ذكرى مرور عام على حرب روسيا وأوكرانيا.. هل تسبب الغرب في إشعال الحرب؟
عام من الحرب الروسية الأوكرانية كان للدول الأوروبية وأمريكا دور فاعل ورئيسي فيها سواء بمساعدات مادية تقدر بمليارات الدولارات أو دعم بالأسلحة المتنوعة لكييف بخلاف العقوبات الاقتصادية التي فرضتها أغلبية الدول الأوروبية على موسكو.
وتحدث خبراء ومحللون سياسيون عن دور الغرب في إشعال الحرب الروسية الأوكرانية واستمرارها حتى الآن منذ الشرارة الأولى لها في فبراير الماضي، مؤكدين أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها الغربيين لم يترددوا في الوقوف إلى جانب أوكرانيا في الحرب مع روسيا وتقديم كافة سبل الدعم لها.
ويرى الأستاذ في معهد العلاقات الدولية بجامعة لوباتشيفسكي الروسية ومدير مركز خبراء رياليست الروسي عمرو الديب أن الدول الغربية وعلى رأسها العالم الأنجلوسكسوني (لندن وواشنطن) تهتم بشكل بالغ بتوريط روسيا في حرب طويلة الأمد من أجل العمل على إضعاف روسيا واستعادة سيناريو تفكك الاتحاد السوفيتي عندما تورط في الحرب الأفغانية.
وأكد الديب لـ"القاهرة 24" ضرورة التفريق بين الغرب الجماعي والدول الأنجلوسكسونية ودول البلطيق، فالغرب الجماعي ومن ضمنه الاتحاد الأوربي ليس له موقف ثابت من هذه الحرب بل يتم دفع الدول الكبرى في الاتحاد الأوروبي (فرنسا وألمانيا وإيطاليا) من قبل الناتو عن طريق لندن وواشنطن وداخل الاتحاد الأوروبي عن طريق بولندا وإخوتها من دول بحر البلطيق.
وتابع: في حين أن العالم الأنجلوسكسوني ودول بحر البلطيق مجتمعين لديهم دافع غير محدود في استمرار هذه الحرب ولذلك رأينا بوتين منذ يومين يقفز إلى مستوى التهديد النووي من خلال إيقاف العمل بمعاهدة ستارت النووية.
وأوضح الديب أن أهم الدول التي تقدم الدعم لأوكرانيا في الحرب مع روسيا هي: كندا والولايات المتحدة وبريطانيا وبولندا وبعد ذلك باقي دول الاتحاد الأوروبي والناتو بنسب قليلة جدا.
دعم أمريكي غربي لأوكرانيا في الحرب
وحصلت أوكرانيا منذ بداية الحرب على مساعدات عسكرية ومالية من أكثر من 20 دولة و4 منظمات دولية، وبلغ الحجم الإجمالي للمساعدات، حتى نهاية يناير الماضي نحو 150.8 مليار دولار.
ووصلت قيمة المساعدات العسكرية إلى 48.5 مليار دولار، فيما تقدر المساعدات المالية والإنسانية بـ 102.2 مليار دولار.
وجاءت الولايات المتحدة على رأس الدول الداعمة لأوكرانيا بواقع 40.4 مليار دولار تلتها ألمانيا بـ5.7 مليار دولار وبريطانيا بـ5.4 مليار دولار وكندا بـ3.4 مليار دولار ثم بولندا بـ3 مليارات دولار فضلا عن 2.7 مليار دولار قدمها البنك الدولي.
دور الولايات المتحدة في دعم أوكرانيا
قدمت الولايات المتحدة على مدار العام الماضي دعما حاسما وعملت بشكل وثيق مع الحكومة الأوكرانية لتوفير ما تحتاج إليه وتحدث الرئيس الأمريكي بايدن مع نظيره الأوكراني زيلينسكي بشكل منتظم واستضافه في البيت الأبيض وزاره في كييف بغرض توجيه رسائل قوية بشأن الدعم الثابت الذي تقدمه الولايات المتحدة.
وحسب ما نُشر على الموقع الرسمي للخارجية الأمريكية، تولت الولايات المتحدة قيادة العالم لتوفير المساعدات الأمنية لأوكرانيا، وقدمت المساعدات المالية والإنسانية.
المساعدات الأمنية الأمريكية لأوكرانيا
كما قدمت الولايات المتحدة وحلفاؤها وشركاؤها على مدار العام الماضي مساعدات أمنية حاسمة أحدثت فارقا فعليا في ساحة المعركة.
وحسب تقرير أمريكي رسمي، تشمل مساعدات الولايات المتحدة الأمريكية لأوكرانيا الأنظمة المضادة للدروع والمضادة للضربات الجوية على غرار 8000 صاروخ من صواريخ جافلين و1600 نظام من أنظمة ستينغر، والمدفعية على غرار 160 نظام هاوتزر و38 صاروخا مدفعيا عالي الحركة، و109 آليات من آليات ودبابات قتالية للمشاة من نوع برادلي.
كما قدمت الولايات المتحدة أكثر من مليون طلقة ذخيرة للمدفعية وأكثر من مئة ألف طلقة ذخيرة دبابات عيار 125 ملم ومئة ألف طلقة ذخيرة للأسلحة الخفيفة، وقدمت أيضا مروحيات وسفن دفاع ساحلية بدون قبطان وأنظمة ومعدات مضادة للطائرات بدون طيار.
وأطلقت الولايات المتحدة أيضا بالعمل مع الشركاء الأوروبيين وأوكرانيا مجموعة الاتصال الدفاعية الخاصة بأوكرانيا، وهي تحالف من 50 دولة شريكة عززت تنسيقنا لعمليات تسليم المساعدات الأمنية لكييف، وقد التزم أعضاء المجموعة معا بتقديم 50 مليار دولار من المساعدات الأمنية، بما في ذلك 700 دبابة وآلاف الآليات المدرعة الأخرى وأكثر من ألف نظام مدفعية وأكثر من مليوني طلقة من ذخيرة المدفعية وأكثر من 50 نظاما متطورا لإطلاق صواريخ متعددة وأنظمة مضادة للسفن والهجمات الجوية.
وكانت قد أعلنت الولايات المتحدة أنها سترسل 31 دبابة من نوع أبرامز أم 1، بعد ضغوطات من المشرعين الأمريكيين في مجلس النواب وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال.
المساعدات الإنسانية
قدمت الولايات المتحدة أكثر من 1،9 مليار دولار للأوكرانيين الذين يحتاجون إلى المساعدة، بالإضافة إلى استقبال أكثر من 267 ألف أوكراني فروا نتيجة للحرب، وقدمت أكثر من 340 مليون دولار من المساعدات للاجئين.
المساعدات الاقتصادية
قدمت الولايات المتحدة 13 مليار دولار من منح التمويل لدعم الميزانية في أوكرانيا وستبدأ عما قريب في صرف أكثر من 9،9 مليار دولار وافق عليها الكونجرس مؤخرا، وفقا لما جاء في تقرير الخارجية الأمريكية حول المساعدات الأمريكية لأوكرانيا.
وقد استخدمت الولايات المتحدة آلية النفقات العامة لتحمل القدرة الإدارية الخاصة بالبنك الدولي لتوفير دعم للميزانية على أساس السداد، مما يضمن صرف التمويل إلى أوكرانيا بعد التحقق من النفقات.
وعلى صعيد آخر، قال رامي القليوبي الأستاذ الزائر بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو في تصريحات خاصة للقاهرة 24، إن الحرب في أوكرانيا تشبه مشاجرة من النوع الكلاسيكي يتحمل فيها كل طرف جزءا من المسؤولية، روسيا تتحمل المسؤولية كونها فاعلا مباشرا في الحرب، ودول الغرب تتحمل المسؤولية كونها أصرت على استفزاز روسيا طوال السنوات الماضية عن طريق إرسال سفن عسكرية إلي البحر الأسود تارة، ودعم الحكومة القومية في كييف تارة أخرى.
وأضاف القليوبي: بالطبع الجانب الأوكراني يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية، لأن أوكرانيا هي بلد متعدد القوميات، ينقسم إلى المناطق الغربية التي تدين بالولاء للغرب، والمناطق الشرقية التي تدين بالولاء لروسيا، وإذا كانت السلطات الأوكرانية معتدلة لكان في إمكانها أن تجعل من بلدها سويسرا جديدة يتعايش فيها مختلف القوميات والإثنيات والفئات في سلام ورخاء اقتصادي.
وتابع في تصريحاته: منذ عام 2014 توجهت السلطات الأوكرانية بقيادة الرئيس السابق بيترو بوروشنكو نحو التلفيق على ما اعتبروه الأقلية الروسية، وعندما نتحدث عن أكثر من 10 ملايين شخص فإنهم لا يعتبرون أقلية لأنهم يقاربون ثلث السكان تقريبا ولا يجوز تصنيفهم كأقلية.
وفيما يخص دعم الدول الغربية لأوكرانيا، أوضح القليوبي: يبدو أن الغرب ليس متجانسا فهناك دول لا تكاد تدعم أوكرانيا مثل المجر بقيادة رئيس وزرائها فيكتور أوربان فبالعكس تدعو دائما إلى الحوار مع روسيا، لكن الدول الأكثر دعما لأوكرانيا عسكريا واقتصاديا هي الولايات المتحدة وبريطانيا وبولندا وجمهوريات البلطيق الثلاثة إستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا، وانضمت ألمانيا وفرنسا إلى الدول الداعمة مؤخرًا.
دعم الدول الغربية لأوكرانيا
أعلنت عدد من الدول الغربية عن إمداد أوكرانيا بالمزيد من الأسلحة خلال حربها مع روسيا، وبعد جدل كبير حول إرسال الأسلحة الثقيلة إلى أوكرانيا، قررت دول الغرب إرسال الدبابات الثقيلة متعددة الأنواع لأوكرانيا، كما تدرس الدول الغربية إرسال الطائرات المقاتلة لكييف خلال الأشهر المقبلة بعد ضغط من أوكرانيا للحصول على المقاتلات مثل طلبها مقاتلة إف 16 الأمريكية.
ألمانيا ترسل دبابات لأوكرانيا
أعلنت ألمانيا بعد الضغوطات الكبيرة عليها من الولايات المتحدة ودول الغرب، أنها سترسل دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبشترايت، إن ألمانيا تعتزم في خطوة أولى تسليم أوكرانيا 14 دبابة "ليوبارد 2 ايه 6" من مخزونات الجيش الألماني.
وأعلن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، أواخر الشهر الماضي، عن حزمة مساعدات عسكرية ستمنحها بلاده إلى أوكرانيا بقيمة مليار يورو بحلول الربيع المقبل.
بولندا ترسل دبابات لأوكرانيا
تعتبر بولندا من أبرز الدول الداعمة لأوكرانيا في حربها مع روسيا، حيث قدمت الكثير المساعدة لها، وضغطت بولندا على مدار الأيام الأخيرة لتقديم دباباتها من طراز ليوبارد الألمانية إلى أوكرانيا.
وقدمت الحكومة البولندية طلبا رسميا إلى ألمانيا للحصول على تصريح بتوريد دبابات ليوبارد ألمانية الصنع إلى أوكرانيا؛ ما وضع مزيد من الضغوط على برلين، ليصرح متحدث باسم الحكومة الألمانية لاحقا، بأن برلين عازمة على فحص طلب الحكومة البولندية بالسرعة اللازمة.
فرنسا تتعهد بإرسال دبابات لأوكرانيا
دخلت فرنسا سباق المساعدات العسكرية والإنسانية المقدمة لأوكرانيا بشكل كبير مؤخرًا، وتعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه سيقدم المزيد من الدعم لأوكرانيا، وجائ ذلك خلال لقائه المستشار الألماني أولاف شولتز الشهر الماضي.
وقال ماكرون إنه لا يستبعد إرسال دبابات لوكلير الفرنسية لأوكرانيا، شريطة أن لا يعرض إرسال الدبابات أمن فرنسا للخطر.
بريطانيا ترسل دبابات لأوكرانيا
قدمت بريطانيا دعمًا غير محدود لأوكرانيا في حربها مع روسيا، من حيث المساعدات العسكرية والإنسانية، وأعلنت لندن أنها سترسل عددًا من دباباتها إلى أوكرانيا للمساعدة في حربها مع روسيا.
وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، إن المملكة المتحدة سترسل قريبا نحو 14 من دباباتها القتالية إلى جانب 30 من المدافع ذاتية الدفع إلى أوكرانيا.
وذكر المكتب في بيان أن سربا من 14 دبابة تشالنجر 2 سينقل إلى أوكرانيا في الأسابيع المقبلة، ومن المتوقع أن يتبعه نحو 30 من المدافع ذاتية الدفع طراز إيه إس 90؛ يتولى التعامل معها خمسة من المدفعيين، موضحًا أن المملكة المتحدة ستبدأ في تدريب القوات المسلحة الأوكرانية على استخدام الدبابات والمدافع في الأيام المقبلة.
أسبانيا تتعهد بإرسال دبابات لأوكرانيا
دخلت إسبانيا سباق الدول الداعمة لأوكرانيا في الحرب مع روسيا، وأفادت وسائل إعلام إسبانية، بأن إسبانيا ستنضم إلى إجراءات اتخذتها دول أوروبية لتوفير دبابات ليوبارد لأوكرانيا.