الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

هل كانت تتهرب فجر السعيد من حصص التاريخ؟

السبت 28/يناير/2023 - 04:32 م

ربما أحتاج أن أقتبس اسم كتاب الكاتب والمؤرخ الكبير الدكتور وسيم السيسي وأنا ابدأ في كتابة مقالي اليوم، وهي جملة "في البدء كانت مصر"، مصر التي عندما جاع العالم أيام يوسف البار الصديق، كانت خزائنها مفتوحة لكل شعب مصر وشعوب العالم حتى تعبر الأزمة في سلام.


مصر التي يشهد لتاريخها القاصي والداني، صاحبة الفضل ليس على العالم ولكن على التاريخ أيضا، وربما تتعجب عزيزي القارئ وتتساءل لماذا أسرد حقائق مثل أن الفراعنة كانوا أول من قاموا بعمليات زراعة الأسنان، وعمليات مثل تقويم الأسنان والعظام، أو بأن قدماء المصريين وصلوا لأشياء وأسرار رغم مرور أكثر من سبعة آلاف سنة ما زال الباحثون يتساءلون عن أسرارها.


أو لماذا أتكلم أيضا عن فضل الأقباط على كل مسيحيين العالم، سواء في حياة الرهبنة وبأن أول راهب مصري وفي العالم كله تحتفل بتذكاره الكنيسة القبطية بعد 3 أيام تقريبا وهو العظيم وأب الرهبان الأنبا أنطونيوس، أو أن حتى أول راهبة مسيحية في التاريخ كانت مصرية، وهي الشهيدة دميانة وبناتها اللواتي استشهدن معها وديرهن مشيد في براري بلقاس في محافظة كفر الشيخ، أو بأن دول كاملة في أوروبا تشهد للقديسة فيرينا المصرية والكتيبة الطبية التي كانت علمت أوروبا النظافة الشخصية والاهتمام والعناية بالنفس، بل إن دولا كاملة تحتفل بتذكارها كل عام وتعترف بفضلهم على بلادهم.


وأشياء كثيرة ربما لأسردها أحتاج لمجلدات من القطع الكبير حتى أتحدث عنها، ولكن ربما أذكر تلك المعلومات البسيطة والقليلة حتى نذكّر الكاتبة -من المفترض- الكويتية فجر السعيد بقيمة مصر وحضاراتها وثقافاتها المتنوعة، والتي اختزلتها أثناء مساحة الرأي التي كانت فيها منذ يومين بصحبة الإعلامية اللبنانية نضال الأحمدية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.


فالسيدة فجر السعيد ترى أن دولة مثل العراق -مع كامل محبتي وتقديري للعراق وشعبها- لها تاريخ أعظم وأكبر من التاريخ المصري، الذي ترى هي أنه مجرد الحضارة الفرعونية ليس أكثر من ذلك عكس التاريخ العراقي، ولا أعلم هل تناست هي فضل مصر على كل الدول العربية والعالم أجمع، أم كانت تتهرب من حصص التاريخ في المدرسة قديما فلا تدرك قيمة مصر التاريخية والإقليمية!


مصر متنوعة الأعراق والثقافات، تملك في كل حضارة مرت بها تاريخا ربما يكون أضعافا مضاعفة لدول بتاريخها كاملا، بل إن من مصر أطلقت كلمة حضارة قبل أن تطلق على أي حضارة أخرى، فمصر التي صنعت التاريخ، الذي صارت دولا ثانية تسعى، لتسطره لتصبح صاحبة تاريخ.


وربما كانت ليست هذه الجملة الوحيدة التي تؤخذ على السيدة فجر السعيد، ولكن لا يهم، فمن الواضح أن السيدة فجر السعيد قررت أن تسبح عكس التيار حتى تجذب الانتباه، متناسية أن هناك من يسير عكس التيار، ليتحدث عنه الناس ولكن بشهرة سلبية، شهرة تضر ولا تفيد.

تابع مواقعنا