هل إطالة الركوع في الصلاة أفضل أم السجود؟.. الإفتاء تجيب
أجابت دار الإفتاء على سؤال ورد لها عبر موقعها الرسمي نصه: هل إطالة الركوع في الصلاة أفضل أم إطالة السجود؟.
وقالت دار الإفتاء في فتوى سابقة، إن الاعتدال بين أركان الصلاة من هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو مما يحسن فيها، ولا أفضلية لركن على ركن في الأداء؛ لكون جميعها مأمورًا بها لا تتم الصلاةُ ولا تصِحُّ إلا به.
وأضافت دار الإفتاء في فتوى سابقة، أما إذا رغب المصلي في الإطالة في أحد أركانها عن البَقِيّةِ، فإن الأفضلية في ذلك ترجع في أيٍّ منها إلى ما يجد من حضور قلبه، ويخشع لربه، ويحقق مقصوده، فإن كان حاله حال التعظيم والخوف من الله كانت الإطالة في الركوع أفضل لحاله؛ لكونه مقام التعظيم إن تحقق من وجود قلبه به، وإن كان حاله حال الرجاء والدعاء كانت الإطالة في السجود أفضل؛ لكونه مقام الدعاء إن تحقق من وجود قلبه به أيضًا.
إطالة الركوع يفضل من وجهين
وتابعت، أن إطالة الركوع فإنه يفضل من وجهين:
أحدهما: لكونه مقامًا لتعظيم الله تعالى وكثرة الثناء عليه، وتعظيم الله تعالى أحب إليه من مسألته، مع ما في ذلك من جزيل عطائه ووفير ثوابه، إضافة إلى ما يتضمنه من معنى الدعاء عند العرب؛ فعَنْ عُمَرَ بن الخطاب رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «إِذَا شَغَلَ عَبْدِي ذِكْرِي عَنْ مَسْأَلَتِي أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائِلِينَ» أخرجه البزار في "المسند"، والطبراني في "الدعاء".
واستكملت، نص بعض العلماء على أن المفاضلة في العبادات إنما تكون بأشقها على البدن والنفس؛ لما في زيادة المشقة من زيادة المثوبة، والركوع من أكثر أركان الصلاة مشقة؛ لما فيه من القيام مع إنحناء الجسد.
أما أفضلية إطالة السجود: فإنه قد نص جماعة من الفقهاء على تفضيل السجود على الركوع من حيث كونه أكثر المواضع تواضعًا لله تعالى وقربًا إليه، مع كونه موطنًا للدعاء ومحلًّا للإجابة.