من بلد السيد البدوي.. حكاية الشيخ علي الشوني أول من أقام مجالس الصلاة على النبي في مصر
أصدرت وزارة الأوقاف، الأسبوع الماضي، قرارًا بتخصيص من 3 لـ5 دقائق للصلاة على النبي بجميع مساجد الجمهورية عقب صلاة الجمعة، الأمر الذي رحب به الكثير، فيما رفضه وهاجمه آخرون بدعوى أن التصرف يعد بدعة ولا يمت للدين بصلة، والإقدام عليه ضلال ومخالف لما أمر به الله تعالى وجاء به رسوله.. فما قصة مجالس الصلاة على النبي في مصر؟ ومن أول من أقامها؟
حكاية الشيخ علي الشوني أول من أقام مجالس الصلاة على النبي في مصر
الشيخ نور الدين على الشوني الصالح، مولود بقرية شوني في طنطا، حيث مرقد السيد أحمد البدوي، القطب الصوفي المعروف، أول من أقام مجالس الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، فهو يعد أول من عمل طريقة المحيا بالصلاة على النبي بمصر.
ونشأ الشوني، على الصلاة على النبي منذ نعومة أظافره ببلده، ثم انتقل بعد ذلك إلى مقام سيدي أحمد البدوي فأقام فيه مجلس الصلاة على النبي ليلة الجمعة ويومها؛ كان يجلس في جماعة من العشاء إلى الصبح، ثم من صلاة الصبح إلى أن يخرج إلى صلاة الجمعة، ثم من صلاة الجمعة إلى العصر، ثم من صلاة العصر إلى المغرب، فأقام على ذلك لنحو عشرين سنة.
وفي يوم من الأيام، خرج الشوني يودع رجلا من أصحابه في إحدى المراكب النيلية، قاصدًا السفر إلى العاصمة القاهرة، ففات المركب بهم وما رضي ريس المركب الرجوع بالشيخ فدخل مصر، وأقام بالتربة البرقوقية بالصحراء، وكان يتردد إلى الأزهر للصلاة على النبي، فاجتمع كثير من الخلق كثير، ومن بينهم الشيخ عبد الوهاب الشعراني، فلازمه لسنوات حتى أذن له أن يقيم الصلاة في جامع الغمري ففعل.
الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، استعرض جانبًا من حياة أول من أقام مجالس الصلاة على النبي في مصر، وكيفية انتقالها، مفيدًا بأن الشيخ عبد القادر بن سوار، شيخ الْمحيا بِالشَّام كان يتردد إلى مصر للعمل بالتجارة والطلب فلازم الشوني، حتى رجع إلى بلاده في دمشق بهذه الطريقة ثم اصطلح على تسمية هذه الطريقة بالمحيا، وانتشرت طريقة الشوني ببركته في الآفاق، حتى توفي بالقاهرة ودفن بزاوية مريده الشيخ عبد الوهاب الشعراني.
وتابع: يقول الإمام عبد الوهاب الشعراني: شيخي ووالدي وقدوتي الشيخ نور الدين الشوني رضي الله تعالى عنه، وهو أطول أشياخي خدمة خدمته خمسًا وثلاثين سنة لم يتغير عليّ يومًا واحدًا، وشوني اسم بلدة بنواحي طنطا بلد سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه، ربي بها صغيرًا ثم انتقل إلى مقام سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه، وأنشأ فيه مجلس الصلاة على رسول الله، وهو شاب أمرد فاجتمع في ذلك المجلس خلق كثير.
وكانوا يجلسون فيه من بعد صلاة المغرب ليلة الجمعة إلى أن يسلم على المنارة لصلاة الجمعة، ثم إنه خرج يشيع جماعة مسافرين إلى مصر في بحر الفيض، فخرجت المركب به من غير قصد منه فلم يقدر أحد على رجوعها إلى البر، فقال توكلنا على الله؛ فجاء إلى مصر فأقام بها أولًا في تربة السلطان برقوق بالصحراء، وأنشأ في الجامع الأزهر مجلس الصلاة على رسول الله في عام سبع وتسعين وثمانمائة.