الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

حب السيطرة والسهر والمولود الجديد.. شيخ الأزهر يعدد أسباب زيادة معدلات الطلاق

الدكتور أحمد الطيب
دين وفتوى
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف
الثلاثاء 11/أبريل/2023 - 02:00 م

قال الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن من أسباب الطلاق التي يمكن رصدها في جيلنا هذا، لافتًا إلى أن أول ما يمكن رصده في هذا المجال هو تربية النشء تربية رخوة، وتعويدهم على الهروب من الواقع إلى الخيال، وترسيخ الكسل الفكري، والعجز عن مواجهة المشكلات، والاعتماد على الوالدين في كل صغيرة وكبيرة، بحيث يفكرون لأولادهم وبما يوافق أهواء الولد أو البنت.

 شيخ الأزهر: عالم الأحلام الذي يعيشه الشباب في مرحلة الخطوبة من أسباب زيادة الطلاق 

وبيّن الإمام الأكبر، خلال حلقة اليوم من برنامج الإمام الطيب، أن السبب الأكبر هنا تتحمله الأم، لأنها كثيرًا ما تختلط عليها الحدود بين ما هو مجال للعواطف وما هو مجال للتربية والتأديب، لافتًا إلى أنهما مجالان مختلفان تمامًا.

وذكر شيخ الأزهر، أن التعامل في مجال التأديب بأساليب العاطفة، يزيف وعي الطفل بحقيقة الحياة، ويحجب عنه رؤيتها على حقيقتها، وأنها تحوي الحلو والمر، وليس فقط كل ما يشتهيه ويرغب فيه.

أضاف الإمام الأكبر، أن هذا السبب هو نفسه وراء تفشي ظاهرة الطلاق، لأن التعود على التفكير العقلاني غائب أو ذو حضور ثانوي في مشروع الزواج، مفيدًا بأن الحاضر عادة في فترة التعرف والخطوبة، هي الأحلام الطائرة والشاردة، وتصديق الوهم والخيال وبناء عالم من التصورات يشبه الجنة أو الفردوس المنتظر، وهذا العالم سرعان ما يختفي ليفاجأ الزوجان أنهما أمام عالم مختلف لم يحسبا حسابه.

وأردف الإمام الطيب: وهنا قد يصحوا الزوجان ويبدأ كل منهما في التعامل مع الموقف الجديد بالعقل، ويتضافرا معًا في قيادة السفينة بين صخور الحياة، ويتقبلان حلوها ومرها، وبهذا تنجح الأسرة وتحقق مقاصدها، وفي المقابل قد لا يتحمل الزوجان أو أحدهما هذا التردي من الأحلام إلى أرض الواقع، فيثقل عليهما أو أحدهما هذا الواقع الجديد، فتتشقق الأسرة ويحدث الطلاق.

وأكمل الإمام الطيب، أن ثالث الأسباب التي تزيد من حالات الطلاق أيضأ، هي الأعباء المالية التي يتحملها الزوج، قبل الزواج، والتي تجلعه يتسائل بعدما يفيق: هل ما أنا فيه  كان يستحق كل هذا الإرهاق المادي والمعنوي؟، مردفًا: ورابعًا: خفة الوعي بالمسؤولية الدينية في موضوع الطلاق، وهذا السبب يتحمل مسؤوليته العلماء والمفتون واضطراب الفتوى، وتوارث أحكام شرعية مجتزأة ومبتورة.

 شيخ الأزهر: ترك الرجل زوجته والسهر خارج المنزل من أسباب زيادة معدلات الطلاق

واستطرد خامسًا: ما يحمله الزوج من عادات درج عليها وهو في عائلته قبل الزواج، مما يتنافى مع مقتضيات الأسرة وواجباتها، مثل عادة السهر خارج المنزل مع الأصدقاء وترك الزوجة وحيدة دون أنيس في منزل الزوجية الجديد، وهو أمر لم تعهده من قبل في أسرتها، من مظاهر الأنس، مضيفًا: ومثل ذلك أيضًا ما يحمله الزوج من عادات أخرى كالمصروف الشخصي المستقبل والاعتماد على أسرته في كل أمر يتعلق بشؤون حياته الخاصة، والذي يلقي به فجأة على كاهل زوجته دون أي مشاركة تشعرها بوجوده معها.

وتابع الإمام الأكبر: وهناك سبب آخر خفي لا يتنبه له كثير من الأسر، وهو ما يحدث حين ترزق الأسرة الجديدة طفلًا، بما يحول عاطفة الزوجة وأسرتها وأسرة الزوج تحولًا كاملًا نحو هذا الضيف الجديد، وما يتبع ذلك من تحول الاهتمام بالزوج إلى الدرجة الثانية أو الثالثة وما يترتب عليه من إهمال ثم من شعور بالاغتراب يتسرب إلى مشاعره ويدفعه للبحث عن الرعاية والاهتمام خارج محيط الأسرة، بل كثيرًا ما يتسرب لنفس الزوج الذي أحيل إلى الدرجة الثانية من الاهتمام شعورًا يشبه شعور الغيرة من هذا الطفل الذي ينافسه في حب زوجته ويغلبه عليه.

وأشار إلى أن من ضمن أسباب زيادة حالات الطلاق كذلك، ان الزوج قد يكون من هذا النوع الذي ينصرف بكل قوته إلى أعمال مهنية وينسى ما تتطلع إليه زوجته من رعاية واهتمام، ما يدفعها إلى الشك في عاطفته نحوها، وما يعقب ذلك من صراعات بين الزوجين.

ومن الأسباب أيضًا، أن الزوجة قد ترتبط برجل من النوع الذي يحب السيطرة واستسلام غيره له من غير قيد ولا شرط، وتكون هي من النوع الذي يشعر بكرامته وحقه في حرية الرأي، وهنا لا مفر من الصدام بينهما.

 

تابع مواقعنا