عمرو خالد: دوام التوكل في المواقف المختلفة يقويك أمام ضغوط الحياة فتزداد قوة ورجولة
قال الدكتور عمرو خالد الداعية الإسلامي، إن من أجمل الفهم عن الله أن تعرف مراده منك، وعلى أي صورة يحب أن يراك، ولو أدركت ذلك ستتغير صفاتك للأفضل، لأنك ستكون وقتها مثل الجندي الذي يعرض نفسه على القائد.
وأضاف خالد في عاشر حلقات برنامجه الرمضاني، الفهم عن الله: أن الرجولة ليس المقصود بها الذكورة، بل معنى يمتد ليشمل الرجال والنساء، الرجولة هنا أمام الله، وليس أمام الناس، الرجولة مع الناس فرع صغير من الرجولة أمام الله.
كن رجلًا بألف رجل وسط ضغوط ومصائب الحياة بسر التوكل على الله
وأشار إلى أن الرجولة تعني رجلًا محترمًا يتحمل المسئولية، يعتمد عليه، لاينهار مع أول هزة، ثابت في كل الأحوال "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ".
وتابع: الرجولة هي أن تتقي ربنا في كل أحوالك "اتق الله حيثما كنت"، أن تستمر في تقواك إلى ما بعد رمضان، الرجولة وفاء بالعهد، تحمل لمسؤولية أمك وأبيك، الرجولة أمام الله أن لا تؤذي امرأة، "ما ضرب رسول الله امرأة".
ووصف خالد، الرجولة بأنها إحسان: فالإحسان هو ملخص الرجولة وأكبر دليل عليها ما قاله النبي صلى الله عليه يقول عن أبي بكر الصديق: لو وزن إيمان أبو بكر في كفه وآلامه في كفه لرجح إيمان أبي بكر. وقوله عن عبدالله ابن مسعود "أتضحكون من دقة أقدامه، والله إنها تزن عند الله أثقل من جبل أحد.
وذكر خالد أن الرجولة عند الخطأ، هي أن يرجع الشخص ويعترف بخطئه، ويستغفر الله، ولا يصر على التمادي في ارتكاب الخطأ، فإبليس رفض أن يعترف بخطئه، " قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ".
ومضى شارحًا: الرجولة أنك كلما أخطأت تسارع للتوبة، أن تعترف بالخطأ دون أن تكابر وتميع الكلام، لا تيأس، ولا تنام ألا مستغفرًا ولو أذنبت مائة مرة في اليوم، حيث أبرز صورًا من أشكال الرجولة، ومنها:
- معاملة المرأة،.. لا تؤذ امرأة، "ما ضرب رسول الله امرأة قط".
- الإصرار في السعي على الرزق، كنموذج أمنا السيدة هاجر.
-من الرجولة "ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب".
-من الرجول المرونة، وعدم التصلب في المواقف.
-من الرجولة لو أغلق باب رزق، اطرق بابًا واثنين، لا تيأس وتضع يدك على وجهك.
-الرجولة الشهامة والجدعنة مع عبادة " وَجَآءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَا ٱلْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَٰمُوسَىٰٓ إِنَّ ٱلْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَٱخْرُجْ إِنِّى لَكَ مِنَ ٱلنَّٰصِحِينَ"، قال عنه رجل على الرغم من أنه ليس مؤمنًا.
-في الدين.. ليس من الجدعنة ما يفعله كثير من البنات اللواتي يخلعن الحجاب لأنه لم يعد موضة، أو التحول في المواقف خضوعًا لرأي الناس، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يكُنْ أحَدُكمْ إمَّعَة، يقول: أنا مع الناس، إن أحْسنَ الناسُ أحسنتُ، وإن أساؤوا أسأتُ، ولكن وَطِّنُوا أنفسكم إن أحسنَ الناسُ أن تُحْسِنُوا، وإن أساؤوا أن لا تَظلِمُوا".
-الرجولة مع الله تُبنى تدريجيًا بمواقف تتكامل مع وجود أخطاء مستمرة.. ابن تاريخ رجولتك مع الله.
كيف أصل للمستوى الثابت من الرجولة؟
وأجاب خالد: أولًا: تفهم عن الله أن هذا من أكثر ما يحب أن يراه منك.. "الإحسان كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك".
ثانيًا: دوام التوكل في المواقف المختلفة يقويك أمام ضغوط الحياة فتزداد قوة ورجولة
ثالثًا: عش بإحسان تكن رجلًا مثل كل الأنبياء.
وختم خالد بذكر القاعدة العاشرة من قواعد الفهم عن الله، وهي: "كن رجلًا بألف رجل فإن لم تستطع، فكن رجلًا ولا تكن نصف رجل... اجعل الرجولة صفتك أمام الله قبل الناس.. "مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ"، "رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ".