رواية نادرًا ما يشهدها المجتمع.. مرافعة النيابة في محاكمة قاتل أسرته بالإسكندرية | فيديو
نشرت الصفحة الرسمة لـ النيابة العامة مقتطفات من مرافعتها في القضية رقم 5973 لسنة 2023 جنايات الرمل ثان والمحال فيها متهم بقتل 7 من أسرته بالإسكندرية.
مرافعة النيابة في محاكمة قاتل أسرته بالإسكندرية
وترافع في القضية خالد عبد القوي رئيس النيابة بنيابة المنتزه الكلية، وتحت إشراف إدارة البيان والمرافعة بالمكتب الفني للنائب العام، وجاءت مرافعة مؤثرة لفريق النيابة في ثاني جلسات محاكمة المتهم بقتل 7 من أسرته، حيث قال فريق النيابة: إن أوراق التحقيقات حملت بين طياتها ما تنأى عن النيابة ذكرها، وبين ليلة وضحاها انتهت فيها حياة أسرة، قتل فيها المتهم 7 أفراد مستخدمًا سلاحه الأميري.
وذكرت النيابة أن لسان حال الطفل الناجي من الجريمة هو: أين أمي وإخوتي ومن هم لي في تلك الحياة الصعبة، وهل أعيش وحيدًا دون أهلي ودون مأوى، مؤكدة أن الطفل المسكين أصبح اسمًا لرواية نادرًا ما يشهدها المجتمع، لجريمة بلا قلب نبض وضمير صمت.
واستكملت المرافعة، أن المتهم كان زوجًا دائم التعدي على زوجته، وتركت منزلها أكثر من مرة غاضبة، ووقعت الخلافات الأخيرة منتصف فبراير وعادت لمنزل أهلها، وأيدها أهلها في قرار الطلاق، وانتظر المتهم حتى تسلم سلاحه وخطط لارتكاب الجريمة في منزل زوجته، وتظاهر المتهم بالإحسان، ودبر للجريمة حال وجوده في خدمته، فلو لم تنصَع له زوجته فسيأتي على الجميع، وبالفعل نفذ جريمته، وابنه الطفل الناجي شاهد ما لم يشهده بشر وكانت إرادة الله أن يعيش ليكون شاهد العيان لهذا الجرم الأثيم.
واستكملت مرافعة النيابة؛ 30 طلقة سكنت قلوب الضحايا ولم يهتز المتهم لمشهد الضحايا وهمَّ بالهرب إلا أنه عاد وسمع صوت طفله يصارع الموت ونظر ياسين لأبيه، فقال لأبيه: هل أذنبت حينما أحببتك، لكن هيهات هيهات، هل يسمع الموت النداء فيبقى على قيد الحياة ويجد الطفل الحياة ليكون شاهدًا عليه.
وقالت النيابة، إن المتهم اصطحب ابنه لوالدته في منزل أسرتها، وقال له نصا له فى الطريق: «إحنا هنسافر كلنا عند ربنا ولو أمك مرجعتش معايا هنموت كلنا ولو قلت لأمك أن معايا سلاح هقتلك»، مضيفة أن المتهم تجرد من مشاعر الإنسانية والأبوة ولا يرى إلا الانتقام لرفض العودة إليه.
وأوضحت النيابة، أن الطفل ياسين أكد في أقواله أن المتهم أطلق النيران بعد أن رفضت أمه العودة إليه، فضلا عن أن المقذوفات التي تم العثور عليها أطلقت من ذات السلاح الأميري الموجود بحوزة المتهم والذي تسلمه لخدمته وتطابق البصمة الوراثية، وأن المتهم هرب وبحوزته سلاحا ناريا وبملابسه الأميرية وهو ما ثبت بالكاميرات بمسرح الواقعة.
وأكدت النيابة، توافر الاطمئنان عن صحة ارتكاب المتهم للجريمة عمدا مع سبق الإصرار على ذلك، ولفتت إلى أن الطفل الناجي قال أمامهم باكيًا: «مش عاوز أشوفه احرقوه، هو عمل فينا كده مش عاوز اشوفه تاني، لما تموته أعطوني جثته أحرقها بالبنزين».
وأشارت مرافعة النيابة، إلى أن المتهم لم يبحث عن شرف دنس وأن دافعه في جريمته هو الانتقام لرفض العودة إليه، ولا صلة للشرف بذلك، وأما الحديث بأن ارتكاب الجريمة دفاع عن النفس، فهذا السبب غير حقيقي، وهو ما تأكد يقينا بشهادة الشهود والطفل ياسين.
وقد أحالت النيابة العامة القضية إلى المحكمة بتاريخ ١٥ / ٣ / ٢٠٢٣ ونظرتها المحكمة في أولى جلساتها بتاريخ ١ / ٤ / ٢٠٢٣م وقررت بجلسة مرافعة النيابة العامة يوم ٢/ ٤ /٢٠٢٣م إرسال الأوراق إلى فضيلة مفتي الجمهورية لاستطلاع رأيه الشرعي بشأن توقيع عقوبة الإعدام قِبل المتهم، وحددت جلسة يوم السبت الموافق ٦/ ٥/ ٢٠٢٣ للنطق بالحكم.