ما هو دعاء الاستخارة؟.. للحيرة أم للتيسير أم لهما معًا؟
لا يعلم الكثيرون ما هو دعاء الاستخارة والهدف منه وهل هو للأمور التي يحدث فيها حيرة أم أنه يكون لطلب التيسير أم للاثنين معًا؟، وعبر القاهرة 24 سنوضح عدة أمور حول صلاة الاستخارة قد يختلط على البعض صحتها من عدمه، وكيف يكون دعاء الاستخارة الصحيح.
ما هو دعاء الاستخارة؟
ما هو دعاء الاستخارة؟، هو دعاء يطلب به المسلم أن يختار الله له ما هو خير، والاستخارة في اللغة طَلَبُ الخِيَرَةِ فِي الشَّيْءِ وصلاة الاستخارة وسيلة للمسلم لطلب اختيار الله لما يخص حاضره ومستقبله، ولا تعني صلاة الاستخارة التوقف عن إجراءات الأمر المستخار فيه أو تعطيله حتى تظهر علامة ما، بل يستمر المسلم في أمره وسيرى توفيق الله له فيه إن كان خيرًا لهن أو صرفه عنه إن كان شرًا له.
وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية، إن صلاة الاستخارة شرعت بهدف تسليم العبد الأمر لله تعالى، واللجوء إليه سبحانه للجمع بين خيري الدنيا والآخرة، وتكون الاستخارة في الأمور التي لا يعلم العبد الصواب فيها فيستخير الله سبحانه وتعالى؛ لييسرها له، كالزواج أو السفر أو العمل…الخ.
وهو ما يعني أن الأمر الذي ليس فيه حيرة أيضًا تكون صلاة الاستخارة ودعائها وسيلة لتيسيره أو تصويب مسار العبد إن كان يميل لما ليس فيه الخير له، مصداقًا لقوله تعالى "وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم".
وقد اتفق العلماء على أن الاستخارة لا تكون بعد اتخاذ القرار لما جاء في رواية جابر بن عبد الله، حيث قال "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلمنا الاسْتِخَارَةَ في الأمور كلها كالسورة من القرآن، يقول: «إذا هَمَّ أحدُكم بالأمر…»، فاللفظ همّ يقصد به معنيين الأول هو عزَم على شيء وقصَده ولم يَفْعله، أي شرع فيه ويريد أن يعرف أهو خير له أن يستكمله أو أنه شر له يجب أن يتوقف عنه وينصرف لغيره، وهذا أول استعمال للاستخارة.
أما المعنى الثاني للفعل همّ هو شَغَل البال وأقلق الفِكْر حيث أثار اغتمامًا في النَّفْس، فيكون لدى الإنسان الحيرة والقل أهو خير أم شر وتكون الاستخارة هنا للفصل بين ذلك.
صيغة دعاء الاستخارة
حول صيغة دعاء الاستخارة، اشتمل حديث النبي صلى الله عليه وسلم برواية جابر على دعاء الاستخارة الصحيح، وقد استحسن أهل العلم أن يبدأ بحمد الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، ثم يقول: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِك الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأْمْرَ –ويذكر حاجته- خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأْمْرَ– ويذكر حاجته- شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ".
المشاكل بعد الاستخارة
ردت دار الإفتاء على سؤال حول المشاكل بعد الاستخارة عبر خدمة الفتاوى المصورة، حيث أكدت المسلم يسلم أمره لله ويتبع ما اطمأن إليه قلبه بعد الاستخارة وما يحدث بعد ذلك من مصاعب أو مشاق يكون من ابتلاء الله تعالى وقضائه الواجب الرضا به والتسليم له، وقد قال ابن القيم "فالمقدور يكتنفه أمران: الاستخارة قبله، والرضا بعده".
وشددت على أن المسلم يجب أن يكون راضيًا بما يكتبه الله له بعد الاستخارة طالما كررها وتيسر له الأمر، وإن انصرف عنه الأمر يجب أن يتيق أن الله قد صرفه عنه لشر لا يعلمه الإنسان وعليه أن يحمد الله ولا يسخط لأنه سيرى عقب ذلك أن الله صرف عنه شر لم يكن لصالحه.
ومن جانبه، حث مرك الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية على عدم تعجل نتيجة الاستخارة، كما أنه لا يُشترط أن يرى رؤيا تدل على الخير أو الشر في الأمر المُستخار من أجله، وإنما قد يظهر أثر الاستخارة في صورة رؤيا، أو سرور واطمئنان قلبي، أو تيسير حال، ويُفضل تكرارها حتى يحصل اطمئنان القلب.
واستكمل في إحدى منشوراته الرسمية، أن المسلم بصلاة الاستخارة يفوض الأمر لله تعالى، ويعلم أنه إن كان خيرًا فسوف ييسره الله تعالى له، وإن كان شرًا فسوف يصرفه الله عنه، مشددًا على ضرورة الرضا وعدم السخط بعد الاستخارة، إذ يجب أن يكون المسلم "راضيًا بما يختاره الله تعالى له، فليس بعد استخارة الله عز وجل ندامة".
دعاء الاستخارة الصحيح
وفيما يلي نوضح عدة أمور حول دعاء الاستخارة الصحيح سواء بمفرده أو بعد صلاة الاستخارة:
- الاستخارة تكون في صغير الأمور وكبيرها ومن أجل طلب التيسير أو الاستخارة بين أمرين.
- لا يصح أن تستخير بعد الفريضة، حيث نص حديث النبي صلى الله عليه وسلم على أنها صلاة نافلة وتجوز عقد النية عند صلاة نافلة ما على الاستخارة بها أيضًا.
- إن أردت أن تستخير بعد أي ركعتي سنة، فيشترط أن تنوي الاستخارة قبل الدخول في الصلاة، ولا يجوز أن تنوي الاستخارة بعد الإحرام أو الدخول في الصلاة.
- لا يستحب صلاة الاستخارة في أوقات الكراهة ويجب أن تترقب زوالها، ولكن إن لم يسعفك الوقت فصل في وقت كراهة ولا حرج.
- إذا حال حائل بينك وبين الصلاة فاكتفي بـ دعاء الاستخارة فقط، مثل صلاة الاستخارة للحائض والجنب.
- اقرأ دعاء الاستخارة من ورقة أو من الهاتف إن لم تكن تحفظه، والأفضل أن تحفظه.
- أفضل وقت لدعاء الاستخارة بعد التسليم إلا أنه يجوز ترديده بعد التشهد أو في السجود.
- لا تنتظر أمرًا بعد صلاة الاستخارة بل امض في الأمر واستمر فيه فإن اطمأننت فخير وإن تعسرت فخير صرف الله به عنك شر.
- إذا استمرت حيرتك بعد صلاة الاستخارة أو دعاء الاستخارة لك أن تكررها حتى تطمئن.
- لا تندم أبدًا أنك صليت استخارة كانت سببًا في ذهاب أمرًا ترغب فيه وتذكر قوله تعالى "عسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا".
- الأفضل أن تصلي صلاة استخارة لكل أمر إن كانت حيرتك لأمرين أو أكثر، ولكن يجوز جمع كل الأمور في صلاة واحدة.
نتيجة صلاة الاستخارة
وتعرف نتيجة صلاة الاستخارة بالتيسير وبعض العلامات التي توحي للإنسان بالاطمئنان للاختيار الأفضل، وحول ذلك قال عبد الله بن عمر: "إن الرجل ليستخير الله فيختار له، فيسخط على ربه، فلا يلبث أن ينظر في العاقبة فإذا هو قد خار له"، وكان عمر بن الخطاب يقول " لا أبالي أصبحت على ما أحب أو على ما أكره، لأني لا أدري الخير فيما أحب أو فيما أكره".
كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ما ندم من استخار الخالق، وشاور المخلوقين، وثبت في أمره".
