عمرو خالد: تعلم طريقة النبي في الرضا والحمد.. واربط بين كل نعمة في يومك بالله واحمده عليها
قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن الحمد لله أوسع وأعمق من الشكر، لأن الشكر عملية امتنان على شيء أخدته من غيرك، أما الحمد فهو شعور عميق متغلغل في أعماق النفس بالامتنان لله.
وحث خالد في الحلقة السادسة عشر من برنامجه الرمضاني: الفهم عن الله على ممارسة الامتنان لله يوميًا على الأشياء البسيطة، وأن تشكر كل إنسان، وأن تمتن للنعم في حياتك، "نحن كمسلمين لدينا نعمة رائعة أننا نمتن لله خالق النعم كلها، "وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ".
طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في الرضا والحمد
ودعا إلى تقليد طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في الرضا والحمد، من خلال الربط بين كل نعمة صغيرة أو كبيرة في يومك بالله واحمد عليها: الأكل، العطس، الحمام، الاستيقاظ من النوم، قبل الدعاء، بعد الدعاء.
وذكر أنه كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم لك الحمد أنت ملك السموات ومن فيهن ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن".
كيف ترضى عن قدر الله؟
أوضح خالد أن "مسألة الرضا عن قضاء الله ربنا سبحانه وتعالى برحمته وبكرمه، فجعل لنا سورة في القرآن تتضمن بين آياتها قصة سيدنا موسى والخضر، والتي حملت ثلاث قصص: قصة عن الرزق، قصة عن الموت والحياة، قصة عن ضيق الدنيا وتضيقها وتوسيعها".
وبين أن "الخضر هو تجسيد لفكرة القدر، كأنه قدر، ويوم القيامة لن يقتصر حسابنا فيه فقط على الحسنات والسيئات، لكن الله تعالى سيخبرنا عن قدره فينا وأنه كان كله رحمة، ويمكن أن نبكي ساعتها بالدموع، دموع الفرحة والحياء أن يارب أنت أكرم الأكرمين. ارض عن قدر الله واعرف قاعدة "قدر ربنا كله خير".
وحذر خالد من أنه "بدون الحمد المستمر تفقد الوعي بما حولك"، لذا نصح بعمل ورد يومي حمدًا لله، اللسان يقول الحمدلله، فالعقل يرى أمامه شريطًا لنعم الله، فالقلب يتأثر ويقول له: شكرًا يارب، لافتًا إلى أن "الحمد بلا وعي لا يكون امتنانًا حقيقيًا، إذا قلت الحمدلله لابد أن تحرك معها الوعي بقيمتها وقيمة الامتنان لله".
لكن ما الذي أحمد الله عليه؟
أوضح خالد أن "حمد الله ثلاث درجات، على النعم المادية أكل، وشرب، وبيت، وزوجة، وأولادك ومال، وصحة، على نعم الروح، قرأت قرآنًا وشعرت بتجليات وسكينة أو صليت صلاة متقنة، ذكرت فشعرت بسكينة، احمده لأنك وفقك فتتذوق هذه المعاني، احمده لأنه قربك منه، وأعانك على ذكره وشكره وحسن عبادته".
وشدد على أن "هناك طريقة عملية للرضا لن ترضى إلا بشعورك بالإشباع لاحتياجاتك أو توقعاتك في الوقت المناسب"، مؤكدًا أن "إحساس الرضا لن يأتي إلا بإحساس الأمان بالله، اعتبر ما لديك عند ربك بدل رصيد البنك، "لا يؤمن أحدكم حتى يكون بما في يد الله أوثق مما في يديه"، اطمئن أن رزقك عند ربنا مضمون أكثر من رصيدك في البنك".
ورأى أن الحل أن ترضى بعطاء الله وأن تنظر إلى من دونك حتى ترضى ولا تنظر إلى ما فوقك فتتعب، "فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى"، "وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ".
كيف تعيش حالة رضا؟
أبرز خالد خمسة أشياء لعيش حالة الرضا، وهي:
-عش نفسية الامتنان
-قلد طريقة النبي في الرضا والحمد
-حب قدر الله
-كثرة الذكر
-ضع سقفًا لاحتياجاتك.
وحدد جوائز الرضا في الآتي: -
-السعادة ورضا الله كلمتان فقط، أقوى احتياج للإنسان يحققه الرضا: السعادة ورضا الله.
-يقول ابن القيم: الرضا باب الله الأعظم ومستراح العابدين وجنة الدنيا "رضي الله عنهم ورضوا عنه".
-الرضا يرفع الروح المعنوية للإنسان، فيبحث الناس عن هذا الإنسان، صاحب الروح المعنوية العالية.
-الرضا يزيد طموحك في الحياة، كلما زادت درجة الرضا، كلما زادت جودة النتائج في المستقبل.
-الرضا يزيد طموحك لأنه يفتح شهيتك للعمل والتنازل، الرضا يزيد الأمل، لذلك هذا النموذج عكس الفكر الديني التقليدي الذي جعل الرضا عكس الطموح، أما نحن في منهجنا، كلما زاد الرضا زاد الطموح.
الرضا وعلماء النفس الإيجابي
وذكر أن علماء علم النفس الإيجابي خلال الفترة من 2000 إلى 2003 أثبتوا أن الرضا يحقق أربعة أشياء: -
-يزيد درجات الأمل في المستقبل ورغبتك في الإبداع
-يزيد قوة الجهاز المناعي ونومًا أعمق وأكثر فائدة
-يزيد الاستمتاع بالحياة
-يعزز العلاقات الصحية مع الناس
وختم خالد بذكر القاعدة السادسة عشر من "الفهم عن الله"، وهي: "خمس معان تغرس الرضا في قلبك.. نفسًا ممتنة ولسانًا حامدًا وعملًا محسنًا وعينًا قنوعة ولسانًا ذاكرًا".