عمرو خالد: تعدد النعم والإحساس بها يحولها من معنى بسيط على السطح إلى معنى عميق في أعماق القلب
قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن الرضا يعد أجمل نعم الحياة، وهو أن تعيش سعيدًا بغض النظر عما لديك، واصفًا إياه بأنه "قناعة داخلية عميقة بالخير الذي تشعر به مهما كنت فاقدًا للأشياء.
عمرو خالد: الرضا ليس مخدرًا لكن تركيزك على الجيد يجعلك تحجم السيئ ولا تضخمه فتشعر بالرضا
وأكد أن الرضا ليس مخدرًا، أو لا يعني أنك لا ترى مشاكلك، وإنما أن ترى الجيد والسيء في حياتك، لكن تركيزك على الجيد يجعلك تحجم السيء، ولا تضخمه فتشعر بالرضا.
كيف أشعر بالرضا بطريقة عملية؟
وأوضح خالد في الحلقة الرابعة عشر من برنامجه الرمضاني "الفهم عن الله"، أن الدنيا فيها أشياء بسيطة ومعان عميقة، مثل: الحمد لله موجودة في العقل بشكل بسيط، لكن الإحساس بـ الحمد لله في عقلك الباطن له معنى عميق.
وشدد على أن تعدد النعم والإحساس بها يحولها من معنى بسيط على السطح إلى معنى عميق في أعماق القلب.
وذكر على سبيل المثال: لا إله إلا الله.. معنى بسيط، لكن المعنى أن لا وجود إلا بالله، إن لم تغص في عظيم خلق الله ووقفت فقط على المعنى البسيط للكون، ترى بعينك المطر وتسمع وتبصر الليل والنهار.. فالبهيمة تشاركك في هذه المعرفة.. بلا إحساس عميق لن ترضى.. لابد أن تنتقل من النعمة إلى المنعم.. من الجمال إلى صانع الجمال.
المعان البسيطة والعميقة
وبين خالد أن الحياة فيها معان بسيطة وأخرى عميقة، من الأولى: الشبع،– الأمان الأسري، الضحك، الحب، ومن الثانية: الصفاء الروحي – السكينة النفسية – الأنس بالله – الإيثار – لذة العطاء– الحب المولد للتفاني والتضحية.. المعاني البسيطة الكل يدركها بسهولة.
حياة بلا معانى عميقة
وأكد أن الحياة بدون المعاني العميقة تفقد قيمتها الحقيقية وحلاوتها وسعادتها الكاملة.. لا تكون السعادة بالمعاني البسيطة وحدها، لأنها ستكون سعادة عرجاء ناقصة لا تشبع روح الإنسان، فلابد من المعاني العميقة.
وقال خالد إن الرضا يأتي في الحياة، مع تذوق المعاني العميقة، لأن ربنا مصمم النفس البشرية على أنها بحاجة للمعاني العميقة لتسعد.. كل الماديات خلقها الله معاني بسيطة.. وكل الروحانيات خلقها الله معاني عميقة بشرط الوعي بها.
السعادة الحقيقية
وأشار إلى أن حرمان الروح من لذتها هو حرمان من السعادة في الحقيقة"، لافتًا إلى أن "لذة الجسد قد يستشعر الإنسان الملل منها بعد فترة، بعكس لذة الروح تشتاق لها أكثر وأكثر، كل ما توصل لمعان روحية عميقة يزداد الرضا بالشيء.
كيف أصل للمعاني العميقة؟
أجاب خالد بأن ذلك يتحقق بالوعي والتكرار، مفسرًا الربط بين وقت السحر والاستغفار، لكون الوعي مرتفع بسبب الهدوء، وبالتالي يوصلك للمعنى العميق".
وشدد أيضًا على أهمية التكرار، لأن العقل يحول كل الأفكار طول اليوم إلى ملفات ويعيد ترتيبها في الدماغ، ويفهم أنها معلومة مهمة يخزنها، ثم تتحول إلى وصلة تخزينية، ثم تخزن فيتحول لمعنى عميق.
وأوضح أن أي معنى روحي يصير عميق بالذكر، والذكر لمدة 20 دقيقة يحقق المعنى، لذلك في القرآن ترد كلمة كثيرًا مع الذكر، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا" (الأحزاب:41). وقال: "وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا"(الأحزاب:35)،
وختم خالد بذكر القاعدة الرابعة عشر من قواعد "الفهم عن الله"،، وهي: حوّلّ بعض المعاني البسيطة في حياتك إلى معانٍ عميقة بالوعي والتكرار تصل للرضا الداخلي ثم تصل للنجاح والإبداع.