فسحوا بناتي في العيد.. القصة الكاملة لوفاة شاب سقط من ارتفاع في الشرقية
السيرة الطيبة رزق وخير ميراث.. كلمات ربما كانت لسان حال الحزن الذي عم المئات من الحسابات الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي في رثاء أحد الشباب؛ الذي فارق الحياة في ساعة متأخرة من مساء السبت، داخل إحدى المستشفيات في محافظة الشرقية متأثرًا بإصابته جراء التعرض للسقوط من علو.
المهندس الراحل محمد جمال بدوي، رحل عن عالمنا مساء السبت، تاركًا سيرة طيبة وعطرة سرد فصول منها كل من عرفه، ما بين دعوات بالشفاء منذ حدوث إصابته جراء السقوط من علو يوم 20 مارس الماضي، ودعوات بأن يتغمده الله بواسع رحمته ويجعل عمله الطيب شفيعًا له بعدما توفى مساء السبت، بعد نحو ثلاثة أسابيع قضاها داخل العناية المركزة عسى أن يُكتب له الشفاء، إلا أن قدر الله نفذ ورحل الشاب ولم يبقى سوى سيرته الطيبة، نستعرض بعضها خلال تلك السطور.
لَقَبّ نفسه بـ أبو البنات وكانت وصيته نزهة لهن في العيد
المهندس محمد جمال بدوي، تخرج في كلية الهندسة جامعة الأزهر قبل سنوات، وتزوج نهاية شهر سبتمبر من العام 2015، رزقه الله بثلاث بنات حمد الله كثيرًا عليهن حتى أنه قد لقب نفسه عبر صحته الشخصية موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بـ أبو البنات، فيما سلك الراحل مسالك عديدة للخير أبرزها تدريسه لـ مادة التزكية في أكاديمية مجانية تهتم بالثقافة الإسلامية.
المشهد الأخير في حياة المهندس الراحل محمد جمال بدوي كان مليئًا بمشاعر جمة؛ إذ يروي أحد أصدقائه تفاصيل زيارة شقيق الراحل له داخل مستشفى الزقازيق وجسده موصولًا بخراطيم وأنابيب تتبع العناية المركزة بالمستشفى، حين تحدث الراحل له بعدما تيقن من صعوبة مغادرته المستشفى قبل عيد الفطر وقتذاك قائلًا: في العيد فسحوا بناتي وفرحوهم.
يُشار إلى أن الراحل قد فارق الحياة جراء إصابته في حادث سقوط من علو أثناء مباشرة عمله مهندسًا في موقع تحت الإنشاء في مدينة السادات في محافظة المنوفية، إذ سقط أرضًا من الطابق الثاني ليُصاب بكسر بالغ في الفقرة السابعة بالعمود الفقري نُقل على إثره المستشفى وظل يتلقى الإسعافات والعلاج على مدار عشرون يومًا تخللها وقت كبير قضاه على أجهزة التنفس الاصطناعي قبل أن تفيض روحه إلى بارئها.
