أسماء جلال: علاقات الهرشة السابعة جعلتني تائهة تجاه حياتي العاطفية.. وهدف سلمى اعتذار الأهل لأبنائهم |حوار
أظهرت الفنانة أسماء جلال جانبا جديدا من شخصيتها الفنية، في دور سلمى التي تجسده في مسلسل الهرشة السابعة، مما أجبر الجمهور على الإشادة بها بشكل كبير، وبأدائها المتميز والمختلف عن جميع أعمالها السابقة، فرأينا تعبيرات وانفعالات وليدة الموقف، أثرت بالمشاهدين لأبعد حد.
لذلك أجرى القاهرة 24 حوارا مع أسماء جلال، مليء بالحديث عن العلاقات الزوجية كانت أَم الأسرية، وروت لنا فيه كواليس دور سلمى، وأشياء أخرى، إلى نص الحوار:-
في البداية.. ما الذي شدك في شخصية سلمى عندما قرأتيها لأول مرة؟
شدني في شخصية سلمى أنها بالرغم من كل ما مرت به إلا أنها قررت ألا تتبع أحدا، وتكون الأب والأم لنفسها بعدما تخلى عنها أهلها، وأصبحت مسؤولة عن نفسها، وحاولت أن تتخطى عقبات كثيرة واجهتها حتى تستغني عن الناس ولا تحتاج إلى أحد، وهذه الجوانب من سلمى تشبه شخصيتي الحقيقية بشكل كبير.
مشهد اعتراف شريف لـ سلمى ورد فعلها القوي أثار تعاطف الجمهور تجاهها وغضبهم تجاه شريف.. حدثينا عن كواليس هذا المشهد؟
هذا المشهد كان صعبًا للغاية، وأنا عادةً أفضّل عدم إجراء أي بروفات على المشاهد التي يكمن بها قدر كبير من المشاعر، وأحب أن أقدم المشهد في وقتها، وكان من المفترض أن ترد سلمى على اعترافات شريف، وذلك حسب ما هو مدون في السكريبت، ولكن طلبت من المخرج كريم الشناوي أن نعدل به قليلا، وألا ترد سلمى عليه ولا تتناقش معه؛ لأنها في هذا الوقت في حالة غضب شديد، وحتى كل ما فعلته أن انهمرت دموعها، وهذه تفصيلة أيضا لم تكن مذكورة في السيناريو، ولكن لم أستطع تماسك البكاء في مشهد ملئ بهذه المشاعر.
هل تؤثر عليكي تلك المشاهد الصعبة بعد ما تنتهي من تصويرها؟
نعم، ولكن أتأثر بالمشهد وانفعالاته بشكل أكبر خلال المشهد نفسه، والانفعالات التي يتطلبها المشهد تؤثر عليّ بالحقيقة؛ وهذا لأني أضع نفسي مكان الشخصية وأتخيل إذا تعرضت لهذا الكم من الأذى مثلا الذي تتعرض له الشخصية، ماذا سيكون رد فعلي، وهذا شيء مرهق جدا، وأحيانًا يؤثر على قراراتي الشخصية بعد ذلك.
أحداث المسلسل غيّرت من وجهة نظر الجمهور تجاه العديد من الأمور في العلاقات.. هل تأثرت آراء أسماء جلال؟
نعم كثيرا، والمخيف في المسلسل أنه يتناول علاقتين مختلفتين، والتشابه بينهما أن كل طرف في هاتين العلاقتين كان الحب والسعادة تخيمان عليهما في البداية، ولكن بالنهاية تحوّل هذا الحب لخلافات دائمة، فهذا وحده من شأنه أن يخفيني، ويجعلني تائهة تجاه علاقاتي، وأسأل نفسي دائما ما إذا كان هذا الشخص هو المناسب أم لا، وهل ستتغير ميولنا تجاه بعضنا أم سيستمر الحب دائما، لذلك أتفهم جيدا الناس الذين تخوفوا من الزواج بعد مشاهدة المسلسل، وهذا بالفعل مطلوب، أن يتفاعل المشاهد مع العمل بهذا القدر، لأنها نقدم حقائق وواقعا.
ناقش دور سلمى في العمل فكرة عدم تقبل المجتمع لانتقاد الأبناء للأهل غير المسؤولين.. كيف كان شعورك بتقديم فكرة مهمة مثل هذه؟
أفضّل دائمًا مناقشة ذلك النوع من القضايا في الأعمال؛ لأنه مع الأسف تسليط الضوء على هذه الأفكار أصبح قليلا، وبدأ يتقبل المجتمع وجود هذه المشكلات على أنها أمر واقع، بحجة أن تصرفات الأهل لن تتغير بعد هذه الفترة الطويلة، ولكن لا يمكن لأي إنسان أن يتغير في أي وقت إذا كان يفعل أشياء تضر بالآخرين، ويجب أن يدرك كل أب وأم أخطئا بحق أبنائهما خطورة ما فعلاه بهم، ويكفيني عند تقديم هذه المشاهد أن يعتذر الآباء والأمهات لـ أبنائهم، الذين أخطأوا بحقهم.
قدم الهرشة السابعة فكرة المساكنة ضمن الخط الدرامي لشخصية سلمى وشريف.. ألم تتخوفي من مناقشة هذه القضية في العمل؟
لا لم نقلق؛ لأننا إذا مازلنا متخوفين من تقديم كل الأفكار، لن يكن لدينا محتوى لنقدمه على شاشة التلفزيون، والفن بشكل عام غير متواجد لتقديم قصص الأنبياء، ولا لتقديم عمل مثالي خال من الأخطاء، نحن نقدم الواقع بكل ما فيه من مشكلات وحقائق، وأنا كممثلة أحيانا كثيرة أقدم أفكار ضدها تماما، وهذا هو التمثيل، أن يخلع فريق العمل بأكمله ثوب حياته الواقعية على باب لوكيشن التصوير، ويرتدي ثوب شخصيات العمل بتجاربهم المختلفة أيا كانت.
لاحظنا وجود كيميا كبيرة بين كل صناع العمل.. أخبرينا عن كواليس التعاون مع علي قاسم والمخرج كريم الشناوي؟
أحب العمل مع علي قاسم للغاية، وسبق وتعاونا مع بعض في مسلسل لعبة النسيان، ومنذ حينها ونحن نريد أن نكرر هذه التجربة مجددا؛ لأنني أقدم أفضل ما عندي عندما أعمل مع علي، بسبب طاقة التركيز الذي يمنحها للممثل أمامه، وكريم الشناوي يدخل دائما في تحد مع نفسه أنه يخرج من الممثل جوانب جديدة، ويعطي للممثل مساحته لتقديم ملاحظاته على الشخصية.
كيف تري علاقة سلمى بوالدتها.. وهل من وجهة نظرك أنها تحاملت عليها أم هي تستحق ذلك نظرا لما فعلته في ابنتها؟
لا، هي لم تتحامل على والدتها، لأن والدتها ترى أن تخليها عن ابنتها موضوع هين، ولكن هي تسببت في أن ابنتها التي في الثلاثينيات من عمرها حاليا، تكون غير واثقة في نفسها ودائمة القلق والخوف، ولم تكن تحتاج لشيء سوى اعتذار والدتها لها، وحتى هذا لم يحدث، والمشاهد غير معتاد على مواجهة الأبناء للأم أو الأب، ولكن أيضا إذا لم يعبروا عما بداخلهم، سينتج عن هذا خلق شخصيات غير سوية نفسيا بالمجتمع.
تعرضت سلمى لعدد كبير من المشاهد المعقدة وبها انفعالات كبيرة.. فما المشاهد التي أثرت فيكي بشكل كبير؟
مشهد المشاجرة بين سلمى وشريف كان صعبًا بالنسبة لي، وتكمن صعوبته في أنه كان به تصاعد كبير في الانفعالات، وحمل أكثر من شعور واحد، فهي كانت سعيدة في البداية، ثم غلب عليها شعور الخوف والغضب ثم الضعف، واعتمد أكثر على تعبيرات العيون، وأنا أفضّل التمثيل بالعيون أكثر من التحدث.
هاجم عدد كبير من الجمهور شخصية نادين بسبب كثرة انتقاداتها لمن حولها وانفعالاتها المبالغ بها.. فكيف رأيتيها من وجهة نظرك؟
تعاطفت مع شخصية نادين عندما شاهدتها، لأنها لديها مخاوف كبيرة من أشياء مختلفة وتبحث دائما عن شعور الاطمئنان ولكن لا تجده، وهذا أيضًا لا يعد مبررا لانفعالاتها المبالغ بها، وانتقادها الدائم لمن حولها، ولكن إذا نظرنا للأمور من وجهة نظرها هي، نجد أنها تعرضت لتغيرات كبيرة في حياتها في وقت واحد، أنجبت توأم، تركت عملها، وترى زوجها في نجاح وتطور مستمر في عمله، وهذا صعب للغاية لأن كل سيدة تحب أن تشعر بقيمة نفسها وبنجاحها.
أخيرًا.. تفاجأ الجمهور من مصطلح الهرشة السابعة فما كان تفسيرك لهذا المصطلح لأول مرة؟
عندما سمعت هذا المصطلح.. وشعرت أن تفسيره هو أن الشخص في العلاقات يهرش حقيقة الأمور والعلاقات في السنة السابعة من العلاقة.