الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

جيل لم يعايش ثورة 30 يونيو

الإثنين 19/يونيو/2023 - 08:01 م

كنت على موعد مع بعض شباب الجامعة للحصول على تدريب عن القيادة، ودار حديث بعد انتهاء الجلسة عن الشأن العام، وكان غالبيتهم محبط من تردي الأوضاع، لذا وجب علينا أن يتم توعية هذا الجيل الذى لم يتفاعل مع ثورة يونيو لصغر سنة وقتها، وفى نهاية هذا الشهر يمر عشر سنوات على تلك الثورة المجيدة.

كما أنهم لم يدركوا حجم التحديات، ولا حقيقة الأوضاع ووضع الدولة قبل وبعد ثورة يونيو لذا من المهم التوضيح لهذا الجيل الذى يعد الآن لحمل الراية وأن يكون على قناعة ودراية بما حدث.

استمر الحوار ونحن نتناقش على ضرورة قراءة كل فترة بما احتوته وأن التاريخ كان أمينا لأننا أيضا كجيل تعايش مع تلك الفترة بكل ما فيها إيجابا وسلبا.

ففترة حكم مبارك التي استمرت ثلاثين عاما، توقفت الدولة فيها تماما عن فعل أي شيء، وكأنها تعيش في حالة من السكون والثبات.
كما أن تبرير أو ادعاء أنه لم يمس الدعم ولم تكن الأسعار بهذا الشكل المخيف، ولم يدرك المواطن المعاناة التي يحياها الآن، متناسيين أننا أجرينا عمليات إصلاح اقتصادي، وتصحيح لأوضاع كثيرة خطأ تم السكوت عنها، ونحن اليوم نكشف حقيقية الأمور وما يجب أن تسير علية بشكل طبيعي وأن نتائج الإصلاح ستغير كل شيء بعد ذلك إلى الأفضل.
قد يكونوا محقين نظريا لكن عمليا هم في لبس من الفهم عن طبيعة المرحلة التي تأخرنا فيها في كل شيء، ولم تكن هناك مشاريع قومية عملاقة إنما اتجه إلى خصخصة الشركات، وأهدر المال العام بشكل مستباح، ووضع الفلاح بين شقي الرحى، وأهملت الدورة الزراعية، واعتداء كبير على الرقعة الزراعية، وانتشرت العشوائيات، والأمراض وتمكن فيرس سي من المواطنين، وحدثت كوارث كبيرة إنسانية كبيرة نتيجة الإهمال والتخاذل منها حادث العبارة السلام وحريق مسرح بنى سويف وغيرها من الكوارث، مع تردى في كل الأوضاع اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا.

وبدأ الشعب في التمرد والعصيان على تلك الأوضاع الصعبة، وتعامل الأمن بشكل سافر مع كل تلك الحركات الاحتجاجية لوأدها حتى كانت ثورة 25 يناير التي كسرت حاجز الخوف لدى المصريين ورفعوا شعار عيش حرية كرامة إنسانية، وتم خلع مبارك لكنه لم يحاسب سياسيا على كل أخطاء نظامه وعهده. 

هذا تاريخ يجب أن يعرفه الشباب الذي لم يشترك ولم يتعايش مع حقيقة الوضع الصعب الذي كان يحياه المصريين في العقود الأخيرة.

صحيح ثورة 25 يناير قد خطفها الإخوان واعتلوا صدارة المشهد بعد إقصاء كل القوى الوطنية وكل الشركاء في الوطن وعلى مدار عام كامل من الحكم زادت الأوضاع سوء بعد حالة الإقصاء المتعمد من الجماعة وحلفائها من تيارات الإسلام السياسي حتى انتفض الشعب المصري وقال كلمته في 30 يونيو وخرج رافضا حكم الجماعة واستمرارهم في الحكم.
وما حدث بعد نجاح ثورة يونيو وانحياز الجيش للشعب للمرة الثانية لم تنتهي معاناة المصريين بل قامت تلك الجماعة بكثير من العمليات الإرهابية وقتلوا وأحرقوا الكنائس والمساجد واعتدوا على المواطنين وحاولوا بكل الطرق تقويض الدولة بإرهابهم البغيض، ونشرهم الشائعات والأكاذيب.

لقد كانت فاتورة مواجهة هذا الإرهاب كبيرة من زهرة شباب مصر من الجيش والشرطة المصرية وكذلك المواطنين الرافضين لسلوكهم الإجرامي دفعوا حياتهم ثمنا لتلك المواجهات حتى تم القضاء ودحر تلك الموجة الإرهابية.
وفى نفس الوقت الذي كنا نواجه فيه الإرهاب، وتقدم التضحيات من أرواح شبابنا، كانت هناك أيادٍ تحاول إصلاح ما أفسد على مدار عقود.
فقد تم إعادة مصر إلى إفريقيا ومحيطها العربي ودورها الإقليمي مرة أخرى بعد جولات مكوكية من توضيح المشهد وإيضاح الحقائق وتكذيب ادعاءات الجماعة.

كما تم الإعلان عن رؤية مصر 2030 ووضع استراتيجيتها للتنمية المستدامة فى كل النواحي للنهوض بالدولة المصرية والإعلان عن بداية انطلاق الجمهورية الجديدة. 
ووسط كل الأزمات كانت أزمة فيروس كورونا وأزمة الحرب الروسية الأوكرانية والحرب السودانية وما أصاب العالم من تضخم وغلاء في الأسعار ليس فى مصر وحدها بل العالم كله تضرر من تداعيات تلك الأزمات.

ورغم ذلك لم تتوقف عملية البناء وتم إنشاء مدن جديدة والقضاء على العشوائيات، ومبادرة سكن كريم، والقضاء على فيروس سي، وكثير من المبادرات في كافة المجالات سواء كانت اقتصادية أو سياسية واجتماعية وكثير من الإصلاحات التشريعية لخلق بيئة صحية وجاذبة للاستثمار.

كذلك تم إصدار وثيقة ملكية الدولة ومشاريع قومية عملاقة في كل ربوع مصر امتدت لها يد البناء، ومازالت المسيرة مستمرة لبناء الجمهورية الجديدة الناهضة التي تحقق رفاهية مواطنيها والذين تحملوا كل الأعباء من أجل بناء دولتهم.

علينا توعية النشء والاهتمام بهم وتوعيتهم وحمايتهم من أي استقطابات وتصحيح المفاهيم المغلوطة لتجنبهم من الوقوع فريسة ليد الغدر فهم مستقبلنا وأمل مصر في استكمال مسيرة البناء.
عاشت مصر ناهضة وتحيا مصر  

تابع مواقعنا