دعاء السفر وآدابه.. 25 شيئًا يجب أن تفعلها قبل وأثناء سفرك ودعاء الطوارئ
دعاء السفر وآدابه من أهم المعلومات الهامة لكل مسافر برًا أو بحرًا أو جوًا، سواء كان سفرًا للحج أو العمرة أو لزيارة الأهل أو للتجارة أو لغيرها من الأسباب، ولأن السفر قد يتعرض فيه الإنسان للمخاطر، فقد شرع الله للمسافرين بعض الآداب والدعاء من أجل تيسير السفر وحفظ المسافرين من كل سوء، فما هي آداب السفر وما أذكاره وكيف يتعامل المسافر مع الأمور الطارئة وما المنهي عنه خلال السفر، نستعرض كل ذلك عبر القاهرة 24 في السطور التالية.
دعاء السفر وآدابه
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء السفر وآدابه، في عدد من الأحاديث المتفرقة، فقد ورد دعاء السفر في حديث روى مسلم في صحيحه عن ابْنَ عُمَرَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اسْتَوَىَ عَلَىَ بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلَىَ سَفَرٍ، كَبّرَ ثَلاَثًا، ثُمّ قَالَ: سُبْحَانَ الّذِي سَخّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنّا لَهُ مُقْرِنِينَ.. وَإِنّا إِلَىَ رَبّنَا لَمُنْقَلِبُونَ".
ودعاء السفر كامل كما ورد في عدة أحاديث:
"الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا، واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل والولد".
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء العودة من السفر، قوله: "آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون"، ويُسن أن يكرر دعاء السفر والعودة ثلاث مرات.
آداب السفر وأحكامه
حددت الشريعة الإسلامية آداب السفر وأحكامه كما وردت في السنة النبوية الصحيحة، فهناك بعض الآداب التي ينبغي على المسافر أن يحرص عليها، وأن يأتي بها إذا ما أراد أن يكون سفره سفرًا مباركًا يُقرِّبه من الله عز وجل، ومن هذه الآداب:
- الاستخارة للسفر: فيسن ويفضل للمسافر أداء صلاة الاستخارة للسفر أو الاستعانة بدعاء الاستخارة للسفر بدون صلاة، ويستشير في ذلك أهل الخبرة والصلاح حتى يطمئن قلبه.
- وصية الأهل: فلعل يكون السفر آخر لقاء بين الإنسان وأهله فيجب ترك وصيته لأهله للتبرؤ من أي دين أو رغبة كان يريد تنفيذها بعد عودته، والوصية بتقوى الله من أساسيات الدين وذلك لقوله تعالى "وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ الله".
- استوداع الأهل: حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يودع أصحابه عند سفرهم بقوله: "أَسْتَوْدِعُكُمُ اللهَ الَّذِي لا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ" أو "نَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ".
- الدعاء للمسافر: يسن للأهل والمعارف أن يدعوا للمسافر بالتوفيق والغفران، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم، يقول لمن طلب منه أن يوصيه من المسافرين: "زَوَّدك الله التقوى، وغفر ذنبك، ويسَّر لك الخير حيثما كنت".
- السفر يوم الخميس: حيث كان النبي لصى الله عليه وسلم يحرص على السفر يوم الخميس من أول النهار؛ حيث قال كعب بن مالك رضي الله عنه: "لَقَلَّمَا كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ إِذَا خَرَجَ فِي سَفَرٍ إِلاِّ يَوْمَ الخَمِيسِ".
- دعاء السفر: يستحب للمسافر ترديد دعاء السفر بالطائرة أو السيارة أو أي وسيلة أخرى.
- السفر ليلًا: من الأوقات المستحبة للسفر ساعات الليل وخاصة أوله، حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "عَلَيْكُمْ بِالدُّلْـجَةِ فَإِنَّ الأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ".
- ألا يسافر وحده: استنادًا للحديث الشريف: "لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الْوَحْدَةِ مَا أَعْلَمُ مَا سَارَ رَاكِبٌ بِلَيْلٍ وَحْدَهُ".
- ألا يصطحب كلبًا: هو من الأشياء التي نهى عنها النبي الكريم في قوله "لاَ تَصْحَبُ المَلاَئِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا كَلْبٌ وَلاَ جَرَسٌ".
- الإكثار من الدعاء: فالدعاء في السفر مستجاب لقوله صلى الله عليه وسلم: "ثَلاَثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لاَ شَكَّ فِيهِنَّ دَعْوَةُ الْوَالِدِ وَدَعْوَةُ المُسَافِرِ وَدَعْوَةُ المَظْلُومِ".
- أذكار الصعود والهبوط: حيث حرص النبي صلى الله عليه وسلم عند ركوب دابته التكبير وعند الهبوط منها التسبيح لقول جابر رضي الله عنهما "كُنَّا إِذَا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا وَإِذَا نَزَلْنَا سَبَّحْنَا"، وأن يقول الاذكار بصوت خفيض دون رفع الصوت بالتكبير أو التسبيح لحديث أبي موسي رضي الله عنه قال: "كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ الكريم في سَفَرٍ فَجَعَلَ النَّاسُ يَجْهَرُونَ بِالتَّكْبِيرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ: أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِنَّكُمْ لَيْسَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلاَ غَائِبًا، إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا وَهُوَ مَعَكُمْ".
- عدم إزعاج المسافرين: سواء بحركة زائدة أو صوت عالٍ لنهييه صلى الله عليه وسلم عن رفع الصوت حتى ولو بالأذكار "إِنَّكُمْ لَيْسَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلاَ غَائِبًا".
- دعاء الطوارئ: عند حدوث طارئ ما أو هبوط اطراري أو النزول من السيارة لقضاء الحاجة أو للاستراحة أو لغير ذلك مما يستدعي النزول في منتصف الطريق، على المسافر أن يدعو بما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم، "أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ الله التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ" وقال: فإنه إذا قال ذلك لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك.
- يتعجل في العودة: ولا يطيل في سفره فقد قال النبي الكريم: "السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنْ الْعَذَابِ يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَنَوْمَهُ فَإِذَا قَضَى نَهْمَتَهُ فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِهِ".
- دعاء العودة من السفر: حيث ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان "إِذَا قَفَلَ مِنْ غَزْوٍ أَوْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ يُكَبِّرُ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ مِنْ الأَرْضِ ثَلاثَ تَكْبِيرَاتٍ ثُمَّ يَقُولُ: لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ سَاجِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللهُ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ".
- ألا يعود لأهله ليلًا: حتى لا يكون من طوارق الليل فيفزع أهله بقدومه، لذا يجب عليه التنبيه مسبقًا إن كان عائدًا في ساعات الليل المتأخرة خاصة.
- يصلي ركعتي العودة: فقد روى كعب بن مالك "أن النبي صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ بَدَأَ بِالمَسْجِدِ فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ".
آداب السفر في الإسلام
كما تتضمن آداب السفر في الإسلام إخلاص النية لله وتصحيح أخطاء الماضين فـ دعاء المسافر مستجاب وفرصة لبدء حياة جديدة ملؤها الإيمان، لذلك يستحب لكل مسافر أن يفعل ما يلي:
- التوبة من المعاصي: فلا يعلم هل سيعود إلى أهله أم سيقبض الله روحه، لذلك التوبة ورد المظالم إلى أهلها بطلب السماح والمغفرة عن أي ظن سيء أو فعل ظالم تجاه أي شخص.
- قضاء الديون وردّ الودائع لأصحابها: أو يخبر أحد أهل بيته بمكان حفظها أو موعد ردها وصاحب الوديعة.
- يكتب وصيته: ويُشْهد عليها من هو أهل للثقة.
- تحري المال الحلال: عند السفر والحل والترحال وكل لحظة في حياته، بأن تكون أمواله كلها من مصدر حلال لا تشوبه شائبة، خاصة إذا كان السفر لعبادة كحج أو عمرة.
- تعلم ما تسافر من أجله: فإن كان عملًا فليتقنه، وإن كان لحج أو لعمرة تعلم كيفيتهما وهكذا.
- تجنب المعاصي: إذ تتسبب المعاصي في تعسير الأمور وحرمان الإنسان من حماية الله له ومعيته له، فمن الأفضل عدم الاستماع إلى الأغاني وما يلهي عن ذكر الله أو أن يؤذي أحدًا بلسانه ولا بيده وغير ذلك من أنواع المعاصي والسيئات.
- الإحسان إلى الناس قولًا وفعلًا: فقد قال النبي الكريم "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء".
- اختيار رفيق صالح: يعينه على الذكر والصلاح وليس المعاصي طوال الطريق لقول النبي صلى الله عليه وسلم "لاَ تُصَاحِبْ إِلاَّ مُؤْمِنًا وَلاَ يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلاَّ تَقِىٌّ".