خالد الجندي: يجوز الأضحية عن المتوفى
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الأضحية عن الميت بغير وصية منه من المسائل التي اختلف فيها العلماء، والذي نفتي به هو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة، وقال بعض الشافعية، إنها جائزة وإن لم يوص بها الميت، ويصل ثوابها إليه.
وأضاف الجندي، خلال حلقة برنامج لعلهم يفقهون، المذاع على فضائية dmc، اليوم الثلاثاء: روى الإمام مسلم في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِكبش لِيُضَحِّيَ بِهِ، فأَضْجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ، ثُمَّ قَالَ: (بِاسْمِ اللهِ، اللهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ ضَحَّى بِهِ)، ومن المعلوم أن من أمة محمد صلى الله عليه وسلم من هو ميت، وجعلها صلى الله عليه وسلم لكل أمته، فدل على جوازها عن الميت.
العلماء أجمعوا على وصول ثواب الصدقات إلى الأموات
وأشار إلى أن النصوص الشرعية الدالة على وصول ثواب الأعمال للأموات تضافرت، ومن ذلك جواز الصوم عن الميت إذا مات وعليه صيام وكذلك جواز الحج عنه، مؤكدا أنه ثبت ذلك بالأحاديث الصحيحة؛ فإذا كان الصوم -وهو عبادة بدنية- والحج -وهو عبادة بدنية مالية- يصل ثوابهما إلى الميت؛ فوصول ثواب الأضحية عن الميت من باب أولى.
واستكمل: ثم إن العلماء أجمعوا على وصول ثواب الصدقات إلى الأموات، والأضحية من جملة الصدقات، ولا تخرج عنها؛ لهذا كله فإنا نرى جواز الأضحية عن الميت وإن لم يوص بها، فقد قال الكاساني رحمه الله: (وجه الاستحسان أن الموت لا يمنع التقرب عن الميت، بدليل أنه يجوز أن يتصدق عنه ويحج عنه، وقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أحدهما عن نفسه والآخر عمن لا يذبح من أمته، وإن كان منهم من مات قبل أن يذبح، فدل أن الميت يجوز أن يتقرب عنه “انتهى من بدائع الصنائع”).