معاملة غير آدمية لطفل مصاب بطيف التوحد.. والأم: نزلوني من الطيارة.. والمدرسة رفضته
يعاني الأطفال ذوي الهمم من معاملتهم الخاصة، والنظرة المختلفة لهم من قبل المحيطين، حتى قدمت الدولة لهم كافة السبل لدمجهم في أغلب المجالات، والعمل على التخلص من تلك المعاملات التي كادت تٌسيء لهم، خاصة دمجهم داخل المدارس مع أقرانهم، حتى أصبح الجميع سواسية.
معاناة الصغير حمزة في المطار
حمزة أيمن، طفل لم يتجاوز عمره الـ 8 سنوات، يعاني من اضطراب طيف التوحد، تجهز الصغير مع أمه للقاءه والده في السعودية، لكن لم يعلم أنه لن يتمكن من المغادرة نظرًا لاختلافه.
ومن جانبها قالت ريم محمد والدة الطفل حمزة: ابني أول ما شاف الطيارة، جاتله نوبة هلع وفضل يصوت، ومحدش قدر يستوعب معايا حالته.
وأضافت الأم لـ القاهرة 24: في يوم 24 يوليو الماضي، كان موعد طيارتنا المتجهة من القاهرة إلى السعودية، لزيارة زوجي، وتمكنت من تأهيل ابني للقاء والده وركوب الطائرة، لكن عندما رأي التجمع البشري الكثيف وشكل الطائرة أٌصيب بنوبة هلع.
نوبة هلع وضغط الطاقم على الأم
وأكملت الأم: ابني فضل يصوت ورمى نفسه على الأرض من الخوف، أول ما قربنا على الطائرة، حاولت أهديه بكل الطرق، لكن المسؤولين حواليا مقدروش يستوعبوا اللي حصل، وكل اللي همهم الطائرة تطلع وبس.
وواصلت الأم: قررت أركب بيه الطائرة عشان أكسر خوفه، وأنا مكاني في آخر الطائرة، لكن الكابتن رفض، وقالي إني بهدد أمن الركاب، وممكن يحصل هبوط اضطراري، في حين إن ابني صغير وكان بيصرخ بس، لكن قرر طاقم الطائرة في الآخر إني أنزل أنا وابني.
محاولات لتهدئة الطفل
وبالفعل تركت الأم ونجلها الطائرة، وحاولت ريم بقدر المستطاع تهدئة طفلها، معقبة: حاولت أكسر خوفه من الطائرة، وفعلًا بدأ يتحرك عندها، لكن الناس فضلت تبص عليه وتكلمه خاف تاني وجاتله نوبة الهلع، وهنا طلبوا مني أديله دواء مهدئ، وأنا طبيبة وطلبت يجبولي دواء معين له من الصيدلة رفضوا.
ترك الأم ونجلها للطائرة
وهنا قررت الأم الرحيل، وأحضر الطاقم لها جميع حقائبها ومستلزماتها، ولكن لم ينتهي الأمر فحسب، بل طٌلب منها التوقيع على تقرير طبي، لبيان سبب تأخير الطائرة.
وتقول الأم: كل اللي حواليا ضغطوا عليا عشان ميعاد الطائرة، وبعد ما نزلت طلبوا مني أمضي على تقرير طبي، عشان يخلوا مسؤوليتهم عن التأخير.
وتوجهت الأم بابنها إلى الحجر الصحي لتوقيع الكشف عليه، وحينها تفاجأت الطبيبة بعد إبلاغها بما حدث، قائلة: لازم يبلغونا واحنا نتصرف.
تقرير طبي لتأخير الطائرة
ولكن في نهاية الأمر وقعت الأم على التقرير الطبي، لبيان سبب تأخير الطائرة، وإخلاء مسؤولية الطاقم عن تأخير موعد الإقلاع.
وتوضح الأم قائلة: كتبوا على جوازات السفر إلغاء ورجعنا البيت، لكن أضعف الإيمان بعد كل اللي حصل يرجعولي فلوس التذاكر لكن ده محصلش.
رفض المدارس استقبال الطفل
لم يكن هذا الموقف غير الآدمي، الذي يواجهه الطفل حمزة، بل أخبرت مدرسته الأم، بعدم استقباله مجددًا خلال العام الدراسي المقبل، نظرًا لعدم قدرة المدرسة على السيطرة على الأطفال ذوي الهمم.
وتستكمل الأم حديثها قائلة: المدرسة بلغتني يوم 31 /7، وأنا من وقتها بدور على مدرسة تانية، وحاولت مع 12 مدرسة لكن كلهم رفضوا استقباله، لكن في الآخر مدرسة واحدة اللي وافقت.
واختتمت الأم قائلة: أنا بطالب إن ابني وأي طفل زيه يتعاملوا كويس وده أقل حق ليهم.. والمجتمع يعاملهم بشكل آدمي.