تحمل يونان مسئولية خطأه.. فحفظه الله
عندما هاج البحر على السفينة التي كان فيها يونان النبي، قال لهم يونان النبي: "خُذُونِي وَاطْرَحُونِي فِي الْبَحْرِ فَيَسْكُنَ الْبَحْرُ عَنْكُمْ، لأَنَّنِي عَالِمٌ أَنَّهُ بِسَبَبِي هذَا النَّوْءُ الْعَظِيمُ عَلَيْكُمْ"، مما يظهر قوته واعترافه بخطئه أمام الله ولم ينكر فعله.
أحيانًا لنتغلب على بعض الصعاب التي نمر بها أن نعترف بخطأنا كخطوة بدائية في طريق العلاج للمشكلة، فلا يفيد الإنكار أو إلقاء اللوم على الآخرين، ولكن إن اعترفنا بالمشكلة وبوجودها، ربما يفيدنا ذلك أن نبحث عن حلول أو خطوات إن سرنا عليها نجد حلولًا بها نستطيع أن نتجاوزها بهدوء وسلام.
وفي قصة إلقاء يونان من المركب حتى تهدأ الرياح، نجد أن الكتاب المقدس يقول أن الرب رتب حوتًا عظيمًا ليبتلع يونان، لا لكي ينهي حياته، بل يحميه، ولكن بالتأمل في فكرة أن الله رتب حوتًا عظيمًا نجد رسالة هامة يقصدها الله من وراء تلك القصة المهمة، وهي أنه حينما تخطيء لا ينتظر الله سقوطك، بل ينتظر تلك اللحظة التي تعترف فيها فيعينك ويحفظ روحك حتى تنهض مجددا.
فالله هو الأب الحنين الذي يحزن عندما يتعثر أبناءه، ويبتهج قلبه عند عودتهم ونهوضهم، وربما ما افرح قلب الله هو خلاص البحارة وكل من في السفينة عندما أخبرهم يونان عن الله الواحد خالق البحر والحياة كلها بما فيها، وهو أيضًا الذي حفظ نفس يونان عندما اعترف بخطئه، فالله لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا، المهم أن يعترف بخطئه ويقوم من خطيته ويعود لحضن الله الذي يحبه.