الأحد 17 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

جهاز العاشر من رمضان ومستثمر الأردنية.. وأشياء أخرى!

الخميس 11/مايو/2023 - 03:38 م

لا صوت يعلو في المدينة الصناعية الأقدم، فوق صوت صدى ما حدث ويحدث في ميدان منطقة الأردنية وسط المدينة؛ بعدما فوجئ الأهالي بقيادات جهاز مدينة العاشر من رمضان والجهات المعنية بين عشيةٍ وضحاها وقد جردوا الميدان من الباعة الجائلين، في خطوة ارتأى البعض أنها قد تكن السبيل نحو مدينة ربما استحقت أفضل مما حدث ويحدث لها منذ إنشائها، لكن ما هي إلا أيام قليلة حتى تكشفت أستار الأمر رويدًا رويدا؛ فالباعة عاد بعضهم بعيدًا عن الميدان بضعة أمتار، والأسواق التي اعتادها المواطنون والباعة تقلصت إلى أماكن مجاورة على بُعد أمتار كذلك، لكن هناك، وفي صدارة المنطقة ووجهتها فُرض سياج حول قطعة من الأرض وتراصت فيه أُصُص زرع مختلفة الأشكال حول تلك القطعة، وأشيع أن المكان قد تمت الموافقة على تخصيصه لصالح أحد المستثمرين بموجب حق انتفاع لأجل أن يُستغل كـ مشتل نباتات.

الإشاعة ليست كاذبة إن كان مصدرها رجالا من جهاز المدينة وبعض مسؤوليه، لكنها وما حدث رغم مناصرة البعض له وظهور من يروجون ويشيدون بما جرى ويتغزلون بطريقة مشبوهة وإشادات تصب في ناحية المصلحة ليس إلا، وجدت على الجانب الآخر قطاعًا كبيرًا من الشباب والمواطنين، ممن لا مصلحة لهم بحق فيما يحدث سوى تساؤلات مشروعة عن هوية ذلك المستثمر الذي وظفت الأجهزة التنفيذية نفسها لحماية مكانه الجديد ومشلته المزعوم!

شباب وأهل المدينة علت تساؤلاتهم حول تعامل جهاز المدينة مع الأمر، دون فرض بدائل أو الإعلان عنها من ناحية، ومن ناحية أخرى حول آلية التعامل مع فرص الشباب الراغبين في مشروعات بسيطة من عربات مأكولات ومشروبات وشاكلتها التي من شأنها أن تُدر عليهم دخلًا ما، لكن لا حياة لتلك الأحلام طالما ليست هناك أُطر أو قواعد أو تصاريح تسمح لهم بمشروعاتهم التي يطلبونها.

التساؤلات الموجهة لجهاز مدينة العاشر من رمضان ورجاله، ذهبت إلى أبعد من مشروعات الشباب وعربات المأكولات والمشروبات؛ فالبعض يرى أن المشتل المزعوم والمستثمر المجهول سُبة في جبين جهاز المدينة وكل من ينتمي إليه؛ كون المكان أولى به قطاع الزراعة في الجهاز إذا ما أُريد له أن يُضيف إلى المساحة الخضراء ومتنفس العامة، وآخرون يؤكدون على أن ما يحدث لم يُغير من الأمر شيئًا، اللهم إلا فرض سياجًا ووضع أُصُص زرع وأريكة تتوسط قطعة الأرض تلك التي يتناوب على حراستها أشخاص ومسؤولون بجهاز المدينة، لكن الباعة لا زال وجودهم كما هو وإن قل وابتعد قليلًا.

شكوك ورؤى الناس في المدينة لا يُجانبها الصواب؛ فالباعة الجائلون في المكان إن كان ما يحدث لأجل إزالتهم بصورة نهائية بات أمرًا مشكوك في صحته لما لهم من وجود في المنطقة وما حولها باستثناء الأرض المحظورة وسياجها، وإذا ما كان حقًا القضاء على المظهر العشوائي هو غاية جهاز مدينة العاشر من رمضان فما هو البديل للناس ومن اعتادوا شراء فاكهتهم وخضرواتهم وغيرها من الأشياء التي فرضتها ظروف الميدان لسنوات ليس بالقليلة؟!

مستثمر الأردنية صاحب المشتل المزعوم ظهر على شرف ما يحدث لحماية مكانه الجديد في المدينة حديث غريب يؤكد على أن المكان كان بمثابة السوق الذي له صاحب، ومعلم يأخذ “أرضية” من عدد من الباعة لأجل أن يتركهم يفترشون مكانهم ببضاعتهم من خضروات وفاكهة وغيرها، وهو حديث تنقصه الدلائل وتشوبه الشوائب، ناهيك عن عربات كان بعضها تابعًا لأحزاب وأخرى تبيع الخضروات والفاكهة بصبغة رسمية، كلهم تبدلت أماكنهم وتغيرت كما تغير شكل المنطقة التي رأى جهاز مدينة العاشر من رمضان أنها بحاجة إلى مشتل وأن الباعة الجائلين خطر داهم، وهو مُحق في ذلك، لكن ماذا عن البديل؟.. ولماذا المشتل؟.. وهل هناك مشروعات للشباب وغيرهما متاحة أو ستتاح وتجد مثل تلك الحماية التي وجدها مستثمر الأردنية المزعوم؟!

تابع مواقعنا