ربا أم جائز؟.. أزهري يحسم الجدل: أهل العلم اتفقوا على عدم وجوب الاقتراض من أجل الحج
حسم الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، الجدل الدائر حول حكم الاقتراض من أجل أداء فريضة الحج.
ربا أم جائز؟.. أزهري يحسم الجدل: أهل العلم اتفقوا على عدم وجوب الاقتراض من أجل الحج
وقال العالم الأزهري عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: من بين شروط وجوب الحج على المسلم أن يكون نفقاته المتمثلة في: تذكرة السفر برا أو بحرا أو جوا، ذهابا وإيابا، وأن يكون نفقاته إقامته في بلد المناسك المتمثلة في نفقات الإقامة والإعاشة، والتنقل وفضلا عن ذلك تاركا لأسرته نفقاتهم ما بين ذهابه وإيابه إليهم، وذلك معبر عنه شرعا بالاستطاعة، وقال ربنا عز وجل: ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا، وسئل الرسول صلى الله عليه وسلم عما يوجب الحج؟، فقال: السبيل، وسئل عن السبيل؟ فقال: الزاد والراحلة.
وأضاف العالم الأزهري: وبخصوص واقعة السؤال نقول: اتفق أهل العلم على عدم وجوب الاقتراض من أجل الحج وإنما اختلفوا في مشروعية ذلك بكراهة أو من غير كراهة فمنهم من رأى جواز الاقتراض للحج بشرط التيقن من السداد انتظارا لمال سيأتيه بيقين من غير كراهة، ومنهم من ذهب إلى كراهة الاقتراض من أجل أن يحج المقترض.
وواصل العالم الأزهري: ووجهة نظرنا المتواضعة رجحان من جعل الاقتراض للحج مكروها للأسباب الآتية:
- أولا: لم يكلف الله عز وجل المسلم بالحج إلا إذا كان مستطيعا بإجماع أهل العلم.
- ثانيا: إن للمقرض على المقترض بسبب إقراضه تفضلا ومنة، ويأبي الله سبحانه أن يكون لأحد من العباد على أحد تفضلا ونعمة.
- ثالثا: لقد استعاذ الرسول صلى الله عليه وسلم من أن يكون مدينا فقال صلى الله عليه وسلم: وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، وكان يقول قبل أن يسلم وبعد فراغه من التشهد الأخير: اللهم إني أعوذ بك من فتنة المحيا والممات، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من المأثم والمغرم.
- رابعا أنه قد يفاجئه الموت قبل أن يسدد القرض فيموت مدينا فيحبسه ذلك عن دخول الجنة.
- خامسا: إن بعض الشركات السياحية جعلت ذلك بابا من أبواب البيزينس، حيث فتحت باب الاقتراض للحج على أن يؤدى هذا القرض على أقساط مجموعها زائدا عن أصل القرض وهذا هو الربا بعينه، فهل يرضى مسلم أن يكون حجه بابا من أبواب الربا؟.