جُهل حال اللحم أذبح بالطريقة الشرعية أم لا، وهل ذكر اسم الله عليه أم لا، وجب على مَن يتناول هذا اللحم أن يذكر اسم الله عليه ويأكل منه، أمَّا اللحم الذي عُلِم بيقين أنه لم يذبح أصلًا، إنما مات ضربًا أو خنقًا أو صعقًا أو غير ذلك فإنه يحرم على المسلم أكله.
