شروط الأضحية.. هل القرون في الغنم من الشروط الواجبة؟
شروط الأضحية من الغنم من الأمور الحيوية التي تتزايد عمليات البحث عنها في هذه الآونة، فقد استطلعت دار الإفتاء المصرية هلال شهر ذي الحجة للعام الهجري 1444، وأعلنت المملكة العربية السعودية موعد عيد الأضحى رسميًا ليوافق يوم الأربعاء 28 يونيو 2023، وبناء على ذلك فلن يتبقى على وقت ذبح الأضحية سوى أيام قليلة يجب فيها على المضحي أن يستعد بشراء أضحيته المستوفاة للشروط المتفق عليها شرعًا، وهو ما نوضحه لكم في شروط أضحية الخروف.
شروط الأضحية من الغنم
قبل توضيح شروط الأضحية من الغنم، لابد من التنويه بأن الأضحية تجزئ عن المضحي وعن أهل بيته، والأضحية إما أن تكون من الغنم الضأن أو الماعز، وهذا النوع يجزئ الواحد منه عن المضحي وعن أهل بيته فقط، ولا يجوز شرعا الاشتراك فيه كما أوضحت دار الإفتاء المصرية، أو أن تكون الأضحية من الإبل والبقر والجاموس، وهذا النوع تجزئ الواحدة منه عن سبعة أفراد بشرط ألا يقل نصيب الفرد الواحد منهم عن السُبع.
وتتمثل شروط الأضحية من الغنم، وفقا للمذهب المالكي، في استحباب الذكور في الأضحية على الإناث في جميع الأنواع، والأبيض منها على الأسود، ويأتي ترتيب الأفضلية في الأضحية للغنم الفحل منه، ثم خصيه، ثم الأنثى، ثم بعد الغنم الماعز، ثم البقر، ولا تصح الأضحية إلا من بهيمة الأنعام كما جاء في الآية الكريمة "وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ"، ونرصد لكم تفاصيل شروط الأضحية من الغنم وفقا لدار الإفتاء المصرية كالتالي:
سن الأضحية
أول شروط الأضحية من الغنم أن تكون بالغة للسن المعتبرة شرعًا، فإذا كانت من الضأن يجب أن تكون جذعة أي بلغت من العمر ستة أشهر فأكثر، وإن كانت من الماعز فيجب أن تكون ثنية أي بلغت سنة فأكثر، مع العلم أن الضأن هو الغنم المكسو بالصوف وهو الخروف، أما الماعز فهو الغنم المكسو بالشعر.
خلوها من العيوب
من شروط الأضحية الأساسية في جميع الأنواع، أن تكون خالية مما يعيبها، أو يقلل من قيمتها أو يفسد لحمها، وأن تكون خالية من العيوب المانعة من الإجزاء، وهي العور البيِن، والمرض البين، والعرج البين، والهزال المزيل للمخ، وهذه العيوب تؤدي إلى إفساد في لحم الأضحية، أو جعله مكروهًا.
تجزئ عن شخص واحد
الأضحية بالغنم لا يجوز الاشتراك فيها، حيث تجزئ عن مضحي واحد وأهل بيته فقط، وذلك باتفاق جميع الفقهاء، لأن الأضحية سنة على الكفاية لأهل البيت، الذين يعتمدون في النفقة على شخص واحد.
مملوكة للمضحي
يشترط في الأضحية من الغنم أو من سائر بهيمة الأنعام أن تكون مملوكة للمضحي، أو أن يملك الإذن في ذبحها شرعًا، أو يملك إذن صاحبها إن كانت ملكًا لغيره، فلا يملك الشخص أن يُضحي بما ليس له؛ كأن يكون قد حصل عليها بالسرقة، أو الغصب، أو غيرها من الطرق غير المشروعة.
ذبح الأضحية في الوقت الشرعي
آخر شروط الأضحية من الغنم نوضحها لكم بتوضيح الوقت الشرعي لذبح الأضحية، حيث يبدأ وقت ذبح الأضحية يوم العيد اليوم العاشر من ذي الحجة، بعد صلاة عيد الأضحى، ويستمر وقتها إلى غروب شمس اليوم الرابع من أيام العيد؛ أي ثالث أيام التشريق، وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، ويجوز الذبح في الليل أو النهار ولكن الأفضل هو النهار في جميع أيام الذبح، وكلما بكر المُضحي في الأيام، كان ذلك أفضل للمسارعة في إقامة شعائر الله.
هل القرون من شروط الأضحية
يتساءل العديد من المسلمين هل القرون من شروط الأضحية الخروف؟ وفي ذلك اختلف الفقهاء كالتالي:
مذهب الحنفية
يصح ذبح الأضحية الخروف التي لا قرون لها خلقة، أو التي ذهب بعض قرنها، ولكن إذا وصل الكسر إلى المخ لم تصح.
مذهب المالكية
يصح ذبح الأضحية الخروف المخلوقة دون قرون، ولكن إذا كانت مستأصلة القرنين فلا تصح التضحية بها.
مذهب الشافعية
يصح ذبح الأضحية الخروف مكسورة القرون ما لم يترتب عليه نقص في اللحم، كما تصح بـ الجماء وهي ما لا قرن له خلقة، وإن كان الأقرن أفضل.
مذهب الحنابلة
لا تصح الأضحية الخروف مكسورة القرون، أو الأضحية العضباء وهي التي ذهب أكثر أذنها أو قرنها، أما التي قطع منها النصف أو أقل منه فتصح فيها مع الكراهة.
وثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يضحي، وكان يتولى ذبح أضحيته بنفسه؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا، وكان من هديه صلى الله عليه وسلم اختيار الأضحية واستحسانها، وسلامتها من العيوب، ونهى أن يضحى بعضباء الأذن والقرن أي مقطوعة الأذن ومكسورة القرن، النصف فما زاد.
شروط المضحي
بعدما أوضحنا لكم شروط الأضحية من الغنم، لابد من التذكير بشروط المضحي لأنه باستيفاء هذه الشروط ينال المسلم ثواب أضحيته، وهو ما قد نوه به مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، مؤكدا أنه يجب على المضحي أن يكون مسلمًا، فالإسلام شرط وجوب الأضحية وقبولها من الله تعالى، كما أن الأضحية لا تصح من غير المسلم أبدًا، لأنها عبادة أختص بها المسلمون للتقرب إلى الله.
ومن شروط المضحي أيضا أن يكون بالغا، لأن الأضحية لا تجب على الصغير دون البلوغ، كما ينبغي على المضحي أن يمتلك المال الكافي للأضحية، كما يمتلك المال الزائد عن قوته يوم وليلة بما يكفي ثمن الأضحية لقول النبي صلى الله عليه وسلم "مَن وجَدَ سَعةً فلَم يُضحِّ، فلا يقربنَّ مُصلَّانا".
ومن أهم شروط المضحي من الرجال التي يجب أن تتوافر فيه هي النية والقصد في القيام بالأضحية، وأن يكون القصد هو رضا الله تعالى وقبوله، كما يجب أن تكون الأضحية ملكًا خالصًا للمضحي ويحرم على المضحي بيع شيء من صوفها أو أظفارها، ومن شروط المضحي للنساء أن تكون أصحيتها من مالها الخاص، ولا يتم شراء الأضحية من مال حرام أو مسروق.
ومن الأمور المستحبة وليست بواجبة أن يلتزم المضحي بمحظورات محددة، فمن أراد أن يُضحي، إذا أهل هلال ذي الحجة، فعليه ألا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئا حتى يضحي، لا بحلق، ولا بقص، ولا بغير ذلك، ومن لم يرد أن يضحي لم يلزمه ذلك، والمضحي الذي يفعل ذلك دون قصد أو تعمد لا أثم عليه، ولكنه تارك لفضيلة عظيمة يتشبه فيها مع الحاج المِحرم، ويمكنكم الاطلاع على جواب ما الذي يجب على المضحي فعله من هنــــــــا.