بدعم الأزهر وجهود مستشفى 57357.. فاطمة وأنس نجحا في الثانوية الأزهرية رغم معاناتهما مع السرطان
حقق طالب وطالبة من أبناء الأزهر الشريف، تفوقا وحصلا على درجات وتقديرات عليا في الثانوية الأزهرية، رغم الظروف الصعبة وما مرا به خلال فترة العلاج والجلسات والمتابعة بمستشفى 57357.
واجها المرض اللعين بدعم الأزهر وجهود مستشفى 57357.. فاطمة وأنس نجحا بتفوق في الثانوية الأزهرية رغم معاناتهما من السرطان
وقال الطالب أنس إسماعيل، إنه حصل على مجموع 427 درجة بنسبة 67.5%، وأنه يدرس بالقسم الأدبي بمعهد مصر الجديدة العسكري، وقد خضع للامتحان هذا العام بعدما أبلغه المعهد بأن الإدارة المركزية للامتحانات برئاسة قطاع المعاهد الأزهرية، قد وافقت على عقد لجنة خاصة ليؤدى فيها الامتحانات برفقة زميلته التي تعالج في نفس المستشفى، مشيرا إلى أنه كان قد قرر أن يدخل الامتحان بمقر المعهد حتى إذا لم تكن هناك لجنة خاصة.
وأضاف بحسب جريدة صوت الأزهر الناطقة باسم الأزهر الشريف،أنه استعد جيدا للامتحانات وكان طيلة العام يذاكر منذ بداية العام، فكان في بعض الأحيان عند إقامته بالمستشفى يصطحب معه الكتب ويذاكر فيها في وقت راحته، وأحيانا بين أوقات أخذ جرعة العلاج التي كان يتلقاها في مستشفى 57357، منوها بأنه كان يذاكر أيضا في البيت خلال الأوقات التي كان فيها مع أسرته، وكان المدرسون بالمعهد الذي يدرس فيه دائما يتصلون به ويشرحون له عبر التليفون بعض الدروس، وكان إذا احتاج إلى فهم شيء بخصوص المواد يتصل بمعلم المادة في المعهد فيشرحها له فورا، وكانوا يراجعون معه الدروس قبيل الامتحانات ويذاكر مع أصدقائه أيضا عبر التليفون.
وأوضح الطالب أنس، أنه رغم قلة تردده على المعهد لظروف مرضه إلا أن شيخ المعهد ومعلميه وزملاءه كانوا دائمي الاتصال به ويسألون عنه، ويتحدثون معه في المناهج الدراسية وفي الدروس المهمة ويشرحون له كل ما يجدون أنه مهم في المناهج، وكانوا يقدمون له تلخيص المواد ليذاكرها، حتى وجد نفسه قادرا على الدخول هذا العام للامتحانات فقرر أن يمتحن.
وحول دور المستشفى، أكد أنس أن المستشفى لم يدخر جهدا معه، فقد وفروا له كافة الإمكانات المتاحة التي تساعده على المذاكرة، ووفروا مقرا للجنة الامتحانات، وكان طاقم الأطباء والتمريض وكافة العاملين يقدمون يد المساعدة له وكانوا يذاكرون له وينادونه بالبطل أنس، مشيرا إلى أنهم وفروا له بغرفة إقامته في المستشفى ركنا مهيئا للمذاكرة فيه كافة الإمكانات.
وأشاد أنس بزيارة الشيخ أيمن عبد الغني له في اللجنة الخاصة بالمستشفى قائلا: الزيارة كانت دافعا قويا لي، وأتقدم بالشكر والتقدير للإمام الأكبر على دعمه الكبير لنا والعمل على تذليل كل العقبات ومعاملته كوالد لنا، مبينا أنه سوف يلتحق بجامعة الأزهر العام المقبل ليدرس بكلية أصول الدين أو بكلية الدعوة ليصبح داعية إسلاميا يخدم الإسلام ويخدم الأزهر الشريف ويساهم في نشر وسطية الدين ويحارب التطرف والإرهاب.
أما الطالبة فاطمة ممدوح المقيدة بمعهد فتيات عمرو بن العاص بالقسم الأدبي، قالت إنها حصلت على مجموع 583 درجة بنسبة 92.5%، موضحة أنها رغم مرضها الشديد ومعاناتها من السرطان إلا أنها كانت مصممة على أن تتفوق وتحصل على تقدير كبير يجعلها تدخل الكلية التي حلمت بها منذ الصغر وهي كلية اللغات والترجمة، مشيرة إلى أن حبها لتعلم اللغات جعلها قوية في اللغتين الإنجليزية والفرنسية وهو ما جعلها تتعلق بحلم الالتحاق بكلية اللغات والترجمة لتدرس إما اللغة الإنجليزية أو اللغة الألمانية كلفة جديدة.
وأضافت أنها خلال هذا العام الدراسي تعبت كثيرا وكانت خلال وجودها بالمستشفى تذاكر، وعندما يشتد الألم عليها تبكي وتقول إنها تريد الذهاب للبيت حتى تذاكر مثل زميلاتها وتواصل مذاكرتها الليل بالنهار لتكون مثلهن وتحقق تقديرا عاليا، ورغم مرضها هذا وألم محاريتها للسرطان إلا أن عزيمتها لم تتأثر وكانت تذاكر بهمة ونشاط ولم تهمل يوما درسا من الدروس؛ حيث كانت تتواصل مع معلماتها ويتواصلن معها ويشرحن لها الدروس شرحا وافيا في كل المواد وكن يقدمن لها تلخيصا لبعض الدروس التي كان يصعب عليها الحضور فيها للمعهد.
وتحكي فاطمة، أن المرض قد أصاب عينها اليسرى واقترحت عليها معلمتها أن تقيد في المعهد كفيفة، إلا أنها أصرت إصرارا شديدا على أن تكمل دراستها وهي مبصرة، وتدرس جميع المواد المقررة على القسم الأدبي لتنجح وتتفوق، مؤكدة أن تفوقها هذا لم يكن إلا بمساعدة والديها وأسرتها، إضافة لأسرتها الثانية وهي مستشفى 57357 التي كانت معها بكل لحظة، ووفرت لها ما احتاجت إليه خلال فترة إقامتها به، وكانت تدعمها نفسيا ومعنويا، وكان كافة العاملين بالمستشفى من أطباء وطبيبات وممرضات يساعدونها في المذاكرة ويشرحون لها أحيانا بعض الدروس مع معلماتها في المعهد.
وعن حضورها بالمعهد، قالت فاطمة إنها لم تكن تحضر كثيرا في المعهد؛ حيث كانت تعالج في المستشفى، ولكن عندما كانت تذهب للمعهد كان معلماتها وزملاؤها يستقبلونها بحفاوة وترحاب كبير، ويسألونها إذا ما كانت تحتاج إلى شرح أو مراجعة في الدروس السابقة وكانوا يتواصلون معها ويشرحون لها ما فاتها من دروس ومواد.
ووجهت الطالبة فاطمة عميق شكرها وتحياتها للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، الذي يرعى أبناءه من طلاب الأزهر، قائلة إنها تشكر فضيلته، فهو الوالد الحنون الذي يرعى أبناءه ويدعمهم في أي مكان كانوا فيه، داعية الله أن يوفق فضيلته في أمور المسلمين، مشيرة إلى أنها تتمنى أن تلتقي فضيلة الإمام وتسلم عليه.