مدير مرصد الزلازل الفلسطيني: الزلزال قد تسبقه هزات ويتسبب في كسر بالقشرة الأرضية.. وصدع أرضي بمنطقة العقبة | حوار
قال الدكتور جلال الدبيك مدير مرصد الزلازل بجامعة النجاح الفلسطينية، إن الزلازل والهزات الأرضية التي تحدث بشكل متكرر هذه الأيام، تؤثر على المنطقة بشكل عام، وأن منطقتنا بها عدد من الصدوع الأرضية التي تؤدي لحدوث الزلازل، وعلم الزلازل يخضع لعلم الاحتمالات، وهو علم تقريبي.
وأضاف مدير مرصد الزلازل الفلسطيني خلال حوار لـ القاهرة 24، أنه يتم التعاون مع جميع دول المنطقة لدراسة الزلازل ومواجهتها، ولا يمكن منع حدوث الزلازل ولكن يمكن التخفيف من مخاطرها من خلال تصميم مباني ومنشآت مقاومة للزلازل.
وإلى نص الحوار:
ما هي أسباب حدوث الزلازل وكيف تؤثر على المنطقة؟
تحدث الزلازل بسبب حركة صفائح القشرة الأرضية ونتيجة لهذه الحركة يتم تراكم الإجهادات في طبقات القشرة الأرضية وخصوصًا في منطقة الصدوع، وعندما تعجز طبقات الأرض عن التحمل يحدث كسر في منطقة الصدع المجهد، وقوة الزلزال الناتج عن هذا الكسر تعتمد على مقدار وخصائص هذا الكسر.
والزلازل تؤثر على مستوى الإقليم «المنطقة»، وبالتالي تجميع المعلومات والتسجيلات الزلزالية بهدف دراستها يكون على مستوى جميع دول الإقليم «فلسطين، والأردن ولبنان وسوريا وقبرص، إلخ...».
ومنطقتنا تقع ضمن حفرة الانهدام التي بدورها يتخللها مجموعة من الصدوع الأرضية النشطة، وكل صدع أرضي بدوره يمثل بؤرة زلزالية، ولكل بؤرة زمن دوري يتكرر فيه حدوث زلزال قوي.
كيف يؤثر حدوث الزلازل على القشرة الأرضية؟
حدوث زلزال قوي يعني حدوث كسر كبير بالقشرة الأرضية في منطقة الصدع، ولكل كسر طول وعمق، وبالتالي وجود مساحة للكسر «المساحة تساوي طول الكسر في عمقه بباطن الأرض»، فكلما زادت مساحة الكسر تزداد الطاقة المتحررة منه مع الأخذ بعين الاعتبار نوعية وطبيعة طبقات الصخر، ومقياس ريختر هو عبارة عن اللوغريتم العشري للطاقة المتحررة من الكسر.
والزلازل أو الهزات الأرضية الطبيعية تعني حدوث انكسارات أو تكسرات في القشرة الأرضية «باطن الأرض».
هل تؤدي الهزات الأرضية المتتالية لحدوث زلزال قوي؟
قد يسبق حدوث زلزال قوي مجموعة من الزلازل «هزات أرضية» ضعيفة، وقد يحدث زلزال قوي بدون أن تسبقه هزات أرضية خفيفة أو ضعيفة، ويمكن حدوث هزات أرضيه «زلازل» ضعيفة ولا يتبعها زلازل قوية، وهذا ما يحدث في الغالب، فعلم الزلازل يخضع لعلم الاحتمالات وهو علم تقريبي.
ويطلق على الصدع الأرضي الذي يحدث به مجموعة من الهزات الأرضية الضعيفة والمتتالية مصطلح نشاط زلزالي.
هل هناك صدوع أرضية موجودة في فلسطين والمنطقة؟
بشكل عام في فلسطسن والمنطقة يوجد عدد من الصدوع الأرضية النشطة، حيث يشهد أحد هذه الصدوع بين فترة وأخرى نشاطا زلزاليا، وأهم الصدوع الأرضية النشطة: الصدع الموجود شمال بحيرة طبريا، وصدع القارعة الكرمل، وصدع الأغوار الشمالية- بيسان، وصدع البحر الميت، وصدع وادي عربة، وصدع في منطقة العقبة، بالإضافة إلى صدوع أخرى في الأردن ولبنان وأنطاكيا وغرب قبرص وشرق قبرص إلخ.
ولكل صدع زمن دوري لتكرار حدوث زلزال قوي فيه، وهذا الزمن الدوري يختلف من صدع إلى آخر، فقد يكون هذا الزمن الدوري 100 عام تقريبًا كما هو الحال في صدع البحر الميت، أو مئات السنوات كما هو الحال في الصدع الموجود شمال بحيرة طبريا «أصبع الجليل».
خلال فترة الزمن الدوري لتكرار حدوث زلازل قوية «تكسرات كبيرة في طبقات الأرض في منطقة الصدوع» تحدث عادة زلازل ضعيفة وكثيرة العدد.
كيف يمكن التنبؤ بالزلازل وكيف يمكن الحد ما مخاطرها؟
يمكن للعلم أن يحدد بشكل تقريبي أماكن البؤر الزلزالية والقوة القصوى للزلازل، أما ساعة ولحظة حدوث الزلازل بالضبط فلا يعلمها إلا عالم الغيب الله «سبحانه وتعالى»، والعلم يتوقع حدوث الزلازل خلال فترات زمنية قد تصل إلى عشرات السنوات.
ولا يمكن منع حدوث الزلازل ولكن يمكن التخفيف من مخاطرها من خلال تصميم مبانٍ ومنشآت مقاومة للزلازل، ورفع مستوى الوعي لدى جميع قطاعات المجتمع وأفراده بالإضافة إلى تطوير منظومة متكاملة لإدارة مخاطر الكوارث يشارك فيها المجتمع ومؤسساته، «جاهزية أعلى... مخاطر أقل».