دار الإفتاء تحذر من التلاعب بقصد أكل أموال الناس بالباطل
ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤال من أحد الأشخاص يقول: كيف حذرت الشريعة الإسلامية من التلاعب بقصد أكل أموال الناس بالباطل؟.
التحذير من أكل أموال الناس بالباطل
الإفتاء ردت على السؤال السابق، مبينة أن الشرع الشريفُ نهى عن الحيل التي يحاول أصحابها قلب الحقائق وإلباس الشيء المحرم لباس المباح المشروع؛ بـ"أن يظهر عقدًا مباحًا يريد به محرمًا، مخادعة وتوسلًا إلى فعل ما حرم الله، واستباحة محظوراته، أو إسقاط واجب، أو دفع حق"؛ لافتة إلى أن ذلك ما قال به الإمام ابن قدامة في المغني.
وأشارت دار الإفتاء في هذا الصدد إلى ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَرْتَكِبُوا مَا ارْتَكَبَتِ الْيَهُودُ، فَتَسْتَحِلُّوا مَحَارِمَ اللَّهِ بِأَدْنَى الْحِيَلِ» وهو ما أخرجه ابن بطة في "إبطال الحِيل"، وقال عنه الحافظ ابن كثير في "تفسيره": [إسناده جيد].
ضربت الدار مثلا على ذلك بما طبق في السنة النبوية: ما رواه الشيخان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول عام الفتح وهو بمكة: «إِنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ وَالْمَيْتَةِ وَالْخِنْزِيرِ وَالْأَصْنَامِ»، فقيل: يا رسول الله، أرأيت شحوم الميتة؛ فإنها تطلى بها السفن، ويدهن بها الجلود، ويستصبح بها الناس؟ فقال: «لَا، هُوَ حَرَامٌ»، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «قَاتَلَ اللهُ الْيَهُودَ؛ إِنَّ اللهَ لَمَّا حَرَّمَ عَلَيْهِمْ شُحُومَهَا جَمَلُوهَا، ثُمَّ بَاعُوهُ وَأَكَلُوا ثَمَنَهُ».
