مش من بره المنهج
من أكتر من 3 سنين وتحديدًا في أول شهر فبراير 2020 قرر الشاب محمد السيد، مهندس البترول، هو وخطيبته أميرة اللي بتشتغل موظفة في واحدة من شركات الاتصالات إنهم يختاروا يوم 1 إبريل 2020 ميعاد لفرحهم، يعني بنتكلم في شهرين من وقت التحديد، عظيم، بس اللي مش عظيم إن وقتها لو تفتكروا ماكانتش لسة الهوجة بتاعت كورونا ظهرت في مصر، للأسف بعد ما حددوا كل حاجة جه يوم 17 مارس اللي فيه تم تنفيذ مجموعة من القرارات الصعبة شوية واللي كانت جديدة على معظمنا!.. اقفل الكافيهات.. امنع التجمعات.. اعمل حظر للتجوال.. هوب هوب هوب مجموعة قرارات ورا بعض هدفها منع أى زحمة بأى شكل كأول وأهم إجراء وقائي يحافظ على صحة الناس.. طب والفرح؟.. لأ انسى.. الحجز اتعلق لأجل غير مسمى لحد ما تنزاح الغمة دي ويفرجها ربنا من عنده بقى.
اللي خطب أو اللي اتجوز فيكم قبل كده هيكون عارف إحساس الإحباط اللي بيكون عند العريس أو العروسة لما بيحصل ظرف طارئ خارج عن الإرادة زى وفاة حد من الأسرتين مثلاً وبتضطروا على أساسه تأجلوا ميعاد اليوم اللي بتحلموا بيه وبتظبطوله بقالكم شهور ويمكن سنين فما بالك بقى لما يكون فيه وباء واخد في وشه ومش عاتق!.
محمد سأل نفسه كذا سؤال ورا بعض: هما أهالينا أساساً من 20 سنة و50 سنة كانوا بيحتفلوا إزاى بالأفراح؟.. هو إيه تعريف الفرحة أساساً؟.. مش إن أنا وهي نكون مبسوطين؟.. وأكيد أهلنا وحبايبنا هيكونوا مبسوطين لو إحنا مبسوطين برضه؟.. هو مش الفرح بيكون عبارة عن فقرات؟.. فل إحنا هنعمل الفرح بتاعنا أون لاين.. إزاى يا عم؟.. قال لك التاريخ بتاع فرحنا هيبقي هو هو يوم 1 إبريل.. قبلها بـ 10 أيام عملوا أكاونت على موقع صراحة يكون بديل لـ Guest Book عشان اللي يحب يكتب لهم كلمة باسمه أو بدون وتكون للذكرى يعمل كده.. خصصوا يومين للموضوع ده يستقبلوا على الموقع الرسايل.. استقبلوا عشرات، ويمكن مئات الرسايل.. بعدها خصصوا يومين يستقبلوا خلالهم فيديوهات قصيرة من قرايبهم وأهاليهم اللي في كل محافظة أو دولة كل واحد يصورها بموبايله عادي ويبعتهالهم يقول لهم فيها مبروك بطريقته.. جالهم عشرات الفيديوهات.. حلو.. في يوم الفرح نفسه في الفقرة الأولى بدأوا يعرضوا على الأكاونتات بتاعتهم فيديوهات الناس اللي وصلت.. في الفقرة التانية محمد، وأميرة نفسهم كانوا مجهزين فيديو كارتون أنيمشن بسيط بيحكوا فيه هما اتعرفوا إزاى على بعض وعرضوه للكل برضه.
محمد راح لـ المحافظة اللي فيها أميرة وهو لابس البدلة بتاعت الفرح وهي برضه كانت لابسة الفستان ومعاهم عربية كابورليه مكشوفة من فوق ولفوا بيها في الشوارع بدون زفة ولا زحمة وعملوا لايف على فيسبوك عشان قرايبهم يشوفوهم، وماكنش معاهم حد!.. وصلوا شقتهم وقطعوا التورتة على اللايف برضه.. أنا تواصلت مع محمد بشكل شخصي بعد الفرح لإني كنت حابب أسمع منه أكتر عن الفكرة المجنونة دي فقال لي إن اللي عايز يفرح وينبسط هيفرح وينبسط بدون عقد وكلكعة والأهم إننا في النهاية نكون مع بعض، ويوم فرحنا كان زيه زى أى فرح تاني ويمكن أحلى عشان رسايل وفيديوهات حبايبنا اللي وصلت لنا كانت الفرحة بتاعتهم خارجة من قلوبهم وهما بيتكلموا أو بيكتبوا لينا خصوصاً في الظروف الصعبة دي اللي الكل محبوس فيها.. اللي عايز يفرح هيفرح.. إفرحوا بطريقتكم وماتأجلوش.
• وهو مين حياته مش مليانة مطبات بتأجل خطواته، وظروف بتعاند أحلامه، وحيطان سد بتخبي عنه النور!.. ده طبع الحياة من بدايتها وهيفضل مكمل للأبد.. بعد كل أزمة أو صعب أو عائق فيه ناس بتقف مكانها منتظرة غيرها يرميلها طوق نجاة وإن الكلكعة تتحل منها لنفسها، وفيه غيرهم اللي بيلفوا حوالين الصعب عشان يتجاوزوه ويلاقوا سكة وحل.. ساعات كتير الإجابات بتبقى أسهل ما يكون وموجودة قدام عينك بس ولإنك سمعت للي بيقولوا إنها أسئلة من بره المنهج أقنعت نفسك بالعجز حتى إنك تحاول!.. مفيش سعى مخلص ونية نضيفة مش هيكون وراهم نتيجة طيبة وخير.. الفكرة بس إنك تنوي، تاخد قرار، والدنيا هتسلك.. جلال الدين الرومي قال: عندما تقرر أن تبدأ الرحلة سيظهر الطريق.
