هل تحتاج الكرة الإيطالية إلى فضيحة جديدة لصناعة المجد؟
عاشت الكرة الإيطالية عاما فريدا خلال الموسم الكروي الحالي 2022/2023، ففي ظاهرة مميزة تأهل الثلاثي الإيطالي روما وفيورنتينا وإنتر ميلان إلى نهائيات البطولات الأوروبية الثلاثة، ووصل منتخب تحت 20 عاما إلى نهائي كأس العالم للشباب، فيما تأهل المنتخب الأول إلى نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية.
ولكن لم تكتمل فرحة إيطاليا بهذه الإنجازات، فمثلما كان عاما فريدا كانت نهايات حزينة، فقد خسرت الفرق الثلاثة نهائيات دوري الأبطال ودوري المؤتمر والدوري الأوروبي، كما خسر منتخب الشباب بطولة كأس العالم تحت 20 عاما على يد أوروجواي، وودع المنتخب الإيطالي بطولة دوري الأمم الأوروبية على يد إسبانيا من نصف النهائي، وحصل فيما بعد على المركز الثالث في البطولة.
إنجاز ما بعد التخبطات
وبالرغم من إنها إنجازات لا تليق باسم الكرة الإيطالية التي يملك منتخبها 4 ألقاب كأس عالم، ولديها فريق ميلان ثاني أكثر الفرق فوزا ببطولة دوري أبطال أوروبا برصيد 7 ألقاب، وتملك فريقين آخرين فازا باللقب من قبل، ولديها إنجازات وأرقام قياسية أخرى كثيرة، ولكن ما جعله عاما فريدا هو مجيئه بعد فترة كبيرة من التخبطات.
وطالما تحدثنا عن فترة التخبطات في إيطاليا سنرجع لسنوات طويلة، منذ أن حصد الآزوري آخر لقب كأس عالم له في 2006، ومن بعدها ساءت الأوضاع بشكل كبير سواء على مستوى المنتخب أو الفرق، باستثناء فوز كل من ميلان وإنتر بلقبي دوري أبطال في موسمي 2006/2007 و2009/2010.
ولكن بخلاف لقبي دوري الأبطال، لم تحقق الكرة الإيطالية إنجازا كبيرا منذ آخر لقب كأس عالم حتى يومنا هذا، باستثناء فوز المنتخب بلقب يورو 2020/2021 على حساب إنجلترا، وقدمت أداء مميزا جعل الجميع ينبهر باللاعبين، وأنست الجماهير الإيطالية الإخفاق في التأهل إلى مونديال روسيا 2018 لأول مرة في تاريخ المنتخب منذ 1958، ولكن فيما بعد تلقوا صدمة أخرى أكبر بعدم التأهل أيضا إلى نسخة قطر 2022.
بل وظهر التراجع في الكرة الإيطالية أيضا على مستوى الدوري الممتاز بشكل واضح في آخر 3 مواسم تقريبا، فلم تكن الفرق الكبرى في الكالتشيو منافسا قويا في دوري الأبطال باستثناء وصول يوفنتوس إلى نهائي البطولة مرتين في عامي 2015 و2017 وخسر النهائيين، أما في المسابقة فقد شهدت عدم وجود أساطير أو نجوم كبار مثلما تعودنا عليه طوال تاريخه، بل وحدثت مشكلات في بيع حقوق البث تسببت في هبوط في نسب مشاهدات الدوري خاصة في الوطن العربي، مما تسبب في تراجع القيمة السوقية للمسابقة.
وهذا التراجع في الدوري الإيطالي لا يجب أن ينسينا أن المنافسة داخل الدوري نفسه بين الفرق تزايد بشكل كبير، ففي آخر 4 مواسم فازت أربعة فرق مختلفة بلقب الكالتشيو بعد هيمنة يوفنتوس على اللقب لسنوات طويلة، بالرغم من الأزمات العديدة في المسابقة مثلما ذكرنا بجانب الازمات التي يمر بها اليوفي نفسه من خصم نقاط لأسباب عديدة، بل وصل الأمر إلى أن إنفاق البريميرليج في انتقالات يناير 2023 وصل إلى 800 مليون يورو فيما وصل إنفاق الدوري الإيطالي إلى 33 مليون يورو فقط، وهو ما يعكس فقر الدوري نفسه في الإنفاق على الصفقات بسبب القواعد الصارمة المطبقة عليه.
ألقاب ما بعد الفضائح
وما بين الأزمات والعام الفريد في إيطاليا، وغياب الآزوري وفرقه عن الألقاب الكبرى، هناك حقبة نحتاج أن نعود إليها وهي حقبة المراهنات والفضائح في إيطاليا، التي كان أبرزها فضيحة توتونيرو الشهيرة في 1980، والتي كشفت تورط العديد من الأندية واللاعبين ورجال الأعمال والشراكات في مراهنات وتلاعب في نتائج الدوري الإيطالي، وكانت أبرز وأقسى عقوبة من نصيب باولو روسي أسطورة الكرة الإيطالية السابق.
فبعدما تقرر هبوط ميلان ولاتسيو إلى دوري الدرجة الثانية، وفرض غرامات ضخمة على بعض الأندية ورؤسائها، عوقب روسي بالإبعاد عن ممارسة أي نشاط لكرة القدم لمدة 3 سنوات وبعد الاستئناف تم تخفيضها إلى سنتين، ولكن مثلما نعلم جميعا باقي القصة تعاقد معه يوفنتوس خلال فترة إيقافه، ثم انتهت المدة وعاد من جديد ليشارك مع إيطاليا في مونديال 1982، وكان بطل هذه النسخة وحصد اللقب مع بلاده، لينسي البلاد بأكملها الفضيحة.
ولم تكن واقعة روسي وحدها هي اللافت للنظر، بل بعدها بسنوات عديدة وبالتحديد في 2006، حدثت فضيحة مراهنات جديدة في الكرة الإيطالية وهي الكالتشيوبولي هزت إيطاليا بأكملها وفرضت بسببها عقوبات قوية كان أبرزها هبوط يوفنتوس إلى الدرجة الثانية، وكانت المفارقة الطريفة أن المنتخب الإيطالي حصد كأس العالم في العام نفسه وكانت آخر بطولة يحصدها.
إيطاليا تحتاج إلى الفضائح؟
وبسبب هذه المفارقة وحصد المنتخب الإيطالي لقبي كأس عالم بعد فضيحتي مراهنات، تهافتت وسائل الإعلام الإيطالية على بطل الفضيحة الأولى باولو روسي وسألته عن تعلقه على هذا الأمر فقال: يبدو أن الكرة الإيطالية تحتاج إلى الفضائح كي تصنع مجدها من حين لآخر.
وذلك يعيدنا إلى نقطة البداية من جديد وهي غياب إيطاليا منذ ذلك الحين عن حصد كأس العالم، بل ووصل الأمر إلى غيابها عن التأهل إليه نسختين متتاليتين وتراجع الكرة بشكل كبير هناك، فهل مثلما قال روسي تحتاج الكرة الإيطالية إلى فضيحة لتحقيق إنجازات مع العلم أنه كان هناك فضيحة مراهنات أخرى عام 2012 ولكن كانت على الدرجات الأدنى من الدوري ولم يتم حصد أي إنجاز، فهل سيحاولون أبطال العالم 4 مرات تحقيق إنجاز جديد على المدى القريب دون وقوع أي فضائح، والتخلص من هذه اللعنة؟
- الكرة الإيطالية
- روما
- فيورنتينا
- إنتر ميلان
- دوري الأمم الأوروبية
- كأس العالم للشباب
- نهائي كاس العالم للشباب
- المنتخب الايطالي
- دوري ابطال اوروبا
- ميلان
- دوري الأبطال
- كأس عالم
- يورو
- مونديال روسيا 2018
- قطر 2022
- يوفنتوس
- نابولي
- الأزوري
- فضيحة توتونيرو
- باولو روسي
- لاتسيو
- هبوط ميلان ولاتسيو
- مونديال 1982
- الكالتشيوبولي