الأزهر للفتوى: التاريخ المصري مليء ببطولات من شأنها تعزيز روح الانتماء والوطنية بين الشباب
انطلقت أولى فعاليات الدورة المجتمعية التي ينظمها مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة بمدينة الغردقة، بحضور 250 شابا من 19 جامعة مصرية، في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بالنزول إلى الشباب وسماعهم والتفاعل مع واقعهم.
للأسبوع الثاني على التوالي.. أعضاء مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية يحاورون شباب الجامعات في الغردقة
وفي أولى محاضرات الأسبوع الثاني من الدورة، استعرض الشيخ إبراهيم جاد الكريم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى مع الشباب، قيمة الانتماء وتعزيز الهوية الدينية والوطنية، ودور المؤسسات المجتمعية المختلفة في الحفاظ على الانتماء وتعزيزه بين الشباب، مؤكدًا أن الانتماء للوطن لا يتغير مهما كانت الظروف، وأن الانتساب للوطن لن تظهر قيمته إلا في وقت الأزمات والمحن، وحينها تظهر نعمة وقيمة الانتماء إلى الوطن ونشعر فيه بالأمن والاستقرار.
وشدد على أن جماعات التطرف والإرهاب دائما ما تلعب على وتيرة ضعف الانتماء بين الشباب، ودائما ما تكون قلة الانتماء للوطن عنصرا مساعدا لتلك الجماعات في استقطاب الشباب.
وأوضح عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى أن التاريخ المصري مليء بالنماذج والبطولات التي من شأنها أن تعزز روح الانتماء والوطنية بين الشباب، ومنها حرب أكتوبر وما كان فيها من بطولات تدعو للفخر بالانتماء لهذا البلد، داعيًا الشباب إلى تفويت الفرصة على كارهي الوطن من أصحاب الأجندات وجماعات الضلال، وأن يعِدوا أنفسهم لأن يحملوا راية النهضة والتطوير لبلدنا العزيز انطلاقا من انتماء حقيقي ووطنية صادقة، ورغبة ملحة في أن يكون وطننا -وكعهده دائما- في طليعة الأمم وأكثرها نهضة وتقدما.
من جانبه تحدث الشيخ عبدالقادر الطويل، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، مع الشباب حول قيمة الحياة في الإسلام، وتفنيد الأسباب التي قد تدفع الشباب إلى كراهية الحياة والوصول في بعض الأحيان إلى التفكير في الانتحار؛ مؤكدا أن الحياة مقدسة وأن الله تعالى يحب جميع عباده، ولهذا وهب لهم الحياة وأرسل لهم الرسل لهدايتهم إلى طريق الخير، واستثمار حياتهم في التقرب إليه وطاعته.
ووجه عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية إلى الشباب عددا من النصائح القيمة التي تساعدهم على إدراك قيمة الحياة والتخلص من الأفكار الهدامة والسلبية، ومن أهمها تقبل الواقع بسلبياته والإيجابية والتفاؤل في النظر للمستقبل، بالإضافة للتقرب إلى الله بالعبادة والثقة في اختياراته وإدراك أن الحياة الدنيا دار تعب واختبار، مع ضرورة استثمار الشباب لأوقات فراغهم في اكتساب مهارات وتجارب حياتية جديدة.
وعقد الشيخ إسلام ضيف الله، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، في نهاية اليوم، ورشة تحت عنوان «الحرية الشخصية وضوابطها»، ناقش خلالها مع شباب الجامعات مفهوم الحرية الشخصية وحدودها، موضحًا أن الإسلام قد كفل الحرية الشخصية لكل إنسان إلا أنه نظمها، ووضع لها الضوابط والحدود التي تحول دون إساءة استخدامها، مشددًا على أن الحرية ليس معناها الإساءة للآخرين ومعتقداتهم، بل من أسمى درجاتها احترام الآخر.
واستعرض عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية للشباب بعض الممارسات الخاطئة الناتجة عن سوء فهم واستغلال الحرية الشخصية، مثل الشذوذ الجنسي والإباحية والانتحار وغيرها من السلوكيات الخاطئة والمحرمة التي يتم التسويق لها تحت لافتة الحرية، موضحا مخاطر مثل هذه السلوكيات وطرق الوقاية من الوقوع فيها وكيفية العلاج منها، مشددًا على ضرورة أن يعي الشباب حدودها وضوابطها ومخاطر إساءة استخدامها.
وتأتي هذه الدورة المجتمعية في إطار مساهمة الأزهر الشريف الدائمة مع مؤسسات الدولة المصرية في تنفيذ رؤية الدولة المصرية 2030 م بما يعزّز روح الولاء والانتماء للوطن، ويصحّح المفاهيم لدي الشباب.
وجدير بالذكر أن برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية التابع لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية نفّذ العديد من اللقاءات والمبادرات، والدورات المتخصصة، منذ عام 2018م، استفاد منها ما يقرب من 4،7 مليون مواطن، حرص خلالها على تنمية الوعي المجتمعي الصحيح، وتأهيل المقبلين على الزواج، تحت شعار: «أسرة مستقرة =مجتمع أمن».
