المحكمة في حيثيات الحكم بالمؤبد على لصوص الذهب: حرام الدنيا شر يليه عقاب
أصدرت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمجمع محاكم القاهرة الجديدة برئاسة المستشار حسن فريد حكمًا بمعاقبة محمد.س، وجوناثان. ن، وعبد الفتاح.م، بالسجن المؤبد، ومعاقبة محمد.س، بالسجن المشدد لمدة 5 سنوات لاتهامهم بـ سرقة محل مجوهرات بمدينة نصر وإلزامهم بالمصاريف الجنائية بالدعوى.
سرقة محل ذهب
صدر الحكم برئاسة المستشار حسن فريد، وعضوية المستشارين خالد محمد حماد وباهر بهاء الدين صادق، وحضور وكيل النيابة فهد بودي، وأمانة سر محمد طه.
وكشف أمر إحالة المتهمين بالقضية إلى محكمة الجنايات، أنهم بدائرة قسم أول مدينة نصر بمحافظة القاهرة المتهمين من الأول وحتى الثالث وهم محمد.س، وجوناثان.ن، وعبد الفتاح. م، سرقوا المشغولات الذهبية المبينة وصفًا وقيمة بالأوراق والمملوكة للمجني عليه حسين سيد حسين محمد، كرها عنه بأن خطط المتهمون لسرقة محل المشغولات الذهبية الخاص به.
وأضاف: راقبه المتهمين الثاني والثالث لفترة زمنية كافية، وبصباح يوم الواقعة وما أن فتح المجني عليه حانوته، حتى هجم عليه الأول والثاني ودفعاه لداخل المحل وسدد له المتهم الأول عدة ضربات باستخدام سلاح أبيض ومطرقة حديدية على رأسه أفقدته اتزانه وبث الرعب في نفسه وشل حركته.
وتابع: استولى الثاني على المشغولات الذهبية من دواليب العرض، حال تواجد الثالث خارج المحل لشغل المارة عن ما يدور بداخله، فتمكن المتهمين بتلك الوسيلة القسرية من الاستيلاء على المسروقات والفرار بها، وقد ترك ذلك الإكراه الجروح الموصوفة بالتقرير الطبي الابتدائي المرفق بالأوراق على النحو المبين بالتحقيقات.
وأكمل: كما حازوا وأحرزوا أداة مطرقة حديدية مما تستخدم في الاعتناء على الأشخاص دون أن يكون لحملها أو إحرازها مسوغ من الضرورة المهنية أو الحرفية، وأخفى المتهم الرابع محمد.س المشغولات الذهبية المبينة وصفًا وقيمة بالأوراق والمتحصلة من جناية السرقة بالإكراه محل الاتهام الأول مع علمه بذلك.
وأودعت محكمة الجنايات حيثيات حكمها، حيث إن الواقعة حسبما استقرت في يقين المحكمة وعقيدتها واطمأن إليها ضميرها وارتاح إليها وجدانها، مستخلصة من أوراق الدعوى وما تم فيها من تحقيقات وما دار بشأنها بجلسة المحاكمة، تتحصل في أن الله تعالى قد شرع من فوق سماوات سبع أن الخير هو حلال الدنيا يليه حساب، وحرامها وهو الشر يليه عقاب، رغبة منه في إفراز جيل خلاق نابه يُساعد في بناء ونماء المجتمع يكرم الصالح ويشد على يده ويقوم الطالح، ويأخذ بيده.
وواصلت: الخير يمثله متخذو السبيل القويم، ممن يتبعون القانون ويجتهدون في تجلب مخالفته والشر يمثله أصحاب النفوس الضعاف الذين لا يهتمون بمصالح مجتمعاتهم ولا يُلقوا بالا لسبل ارتقائها ولا يقيمون لمصلحتها وزنًا، فهدفهم الأوحد تحقيق أهدافهم الدنيئة ضاربين بعرض الحائط كافة التقاليد القويمة والعادات الصحيحة والأخلاق الحميدة والتصرفات المستقيمة غير عابئين بتنميتها ولا بنائها.
وأوضحت: المجتمعات السوية ملك الشرفاء من أفرادها الذين يعون قيمة مفهوم الصالح العام ويدافعون عنه باذلين في ذلك كل مُرتخص وغال فهم طيبون نبتوا في أرض طيبة روتهم مياه طاهرة فأثمرت كل ما هو طيب أصلها ثابت وفرعها فى السماء تذوقوا الحلال فاستساغوه ثم أحبوه ولفظوا الحرام فاستقبحوه ثم بغضوه وكرهوه.