التجارة بـ إيمان البحر درويش.. صفقة في مهب الريح
إذا أردت أن تبني منزلا فقطعًا ستذهب إلى المهندس المختص، وإذ ذهبت إلى شخص آخر ليفعل هذه المهمة، فلن تنجح ولن يُبنى المنزل، وإذا مرضت، فعليك بالذهاب إلى الطبيب المختص لتشخيص مرضك ويصف علاجًا مناسبًا، وإذ ذهبت إلى شخص أو طبيب غير مختص، فأنت تعرض حياتك للخطر!
نفس الأمر، إذا أردت أن تروج لـ شائعة أو تخفي سرا عن الجماهير، فعليك أنت تذهب إلى محترفي مواقع التواصل الاجتماعي، هكذا فعلت "أمنية" ابنة الفنان القدير إيمان البحر درويش، فكرت في حماية شقيقها وكان والدها الضحية، أدخلته في صفقة تجارية فاشلة، ونشرت له صورة قديمة لتخفي خبر حبس شقيقها 3 سنوات بعدما تسبب في قتل طفل نتيجة تعاطيه المواد المخدرة خلال قيادة السيارة.
نتائج غير متوقعة.. وإيمان البحر درويش منزعج
جميع الأبناء يرفضون رؤية الأب في فراش المرض، وأي ابن يتمنى بقاء أبيه على قيد الحياة إلى يوم رحيله، والبعض يدافع عن والده رافعًا شعار "أموت ويحيى أبي" الأب نعمة كبيرة في حياة كل إنسان، ولكن ما فعلته أمنية إيمان البحر درويش ضد الإنسانية، ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه؟ كيف استطاعت "أمنية" نشر هذه الصورة لـ والدها وتكتب عليها، سيشهد التاريخ أن هذا إيمان البحر درويش، أن تدفن قلبك وإنسانيتك فحتما أنت أشبه بالأموات، ليس هناك مسمى يمكننا إطلاقه على نشر هذه الصورة من أجل إثارة الجدل الواهي الخادع غير أنها صفقة، تجارة، او سمها كما شئت، ولكن هو أمر لا يمت للإنسانيات بصلة، لأن في نفس اليوم الذي نُشر فيه الصور صدر حكم على شقيقها بالحبس 3 سنوات وغرامة 50 ألف جنيه بسبب القتل الخطأ لطفل أثناء قيادة السيارة وهو تحت تأثير المواد المخدرة.
ببساطة شديدة، أمنية اختارت هذه الصورة، ونشرتها في ذات اليوم قاصدة إثارة الجدل، حتى يتحدث الجمهور عن إيمان البحر درويش ويتجاهلون قرار حبس شقيقها، تجارة سخيفة باسم والدها، إثارة جدل دون التفكير في العواقب.
نقابة المهن الموسيقية تبحث عن إيمان البحر درويش حتى تنقله للمستشفى ويتلقى علاجه، جميع الصحفيين يتواصلون مع ابنة إيمان البحر درويش من أجل الاطمئنان على صحته ومعرفة نوع مرضه، والفتاة التي تاجرت باسم والدها لا ترد على أحد، ومر يومان وقيل إن إيمان البحر درويش توفي وظلت الشائعة نحو 15 ساعة ولم تخرج ابنته لتنفي أو ترد على خبر الوفاة! حينها جاء في خاطرها أن الصفقة تمت بنجاح، وأن الجمهور انشغل بحالة والدها الصحية وتجاهلوا قرار حبس شقيقها.. فلا داعي للرد!
ولكن القاهرة 24 تواصل مع مصدر مطلع ومقرب من الفنان إيمان البحر درويش، وفجر المصدر مفاجأة من العيار الثقيل.. وهي أن الصورة المنتشرة لـ إيمان البحر درويش قديمة، وابنته نشرتها في هذا التوقيت لتخفي قرار حبس شقيقها، وأن إيمان البحر درويش مريض منذ عام ونصف ولا جديد في حالته الصحية ويتلقى العلاج في الوقت الحالي، وأنه منزعج بنشر ابنته تلك الصورة دون علمه!
في هذه اللحظة انقلب السحر على الساحر، وعلم الجميع حقيقة الأمر، علموا أن هناك من يستمرئ التضحية والتجارة بأي شيء، حتى وإن كان أباه، جعلته متوفيًا في وقت ما، جعلته مريضًا بضمور العضلات والسرطان، وفي النهاية خرجت في مداخلة تلفزيونية قائلة: لا أقصد إثارة الجدل، ولكني أطالب الجمهور بالدعاء لوالدي!
كيف تريدين من الجمهور الدعاء لـ والدك بالشفاء ونشرتِ صورة له وعلقتِ عليها “سيشهد التاريخ أن هذا هو إيمان البحر درويش”، ونفترض أنك تريدين الدعاء لوالدك، لماذا التزمتِ الصمت لمدة يومين وأنتِ تشاهدين كل ما يحدث ويقال على مواقع التواصل الاجتماعي حتى انتهى الأمر بدفن روح إنسان وهو ما زال على قيد الحياة.
أذكرك بـ قول رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: “البر لا يبلى، والذنب لا يُنسى، والديان لا يموت، ابن آدم اصنع ما شئت فكما تدين تدان”.
وفي النهاية، دعونا ندعي بالشفاء العاجل لـ الفنان القدير، إيمان البحر درويش.