الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

اللواء سمير فرج يروي سنوات التكوين في إذاعة القاهرة الكبرى

الإعلامي حسين الناظر
ثقافة
الإعلامي حسين الناظر واللواء سمير فرج
الإثنين 12/يونيو/2023 - 06:22 م

يستضيف حسين الناظر الكاتب الصحفي، اللواء الدكتور سمير فرج؛ محافظ الأقصر الأسبق ومدير الشؤون المعنوية للقوات المسلحة الأسبق ورئيس دار الأوبرا المصرية الأسبق من خلال برنامج سنوات التكوين الذي يذاع 10،30 مساء اليوم الاثنين؛ على موجات إذاعة القاهرة الكبرى، في حديث حول أهم محطات التكوين التي أثرت في مسيرته الفكرية والإبداعية والعملية.

ومن خلال اللقاء يؤكد اللواء الدكتور سمير فرج أن سنوات التكوين هي التي تبني شخصية الإنسان وثقافته وأسلوب تعامله مع الناس، مشيرًا إلى أن ما تعلمه في سنوات الطفولة هو الذي جعله ناجحًا في حياته، فعندما تم تعيينه رئيسًا لدار الأوبرا المصرية في الفترة من عام 2000 حتى عام 2004، وحقق نجاحات كبيرة وملموسة بها، سأله الرئيس الراحل مبارك: إنت إيه اللي نجحك في الأوبرا، وأنت ضابط شاطر وحاصل على أكبر الشهادات العسكرية في القوات المسلحة المصرية؟ فأجابه: بورسعيد.

 وأوضح: بورسعيد هي السبب في النشأة والتكوين، وهي التي جعلتني متذوقًا للفنون والموسيقى والانفتاح على العالم الثاني، كان لها عظيم الأثر في تكوين شخصيتي وطبيعتي ومكنتني من النجاح في حياتي مثلما فعلت طوال عملي مديرًا للشؤون المعنوية لمدة سبع سنوات، ثم في الأوبرا المصرية، وبعدها محافظًا للأقصر، وإلى الآن.

وتذكر أنه كان عضوًا في جماعة التصوير وأهدته والدته أول كاميرا، ومعها تعلم فن الضوء والألوان والتحميض، وتأثره بالسينما ومسرح بورسعيد الذي كان يشهد نشاطًا كبيرًا وقتها مع ظهور الفنانين أصبحوا علامات مثل: محمود ياسين وسيد الملاح، وتأثره بحفلات الموسيقى الغربية التي تقام كل يوم جمعة وسبت بنادي الجزيرة وكازينو بالاس.

ويتذكر فرج مولده في مدينة بورسعيد الباسلة في 14 يناير عام 1946م؛ ومولده في أسرة عظيمة حيث كانت والدته مَدْرسة بالمعنى الحقيقي للكلمة، فقد عملت مديرة للمدرسة الوحيدة للبنات في بورسعيد لمدة 25 عامًا، وكانت مسؤولة عن كل الأنشطة الاجتماعية في بورسعيد كمنظمة الكشافة وجمعية التأهيل المدني، وكانت مسؤولة عن كل المعارض التي تقام بالمدينة، وإصرارها على تعليمه الاعتماد على النفس منذ الصغر، ففي عمر 13 عامًا وافقت على ذهابه للمشاركة في المؤتمر العربي للكشافة في تونس حيث سافر بالسيارة، ثم مشاركته بعدها بعام في المؤتمر العالمي للكشافة في الفلبين عام 1960م؛ لمدة 45 يومًا منها 30 يومًا في البحر ذهابًا وإيابًا، وكان الشرط الوحيد للموافقة أن يقوم بقراءة وتلخيص كتاب اختارته له بعنوان سر تقدم السكسونيين الذي يحكي تاريخ الثورة الصناعية في إنجلترا، وبعد أن أنجز المهمة في شهرين، منحته 40 جنيها للسفر إلى الفلبين.

ويؤكد فرج أن هذا الموقف تذكره بل ساعده في النجاح عندما التحق كأول ضابط مصري ببعثة للدراسة في كلية كمبرلي الملكية لأركان الحرب بإنجلترا في عام 1974، بعد فترة توقف عشرين عامًا، وهي أكبر الكليات العسكرية في المملكة البريطانية، واحدة من أكبر الكليات العسكرية على مستوى العالم، ففوجئ أمامه بدراسة هذا الكتاب سر النهضة الصناعية في إنجلترا، فتذكر والدته وما تعلمه منها، وعندما كلف مع الطلاب باختيار كتاب من المكتبة وتلخيصه والجائزة أن أفضل 5 طلاب سيعرضون منتجهم على زملائهم بالدورة، فاختار كتاب هنري كيسنجر كيف تصنع السياسة الأمريكية، ولتفوقه قام بعرض الكتاب على الدورة.

ويروي فرج دور والده الذي كان أبًا عظيمًا، حيث كان يعمل مديرًا لجمرك بورسعيد، وكان يمتاز بالأمانة والإخلاص وكان معروفًا عنه أنه يخرج من عمله وبيده جريدة الأهرام فقط، وكان مثقفًا ومتذوقًا للفنون وهو الذي علمه المعنى الحقيقي للرجولة وشجعه على الالتحاق بالكلية الحربية.

ويتحدث فرج عن الدور الهام للمدرسة والأنشطة المدرسية في التنشئة حيث كانت المدرسة مركزًا لكل أنواع الأنشطة والفنون والثقافة، ويتذكر معلمه فخري أبو المعاطي؛ مدرس التربية الرياضية الذي كان مثالًا للمعلم كما يجب أن يكون أنيقًا ومخلصًا في عمله، وكيف تأثر به في طريقة لبسه وأسلوبه الجاد والمتحضر، مشيرًا إلى أنه استدعى صورة هذا المعلم وغيره، عندما كان محافظًا للأقصر في الفترة من 2007 إلى 2011 إعداد خطة تنمية شاملة لتطوير الأقصر ذات رؤية مستقبلية لمدة 25 عام تنتهي عام 2030.وأصر على ضرورة التزام جميع المعلمين بالمظهر الجيد والانضباط، ليكونوا قدوة للتلاميذ وللمجتمع.

ويروي الدكتور سمير فرج تأثره بالجاليات الأجنبية التي كانت تمتلئ بها بورسعيد وكان جميعهم طليان وأرمن وجريج -وقتها - حيث كانت أسرته هي الأسرة المصرية والعربية الوحيدة من بين 24 أسرة كانت تسكن في عمارتهم بالحي الأفرنجي، وبالتالي كل أقرانه وأصدقائه كانوا أجانب لذا أتقن مبكرًا لغاتهم ولهجاتهم كالإيطالية إلى جانب الإنجليزية، ما كان له أثر كبير في غرس قيم وثقافة الحرية والتسامح والانفتاح على الآخر.

الإعلامي حسين الناظر واللواء سمير فرج

 ويؤكد الدكتور سمير فرج أن تكوين شخصيته العسكرية بدأ من المدرسة، وفي جماعة الكشافة إذ تعلم مبادئ العسكرية من جدية وانضباط والانتماء وحب الوطن حيث كان يتولى مهمة رفع العلم كل صباح مع قائد الفريق اللواء سعد أبو ريدة -الذي يكبره بعام- ثم كان الحدث الأهم، وهو العدوان الثلاثي على بورسعيد، عندما استيقظ جميع أهل بورسعيد صباح 28 أكتوبر 1956م؛ على أزيز الطائرات التي كانت تطير على ارتفاعات منخفضة وأصوات البارود والقنابل، ويتذكر مرارة العيش في المخابئ، ومعايشته للمقاومة الشعبية والتفاف أهل بورسعيد حول الجيش المصري والشرطة المصرية ضد العدوان الغاشم، ورؤيته لجثث الشهداء التي كانت تمتلئ بهم شوارع بورسعيد، ولا ينسى مشهد قيامه مع والده بتغطية جثث الشهداء في شوارع بورسعيد، ويتذكر أنه في هذه اللحظة كان القرار بأن يصبح ضابطًا ويصر على الالتحاق بالكلية الحربية التي تخرج منها عام 1963، والتحق بسلاح المشاة، ليتدرج في المناصب العسكرية حتى منصب قائد فرقة مشاة ميكانيكي، ومديرًا لمكتب مدير المخابرات الحربية، ومديرًا للشؤون المعنوية للقوات المسلحة، كما عمل مدرسًا في كلية القادة والأركان المصرية، وكان أول ضابط من خارج حلف الناتو والكومنولث البريطاني يعمل مدرسًا بكلية كمبرلي الملكية لأركان الحرب بإنجلترا.

كما يتذكر إصرار والده ووالدته على عدم الهجرة من بورسعيد، والتمسك بالبقاء بها، بعد حرب 1967م، حتى عاد أهل بورسعيد جميعًا للمدينة بعد انتصار أكتوبر 1973م؛ الذي عاد معه الاستقرار لمدينة بورسعيد ومدن القناة، متذكرًا قربه من صنع القرار حيث كان ضابطًا برتبة رائد في غرفة عمليات القوات المسلحة، وقربه من القادة العظام الرئيس أنور السادات والمشير أحمد إسماعيل وزير الحربية، ورئيس هيئه أركان حرب القوات المسلحة الفريق سعد الدين الشاذلي ورئيس هيئة العمليات اللواء محمد عبد الغني الجمسي وغيرهم.

تابع مواقعنا