أستاذة فقه بالأزهر: انشغال الأزواج بمتابعة مواقع التواصل سر انتشار الخيانة الزوجية
عقد الجامع الأزهر الشريف اليوم الأربعاء، الحلقة الثانية عشرة من برامجه الموجهة للمرأة والأسرة، وذلك تحت عنوان: مهارات إدارة الحياة الزوجية، وذلك برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.
وجاءت ندوة اليوم بعنوان إدارة المشكلات الزوجية، وحاضر فيها كل من الدكتورة فتحية الحنفي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، والدكتورة رحاب الزناتي، أستاذ الصحة النفسية بجامعة الأزهر، وأدارت الحوار الدكتورة هبة للنجار، الباحثة بالجامع الأزهر الشريف.
بمشاركة علماء الدين والنفس.. ملتقى المرأة بالجامع الأزهر يضع روشتة علاجية للمشكلات الزوجية
وتحدثت الدكتورة فتحية الحنفي، في بداية الندوة عن أهمية فترة الخطبة للطرفين، مؤكدة أن هذه الفترة لا بد أن تتسم بالوضوح والصدق، تفاديًا لحدوث مشكلات بعد الزواج التي تنجم عن عدم الصدق والوضوح في معرفة صفات الآخر، كما نوهت إلى أهمية الاتفاق بين الأسرتين حول تفاصيل العقد والأمور المالية من مهر وكتابة قائمة المنقولات، وأن هذه الأمور قد تؤدي إلى خلافات نحن في غنى عنها.
وأكدت الدكتورة فتحية الحنفي، على ضرورة الكشف الطبي للزوجين قبل الزواج بعد اشتراط الكفاءة بينهما، موضحة أن من أكثر أسباب الخلافات الزوجية في هذه الأيام هو انشغال الأزواج بمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي، التي قد تؤدي في بعض الأحيان إلى الخيانة الزوجية وتعرض الأسرة إلى منزلق خطير يؤثر على المجتمع بشكل عام.
وفي ختام حديثها اقترحت أن يتم رعاية الأسرة الصغيرة الناشئة في بداية حياتها من قبل الوالدين في أول سنة من الزواج، وذلك نتيجة لعدم الخبرة الكافية لدي الأزواج المبتدئين بدون تدخل في حياتهم أو قراراتهم.
ومن جانبها، أكدت الدكتورة رحاب الزناتي، أن من تظن أن الحياة الزوجية ستكون حياة وردية بلا مشكلات فهي واهمة فهذه طبيعة البشر، ولكن نستطيع التقليل من حدوثها، مشيرة إلى وجود أربع خطوات مهمة كإجراء احترازي لوقوع المشكلات الزوجية وتفاقمها، وتتلخص هذه الخطوات كالتالي، مرحلة التقييم وتأتي كخطوة مبدئية لمعرفة مميزات وعيوب الآخر وتقييمها، والوقوف على نقاط القوة والضعف لدى الشريك، وبالتالي نستطيع معرفة جوانب المشكلة وحلها طبقا لهذا التقييم.
وواصلت أستاذ الصحة النفسية، أن الخطوة الثانية هي الاتفاق؛ فلا بد من وجود مساحة اتفاق بين الطرفين ومنطقة وسط لحل الأزمات، لافتة إلى الخطوة الثالثة وهي المعاشرة بالمعروف من الجانبين التي دعا إليها الله سبحانه وتعالى"وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ"وهي لين الكلام وحسن التبعل والصبر والرضا.
ولفتت إلى أن الخطوة الرابعة هي الدعاء فهو صلة بين العبد وربه وعبادة أيضًا نستطيع التغلب بها على كل المشكلات المستعصية مهما وصلت درجتها.
ومن جانبها أوضحت الدكتورة هبة النجار، أن حدوث الاختلاف بين الزوجين أمر طبيعي نتيجة الاختلاف في وجهات النظر، أما الخلاف فهو حدوث مشكلة بسبب هذا الاختلاف؛ وقد قرر لنا الإمام الشافعي -رضي الله عنه - قاعدة ذهبية في فقه الخلاف والاختلاف حين قال: رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب، ولا بد أن نرى الخلاف من هذا المنظور، ونتعامل بهذا الأدب الراقي فيما بيننا لنتفادى الكثير من الصراعات المؤلمة في حياتنا.
ونوهت إلى أهمية تدريب المقبلين على الزواج لمواجهة هذه المشكلات، وهو ما يؤديه الأزهر الشريف من خلال برامجه الموجهة للشباب وللمرأة وللأسرة.