لأجلك يا زهرة المدائن نصلي│قنابل واعتداء على المصلين بالأقصى وسط إدانات واسعة.. ماذا يحدث في القدس؟
في الوقت الذي تعيش فيه الدول الإسلامية حالة من الاستمتاع بشهر رمضان المبارك المليء بالأجواء الأسرية الدافئة، فضلًا عن لذة الخشوع وأداء الصلوات والأدعية التي تنتظرها الأمة الإسلامية من عام لآخر لاستغلال الشهر الفضيل، وحدها فلسطين هي من تنزف دمًا حتى في شهر الخشوع والصلاة، حيث إنها لم تحصل على قسط من الروحانية حتى أثناء الشهر المبارك.
ماذا يحدث في القدس؟
فوجىء الجميع قبل صلاة الفجر بقليل الليلة الماضية، بأن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي تقتحم المسجد الأقصى المبارك بشكل عنيف، حيث إن الاحتلال أبرح المصلين ضربًا بصورة عنيفة، فضلًا عن اعتقال أعداد كبرى من الفلسطينيين الذين كانوا يؤدون صلاتهم بسلام وبشكل طبيعي داخل باحات المسجد الشريف، وسط خشوع قبل أن تصل قوات الاحتلال وتسلبهم أمانهم وتتعدى عليهم في مشهد عصيب أثناء شهر رمضان المبارك.
اقتحام المسجد الأقصى
ووفقًا لمقاطع الفيديو التي نشرتها مختلف وسائل الإعلام والتي تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فالمصابون بينهم أطفال ونساء وشيوخ، كما شهدت ساحات المسجد الأقصى قذف الاحتلال الإسرائيلي قنابل على المصلين.
إدانات مصرية وعربية وبريطانية
تعتبر مصر من أولى الدول التي أدانت الأحداث التي شهدها المسجد الأقصى على يد الاحتلال الإسرائيلي.
وأصدرت الخارجية بيانًا رسميًا في ساعة مبكرة من فجر اليوم بعد وقت قليل جدًا من انتشار مقاطع الفيديو، تدين فيه الاعتداءات التي وصفتها بالسافرة حيث أسفرت عن وقوع إصابات عديدة بين المصلين والمعتكفين، بما فيهم من النساء، في انتهاك لجميع القوانين والأعراف الدولية، مطالبة بالتوقف الفوري عن الاعتداء على المصلين.
كما أدانت جامعة الدول العربي اقتحام المسجد الأقصى المبارك.
من جانبها صدرت عن بريطانيا العديد من التصريحات حول اقتحام المسجد الأقصى المبارك، واصفة المشهد بالمروع الذي استيقظ العالم عليه من ترويع المصلين أثناء تأديتهم لصلواتهم في شهر رمضان المبارك، مؤكدًة ضرورة احترام وحماية حرمة الأماكن المقدسة ومكانتها، فضلًا عن تعبير المتحدثة الرسمية باسم الخارجية البريطانية في الشرق الأوسط، عن كون صلواتها مع المصابين، وهو ما يعيد إلى أذهان الجميع أغنية فيروز الشهيرة: لأجلك يا مدينة الصلاة.. نصلي.
إعادة بناء مستوطنات على الرغم من اشتعال الداخل الإسرائيلي
وتأتي هذه الأحداث بعد أسابيع قليلة من إصدار وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي تصريحات أثارت غضب الشعوب العربية والإسلامية وانتقدتها العديد من الجهات الدولية، والتي أغفل فيها وجود الشعب الفلسطيني، فضلًا عن نشره لخريطة يزعم أنها لدولة إسرائيل، واحتوت الخريطة على أراضٍ فلسطينية وأخرى أردنية، وذلك فضلًا عن مصادقة الكنيست الإسرائيلي على قانون جديد يسمح بإعادة بناء مستطونات كانت قد تم هدمها من قبل.
الأمر الذي أدى إلى إدانات واسعة من الشعوب العربية والإسلامية حول العالم أجمع.
وتلا هذه الأحداث، اشتعال النيران في الداخل الإسرائيلي الذي انتفض ضد رئيس الوزراء نتنياهو، ليس لأجل الفلسطينيين بل بسبب رغبته في إرساء تعديلات قضائية تمكنه من تمركز السلطة في يده أكثر وأكثر، وإعطاء السلطة التنفيذية المساحة الأكبر في القرارات وتحييد السلطة التشريعية شيئا فشيئًا، حيث إنه يحق له اتخاذا قرارات دون الرجوع إلى الكنيست، ومن ثم أقال نتنياهو وزير الدفاع بعدما أعرب عن رفضه للإصلاحات التي يرغب نتنياهو فيها.
