عمرو خالد: ثواب وقبول الأعمال مرهون بالنيات
قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن الإخلاص أحد معاني الإحسان، الذي يعني أن تعبد الله كأنك تراه، وأن تقصد وجه الله وابتغاء مرضاته في كل أعمالك، موضحًا أن الإخلاص سر بين الله وبين العبد، لايعلمه ملك فيكتبه ولا شيطان فيفسده.
وكشف خالد في الحلقة السابعة عشر من برنامجه الرمضاني الفهم عن الله، كيف تصل للإخلاص والإحسان معًا، من خلال الذكر، وهو أن تعيش عبدًا لله.. ادع بالإخلاص.. فكر نفسك بهذا المعنى دائمًا.. واترك الباقي على ربنا.
وأشار إلى قيمة الإخلاص كما بين القرآن: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)، (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ)، (إنّا أنْزَلْنا إلَيْكَ الكِتابَ بِالحَقِّ فاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ* أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ).
وأوضح أن يوسف عليه السلام أخبر أنه نجا من الفاحشة بإخلاصه (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ).
ولفت إلى أن موسى بلغ منزلته العالية باخلاصه (وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَٰبِ مُوسَىٰٓ ۚ إِنَّهُۥ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا)، مؤكدًا أن الشيطان لايقدر على المخلصين (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ).
وأكد خالد أن معنى التلبية: لبيك اللهم لبيك، هو تأكيد الإخلاص وقتل الرياء، مبينًا أن أحد التابعين كان يلبي ويلبي حتى يبح صوته، ويقول لنفسه: لبيك يارب لو كان شركًا لاضمحل يارب أخرج الرياء من قلبي.
أول درجات الإخلاص النية
وأوضح أن ثواب وقبول الأعمال مرهون بالنيات، مصداقًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات)، مشددًا على أن النية ليست بقول القائل: نويت، بل هي حركة وإرادة القلب، (رب عمل صغير تعظمه النية ورب عمل كبير تحقره النية).
وشدد على أهمية استحضار النية في أي عمل، لأنه بدونها لن يرد على القلب حلاوة العمل، محذرًا من أنه عندما تتحول الطاعات إلى عادات تفقد حلاوتها، بينما النية تحول العادات إلى عبادات حتى تصبح حياتك كلها عبادة (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ)، (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
ترك العمل خوف الرياء رياء
وحذر خالد من التوقف عن فعل أشياء كثيرة من أجل ضمان الإخلاص، لأن ترك العمل خوف الرياء رياء، مضيفًا: الغاية من قوله تعالى: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ)، هي نشر الخير، والخوف على الإخلاص ليس حله الإخفاء، لكن الحل: جاهد نفسك.
كيف تعرف أنك مخلص أم لا؟
أجاب خالد: مادمت خائفًا على إخلاصك ونيتك فأنت مخلص، لو نسيت الأمر تمامًا خاف على إخلاصك، طالما تدعو بالإخلاص فأنت إن شاء الله مخلص.
سورة الإخلاص واسم الله الصمد
وفي تفسيره لسورة الإخلاص التي تعدل ثلث القرآن: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ)، بين خالد أن معنى الصمد هو الذي يُلجأ إليه عند الشدائد، لأنه لاأحد غيره ينصرك.. يحفظك.. يرزقك.. يعينك.. يؤيدك. لذلك الجأ له عند الشدائد فهو الصمد، لا يوجد غيره.
وذكر أن ثاني معنى للصمد: الله الصمد الذي لا يحتاج إلى أحد ويحتاجه كل أحد، ثالث معنى للصمد: العرب تقول: بيت مصمود إذا أكثر الناس اللجوء إليه في حوائجهم.. المصمود.. المقصود في الحوائج كلها.. معنى كلمة الصمد.. مقصود الخلق كلهم.. الذي يلجأ له عند الشدائد.. صمدت له: أي قصدته..
التطبيق العملي السهل للإخلاص
ونصح خالد بجعل المركزية لله، عش حياتك وحقق كل أمنياتك، لكن اجمعها ووحدها تحت مركزية واحدة هي لله.
وتابع شارحًا: المركزية لله ستزود استمتاعك بباقي المركزيات وتحميك من شر باقي المركزيات، لأنها لن تتحكم فيك. لكن ستذوق حلاوتها وتتترك آلامها.. مركزية الله تستوعب كل المركزيات الأخرى، لكن لاتستطيع مركزية أخرى وحدها أن تستوعب باقي المركزيات، بينها تعارضات.. اسم الله الواسع.
وأوضح أن مركزية الله تقوي قدرتك على إنجاح باقي المركزيات، لأنك بلاتشويش، ولأنها في حماية وعون الله، لأنها له هو.
وختم خالد بذكر القاعدة السادسة عشر من قواعد الفهم عن الله: أخلص نيتك وعملك لله تكن أغلى عباد الله على الله، وتُفتح لك أبواب التوفيق والمدد الرباني.