وفاة شاب من حفظة كتاب الله بأزمة قلبية مفاجئة في كفر الشيخ
أزمة قلبية مفاجأة وضعت كلمة النهاية لرحلة مدتها 21 عامًا عاشها أحمد، نعم قليلة في العدد لكنها كثيرة في الأثر، فقد كان وسط أسرته الطفل المجتهد في حفظ كتاب الله تعالى، وهو الصبي اليافع الذي ينافس أقرانه في الآذان بمساجد مدينة مسير بمحافظة كفر الشيخ، وهو الشاب هادئ الطباع الذي يقدمه الناس لإمامتهم كل صلاة، وهو المتطوع في كل أعمال الخير والمسارع في النكبات، وهو المشارك في تنظيم مسابقات القرآن على مدار أعوام، فقد كان ذلك وصف صفحات مواقع التواصل الاجتماعي للشاب أحمد أمين طه الغفلول صاحب ال 21 عاما.
ومن جانبه، كتب دكتور مصطفى مخلوف على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ناعيا ابن شقيقه: رحل عنّا المبتسم، المحترم، المؤدب، الخلوق، المطيع للكبير، المُلّبي للصغير، حبيب الجميع، رحل من كان يردد دائما: كن كبائع المسك.. أينما كنت.. تفوح منك رائحة زكيّة، وقد كنت يا أحمد، رحل من منعه حياؤه أن يقوم من مجلسه قبل أن أنتهي من إفطاري الجمعة الماضية قبيل سفري بساعات، إذ كنت أستند إلى ركبته طوال فترة الطعام، فله في قلبي رصيد منذ صغره، وعليك يا صغيري فلتبكِ البواكي.
وتساءل مخلوف: يا أحمد.. هل كنت تشعر بقرب المنيّة حقًا؟ فأغلب منشوراتك عن الاستعداد للرحلة الأخيرة، تحذّرنا من كثرة الموت واقتراب الساعة وتطالبنا بمراجعة أنفسنا، بعدها تنشر إبراءً للذمة تقول فيه: من كان له عندي مظلمة فليخبرني بها أو يتكرم ويعف عني لوجه الله، فأي أخلاق تلك؟.. وأخيرًا تخبرنا: الطيبون يغادرون الأرض سريعا، فهل خدعتنا حقًا؟، ولكن يبدو أن رسائلك وصلت للجميع، فلا حديث إلّا عن سيرتك العطرة ومحبتك للقرآن وأهله، ولا جلسة تدور إلّا عن حُسن خلقك ومواقفك، فمواقع التواصل تضج بنعيك في صدمة للجميع.. جعل الله محبة عباده لك في ميزان حسناتك.
وأضاف: في الذكرى الأخيرة لوفاة والدته التي أوصتنا عليه قبيل رحيلها بلحظات، كتب أحمد لها رسالة، شعرنا جميعا بغصة مرارتها: 3 أعوام في ألم الفراق، 3 أعوام والله ما رأيت فيها إلّا كل هم وغم وحزن على رحيل أمي.. الآن يا بنيّ لن تطول لوعة الفراق، ولن يحاصرك الشوق والحنين، فكما يقولون: في الفردوس، عناق طويل وقرب أبدي وحب خالد.
فيما نعى عدد كبير من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بمحافظة كفر الشيخ، الشاب الراحل الذي توفي في الساعات الأولى من صباح اليوم معربين عن حزنهم الشديد لوفاته.
