رئيس الاتصال باليونيسف في السودان: مقتل 196 طفلا سودانيا و13.6 مليون بحاجة إلى المساعدة المنقذة للحياة | حوار
يقترب الصراع المسلح في السودان بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس السيادة الانتقالي السوداني، وقوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو الشهير بـ حميدتي، من إتمام شهره الثاني، وسط تدهور للأوضاع الإنسانية بين المدنيين في مختلف أنحاء البلاد خاصة العاصمة الخرطوم -مركز الصراع بين الطرفين.
ويتصدر الأطفال المتضررين من الصراع في السودان، إذ تعتبر الحاجة إلى المساعدات الإنسانية أكثر أهمية من أي وقت مضى بالنسبة للأطفال في السودان، حيث يكافح السكان الأكثر هشاشة للبقاء على قيد الحياة وحماية أنفسهم، إذ أصبح من الصعب بشكل متزايد تأمين الوصول إلى الضروريات الأساسية.
وللوقوف على تطورات الأزمة الإنسانية التي يعانيها السودان منذ بداية الصراع المسلح بين طرفي النزاع، أجرى القاهرة 24 حوارًا مع أوين واتكينز رئيس قسم الاتصال والمناصرة والشراكات بمنظمة اليونيسف في السودان.
وإلى نص الحوار…
في البداية.. أنت الآن في السودان كيف هي الأحوال الإنسانية في العاصمة السودانية وباقي المدن؟
يواجه السودان أزمة إنسانية كارثية من المتوقع أن تتدهور أكثر إذا لم يتوقف القتال على الفور، مما يدفع بالفئات الضعيفة بالفعل إلى حالة أخرى من اليأس، ويهدد حياة الملايين من الأطفال.
لا يزال الملايين من الأطفال والأسر الأكثر ضعفًا عالقين في مرمى نيران القتال الذي اندلع في 15 أبريل، مع عدم الوصول إلى الخدمات الأساسية أو الوصول إليها بشكل محدود، بما في ذلك المياه والغذاء والرعاية الصحية والسلامة.
وأدى الصراع في السودان إلى زيادة الاحتياجات الإنسانية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، فهناك 24.7 مليون شخص - واحد من كل اثنين، 13.6 مليون منهم من الأطفال، يحتاجون إلى المساعدة المنقذة للحياة، وزاد عدد الأطفال الذين يحتاجون إلى مساعدة عاجلة بأكثر من خمسة ملايين منذ بدء الصراع.
ما هي جوانب المساعدة التي تقدمها الوكالة للأسر والأطفال المتضررين على وجه الخصوص؟
نجحت اليونيسيف في:
- تسليم 2500 طن متري في شاحنات محملة بالصحة والتغذية والمياه والصرف الصحي ومستلزمات التعلم / حماية الطفل إلى السكان النازحين في مدني وإلى الولايات في جميع أنحاء البلاد.
- الحفاظ على خدمات التحصين عبر 12 ولاية من خلال تأمين إمدادات اللقاح وتوزيعه، وكذلك تأمين ومراقبة نظام سلسلة التبريد، وتم الوصول إلى 244000 طفل على الأقل بجرعة شلل الأطفال الصفرية منذ اندلاع الصراع الأخير في 15 أبريل.
- الحفاظ على أكثر من 80% من مراكز علاج سوء التغذية في جميع أنحاء السودان للأطفال الذين يعانون من الهزال الشديد.
- تسليم 1440 كرتونة من الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام ومستلزمات الصحة والنظافة لأكثر من 300 طفل في دار أيتام بالخرطوم، ودون مثل هذا العلاج، سيكون هؤلاء الأطفال عرضة لخطر الموت.
- توفير المياه الصالحة للشرب لـ 104000 شخص من خلال نقل المياه بالشاحنات وتشغيل وصيانة وإعادة تأهيل مرافق إمدادات المياه، وتم الوصول إلى 92000 شخص برسائل النظافة الأساسية والمواد غير الغذائية المتعلقة بالنظافة، وتم تأمين المراحيض لنحو 1000 نازح.
- تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لما لا يقل عن 5500 طفل وأولياء أمورهم الذين أصيبوا بصدمات نفسية جراء العنف في السودان، بالإضافة إلى تم تفعيل أنظمة المراقبة للتنديد والإبلاغ عن العنف ضد الأطفال.
- الحفاظ على ما مجموعه 356 مركزًا لبرنامج التعلم البديل ALP في 10 ولايات، بما في ذلك غرب دارفور، وتوفير أماكن تعليمية آمنة لـ 16،812 من الفتيات والفتيان.
- الحفاظ على 42 مركزًا للتعليم الإلكتروني في شرق دارفور وكسلا والبحر الأحمر وجنوب دارفور والنيل الأبيض؛ يستفيد منها 2520 فتاة وفتى، ومساحة صديقة للأطفال في بورتسودان، يستفيد منها 117 طفلًا.
الاحتياجات آخذة في الازدياد وهذا يشكل تحديا.. هل هناك تحديات أخرى تواجه عملك؟
الصراع المستمر والوضع الأمني المتدهور، بما في ذلك نهب المرافق الإنسانية والمساعدة، يحد من قدرة الجهات الفاعلة الإنسانية على تقديم المساعدة العاجلة للأطفال الأكثر ضعفًا وعائلاتهم في مناطق النزاع، وتدعو اليونيسف في السودان إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد ومسارات آمنة للأطفال وعائلاتهم للوصول إلى الإمدادات الأساسية والخدمات والإمدادات.
كيف يتم تسليم المساعدات للمناطق السودانية المتضررة؟
تقيم اليونيسف وتقدم خدماتها للأطفال والضعفاء في السودان باتباع استراتيجية ثلاثية الأبعاد؛ فنحن نحافظ على الخدمات الأساسية الحيوية والمنقذة للحياة في الخرطوم ودارفور وكردفان من خلال الشركاء المحليين والموظفين على الأرض، بالإضافة إلى ذلك، نحن نقدم المساعدة العاجلة للنازحين الجدد والمجتمعات المضيفة في الولايات الخمس التي لا يوجد بها صراع مستمر وعلى طول المناطق الحدودية، حيث توجد أكبر نقاط التجمع: القضارف والجزيرة وكسلا والبحر الأحمر والنيل الأبيض.
وأخيرًا، تواصل يونيسف السودان علاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم والرعاية الصحية الأولية، بما في ذلك التطعيمات والمياه والصرف الصحي والنظافة وحماية الطفل والتعليم في حالات الطوارئ، وبرامج النقد الإضافي، بما في ذلك الاستجابة لحالات الطوارئ المتكررة مثل الفيضانات والأوبئة.
ماذا عن الأطفال المتضررين داخل السودان.. هل راقبت الاتجار بالبشر أو الاستخدام غير القانوني للأطفال؟
واجه الأطفال في السودان عددًا من الفظائع منذ بدء النزاع، حتى 5 مايو، وأفادت التقارير بمقتل 196 طفلًا وإصابة 1865 نتيجة للصراع المستمر بسبب الوضع الأمني، من الصعب للغاية التحقق من الأرقام.
على الرغم من عدم وجود بيانات محدثة لدينا، إلا أن مخاطر الحماية زادت بشكل كبير بسبب الحركة وإطلاق النار وآليات المواجهة السلبية.