الحدود اللبنانية الإسرائيلية.. توترات أمنية متصاعدة تهدد بحرب إقليمية
تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تطورًا غير مسبوقا منذ عدة أشهر، بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة، وأخرها الحادث الأمني على الحدود بين الجانبين الإسرائيلي واللبناني، اليوم الأربعاء، والذي سبقته أزمة إطلاق الصواريخ من لبنان في اتجاه إسرائيل في أبريل الماضي، مما يدفع نحو مزيد من العنف بين الجانبين.
ويعتبر التصعيد الإسرائيلي في المنطقة خاصة على الحدود اللبنانية بداية شرارة نشوب حرب في الإقليم، خاصة في ظل التهديدات المتواصلة من قبل قادة الاحتلال بمواصلة عدوانها الخارجي على الدول المجاورة، وتأتي ساحة الحدود اللبنانية في الوقت الحالي على رأس المناطق التي يشار إلى إمكانية نشوب صراع كبير بها والذي قد يصل لحد الحرب.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه أحبط محاولة مهاجمة الحاجز الحدودي مع لبنان، حيث اقترب عدد من المشتبه بهم مجهولي الهوية من السياج الحدودي وحاولوا تخريب منطقة الجدار، وقد تعرفت عليهم قوات جيش الاحتلال، وفقًا لما نشرته صحيفة معاريف العبرية.
وقال مصدر أمني إسرائيلي لوكالة رويترز للأنباء إن ثلاثة عناصر من حزب الله هاجموا السياج الحدودي مع إسرائيل، وأشعلوا النيران على الجانب اللبناني من الحدود، وعلق وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، على ما قام به الجيش الإسرائيلي على الحدود اللبنانية قائلًا: لقد ردعنا النشطاء بوسائل غير قاتلة وسنواصل حراسة أمن إسرائيل.
وأعلنت نائبة مدير المكتب الإعلامي لقوات اليونيفيل كانديس ارديل في بيان، إن بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام على إطلاع على التقارير المقلقة عن حادث وقع على طول الخط الأزرق، ونحن نتابع الوضع، مضيفة أن الوضع الآن حساس للغاية، ونحث الجميع على وقف أي عمل قد يؤدي إلى تصعيد من أي نوع، وفقًا لما نشرته وكالة الأنباء اللبنانية.
وأفادت الوكالة اللبنانية عن سماع دوي انفجار قوي ظهر اليوم، سمعت أصداؤه في المنطقة الحدودية في القطاع الغربي وتحديدا من خارج بلدة البستان، وتضاربت المعلومات عن أسبابه.
ويأتي الحدث على خلفية التوترات بين إسرائيل وحزب الله، بعد أن نصبت قوات حزب الله خيمتين، على عمق أمتار قليلة من إسرائيل، وزعموا أن إسرائيل ضمت الجزء الشمالي من قرية أجار اللبنانية.
التوترات الأمنية بين لبنان وإسرائيل
وذكرت وسائل إعلام لبنانية، أنه وقع حدث أمني غير عادي بالقرب من الحدود اللبنانية مع إسرائيل، وسط تحليق مكثف لطائرات إسرائيلية فوق مناطق حدودية في الجنوب اللبناني، حيث وقع إصابة 3 من عناصر حزب الله على الحدود الجنوبية جراء إلقاء قنبلة من مسيرة إسرائيلية في بلدة البستان اللبنانية على الحدود مع إسرائيل.
وعلى الجانب الإسرائيلي، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن منفذو الهجوم فروا من موقع الحادث والقوات تواصل البحث عنهم، بعد إحباط محاولة تخريب للسياج الأمني على الحدود مع لبنان، وحرقت عناصر لبنانية أراضٍ قبالة مستوطنة على الحدود مع إسرائيل داخل الأراضي اللبنانية.
وأكد مراقب الدولة لدى الاحتلال الإسرائيلي متنياهو أنغلمان، أن الوضع الأمني على الحدود الشمالية مع لبنان مقلق للغاية، مشيرًا إلى أن حزب الله أقام مواقع أمامية مخترقا قرار مجلس الأمن الدولي.
وبحث رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ورئيس مجلس الأمن القومي، تساحي هنغبي، الوضع مقابل حزب الله مع المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، عاموس هوخشتاين، الذي وصل إلى تل أبيب في زيارة كان يفترض أن تكون سرية، في ظل تخوف أميركي من تصعيد محتمل.
وحسب موقع واينت العبري، فإن الإدارة الأمريكية تعمل خلف الكواليس من أجل خفض مستوى التوتر بين الاحتلال وحزب الله، ووفقا للتقديرات فإنه على إثر ذلك أزال حزب الله إحدى الخيميتين اللتين نصبهما في مزارع شبعا المحتلة، وأشار إلى أن صفقة آخذة بالتبلور تقضي بإزالة الخيمة الثانية مقابل وقف الاحتلال أعمال بناء عند الخط الأزرق في قرية الغجر المحتلة.
وتصاعد التوتر، يوم الخميس الماضي، عندما قصفت المدفعية الإسرائيلية مواقع في جنوب لبنان بادعاء أنه أطلِقت منها قذيفتي هاون سقطت إحداها قرب الغجر، وفي منتصف مايو الماضي، نصب عناصر حزب الله خيمة في مزارع شبعا، وفي 30 مايو نصبوا خيمة ثانية في مزارع شبعا وفي موقع يبعد 50 مترا إلى الجنوب من الخط الأزرق، الذي رسمته الأمم المتحدة في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في عام 2000.